يوم الخميس الماضي كتب الزميل العزيز خالد السليمان مقالا عنوانه «مين قدكم يا أهل جدة» عبر فيه عن سعادته بالأخبار الإيجابية التي تتوالى عن جدة كقرب افتتاح المطار الجديد ومشروع الكورنيش إضافة إلى الخبر المهم الذي أعلنه الأمير خالد الفيصل مؤخرا عن موافقة المقام السامي على إقامة معرض للكتاب. وفي نفس اليوم نشرت «عكاظ» خبرا عن عقد الأمير خالد اجتماعا مع 9 وزراء لتحديد المستقبل التنموي لمنطقة مكة المكرمة، ومع تقديري لمحرر الخبر أستطيع القول إن مستقبلها قد تحدد بوضوح خلال الفترة الأولى من وجود خالد الفيصل، من خلال خطط عاجلة ومتوسطة وبعيدة المدى مع آلياتها التنفيذية وكل التفاصيل اللازمة لإكمالها، وكل ما في الأمر أن ذلك المشروع الضخم بدأت تتخلله العثرات لكن الله قيض للمنطقة عودة صاحب المشروع وفريق عمله لتبدأ الحياة تدب من جديد في شرايينه. كلنا نشترك في حب جدة ومن كل مناطق المملكة لأنها المدينة المتسامحة المفتوحة للجميع دون تعقيدات وتمييز ، كل شخص يشعر بأنه ليس غريبا عنها ولا هي غريبة عنه، وعندما تكون هي البوابة القريبة لمكة المكرمة فإنها تتوفر على ميزة استثنائية لا تحظى بها مدينة أخرى. جدة مشروع مدينة كوزموبوليتانية بكل المعايير، فعندما نذهب إلى الإسكندرية مثلا، أو إحدى المدن العريقة على شاطئ المتوسط كبيروت، نتساءل لماذا لا تكون جدة بنفس الجمال والخدمات، ولماذا لا تكون ملتقى البشر لكل الأغراض من جميع القارات. قد يكون الجواب كامنا في التشويه الذي تعرضت له جدة في بعض الجوانب التنموية المادية، وكذلك على مستوى السمعة كما حاول بعض المرضى تصويرها. البعض اعتبرها نهبا وحقا مشاعا تتخطفه الأيدي من كل مكان، وبعض آخر اعتبرها مدينة متحررة أكثر من اللازم رغم أن هناك ما هو أسوأ في أماكن أخرى. أساء البعض لأهلها وتأريخها وعراقتها ورقي مجتمعها دون وازع من أخلاق أو ضمير وطني، لكن كل ذلك لن يؤثر على حقائقها الجميلة وآمالها في مستقبل أجمل على يدي من يفهمها جيدا ويعرف ماذا تعني، وها هي الأخبار الجيدة تتوالى..