×
محافظة المنطقة الشرقية

المنتخب السعودي يواجه نظيره الأردني وديا الشهر المقبل

صورة الخبر

لم ينجُ الأطفال السوريون من النازحين الى لبنان، في كل موجات الصَّقيع بداية العام الحالي، من نتائج العواصف الثَّلجية التي أودت آخرها (ويندي) بحياة ثلاثة احتراقاً من عائلة واحدة، الخميس الماضي، في بلدة بحنين في شمال لبنان، بعدما لامس أجسادهم الدفء. ويتصَدَّر الأطفال النازحون قائمة الموت في البقاع. لكن حكاياتهم قلما تخرج إلى الإعلام. وفيما تحصي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وفاة 3 نازحين سوريين نتيجة التجمّد من الصّقيع، يحصي متطوعون لبنانيون وسوريون في منطقة البقاع أكثر من 10 حالات وفاة نتيجة أمراض صحّية نتيجة البرد القارس والتجمّد، لم تعلن عنها المنظّمات الدولية لأسباب متعددة. وفي الحالات كافة، قصة واحدة مع الطبيعة. تبرز شكاوى لدى النازحين من غياب مواد التدفئة مع تأخّر صرف «المفوضية الدولية» بدلات التدفئة للمستحقين كافة، وإن كانت وصلت إلى بعضهم، على أن تصل الى الباقين في الأيام المقبلة، وفق ما لفتت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين دانا سليمان، مؤكدة أنه جرى تجهيز مخيمات النزوح كافة بأغطية من النايلون والأقمشة والحرامات والخشب. أعلنت المفوضية وفاة 3 نازحين سوريين تجمّدوا فيما كانوا يحاولون الوصول من بيت جن إلى شبعا، هم: ماجد خير البدوي، وعمار أحمد كمال ومحمد أبو ضاهر. ومن لم يقتله البرد في التجمعات العشوائية، قضى «لأسباب صحيّة»، تقول سليمان. وفيما تلوم جمعيات غير حكومية كثيرة، «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» على تقصيرها في كل الحالات، تبرز عوامل كثيرة تعيق وصول المساعدات لجهة تعدد شركاء المفوضية الذين يعملون على الأرض، وتأخر وصولها إلى المخيمات، كما صعوبة التنقُّل أثناء العاصفة. أما العامل الأساس فيكمن في عدم تغطية المفوضية الحالات الصحية للنازحين غير المسجّلين لديها. كما أنها لا تغطي بشكل كامل ولفترات محددة (75 في المئة)، حالات الولادات الحديثة كما تقول رئيسة جميعة «بيوند» ماريا عاصي، مضيفة أن نازحين يتعرضون أيضاً لحالات ربو مزمن واختناق بسبب إحراق بقايا كاوتشوك ومواد بلاستيكية تصدر دخاناً ساماً. وتعمل جمعيات غير حكومية بالتعاون مع متطوعين لبنانيين وسوريين وهيئات إغاثية عربية، على تلبية تجمعات أكثر حاجة. واستطاعت جمعية «بيوند»، بالتعاون مع وزارة الصحّة و»يونيسيف»، تأمين تغطية صحيّة لـ 1217 تجمّعاً في المناطق كافة، بحضور 50 فريقاً طبيّاً منها مجدل عنجر والدلهمية. يروي متطوّع سوري يساعد جمعيات غير حكومية لـ»الحياة»، قصص أطفال وكبار قضوا. قصصهم تدفن معهم في مخيمات تسميها «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين»، تجمعات عشوائية. ويزيد عدد تلك التجمعات في البقاع عن 835، تؤوي أكثر من 140 ألف نازح. يوضح المتطوع قصة ولادة التوائم الثلاثة في أحد مستشفيات البقاع: صالح، رياض، وخالد المحمد (توفي لاحقاً)، إذ تكفّلت المفوضية بتغطية وضع الأطفال الثلاثة في الحاضنة لمدة 3 أيام فقط بعدما توفيت والدتهم بعد إنجابهم بجلطة. وبعد إعادة الأطفال الثلاثة إلى خيمتهم في البقاع، عانى خالد من التهابات حادة في الدم وأُصيب بالسكري وتعطل عمل كبده. ونُقل بعدها الأطفال الثلاثة مجدداً إلى أحد المستشفيات، ولم يتلقوا العلاج المناسب بعدما نقلتهم جمعية غير حكومية على تكلفتها الخاصّة، وحاولت الضغط على المفوضية للتكفّل بتغطية صحية مئة في المئة. وللموت في البقاع، حكايات أخرى، إذ قضت طفلة نتيجة العاصفة الأولى (زينة) التي ضربت لبنان في بداية العام، متجمّدة في مخيم الحورات بين بلدتي الروضة والمرج، وعجوز. وكذلك، تجمّد الطفل أحمد عبد الحنان (11 يوماً) في المخيم نفسه، كما حال الطفلة فاطمة أحمد العلي في مخيم «بلال الساروط» في بر الياس، فيما قضت طفلتان في مخيم «العودة»، إحداهما تدعى حلا محمد الكيكي، ابنة مختار منطقة سبينة بريف دمشق، بعدما وقعت في جورة صحية، وأخرى تجمداً من البرد. وقضت هبة عبد الغني (10 سنوات) في أحد مخيمات عرسال الحدودية مع سورية بردا.ً