برهنت النقلة النوعية التي أحدثها الراعي الرسمي للدوري السعودي «شركة عبداللطيف جميل» في الموسمين الأخيرين للمسابقة، على القيمة العالية التي أحدثها في تقديم المنتج الرياضي السعودي إلى السوق العالمي على النحو الذي يليق به بوصفه واحدا من أكثر الدوريات في القارة الآسيوية والشرق الأوسط إثارة وجماهيرية. إذ لم يمنع الجدل الدائر حول القيمة الفنية له وتباين الرؤى حول مستوى أداء اتحاد القدم الرسمي فيما يتعلق بآليات التنافس والقرارات المرتبطة بها أو حتى الأندية، من الإجماع على النقلة النوعية في مستوى التنظيم والفعاليات التي غيرت الصورة الذهنية النمطية عن مسابقاتنا المحلية، بمظاهر أكثر إيجابية وتفاعلية، لعب الراعي الرسمي للمسابقة شركة عبداللطيف جميل دورا فيها، ووفق المعطيات السابقة نجح وخلال عامين فقط في التأكيد على أنه ليس مجرد راع استثماري تقف أدواره عند حدود إبراز علامته التجارية، بل قدم نموذجا مميزا في إبراز الدور المهم للقطاع الخاص في تبني ودعم المشاريع التي تعنى بالشباب والمجتمع وعلى رأسها الرياضة، وظهر الموسم الرياضي بحلة جديدة استهلت بتدشين مميز واختتمت بكرنفال رائع، احتفى بعريس الدوري بشكل مختلف ومبهر لفت الأنظار إلى ختام الدوري رغم الحسم المسبق للمسابقة. وقياسا بغيره من الرعاة محليا وخارجيا يمكننا القول إن «عبداللطيف جميل» نجح في ملامسة تطلعات الرياضيين بشكل واضح وكبير، أعطى مؤشرا إيجابيا على أن الفترة المقبلة ستضيف كثيرا للرياضة السعودية وللمسابقة الأهم على مستوى المنافسة بين الأندية الجماهيرية. مكاسب بالجملة وبما لا يدع مجالا للشك أن دوري هذا العام كان مختلفا ومغايرا عن غيره من المسابقات، إذ ظل الصراع فيه محتدما بين رباعي الجماهيرية والإثارة في الرياضة السعودية النصر والأهلي والهلال والاتحاد، وهو ما عكسته الأرقام الجماهيرية غير المسبوقة التي تحققت، وكسر لأول مرة حاجز المليون، وبلغ عدد الحضور أكثر من مليون وستمائة ألف مشجع، لعبت التغييرات الأخيرة دورا فيها، من خلال تطوير بيئة الملاعب وأجواء المباريات والتنافس المثير، وحطم الحضور في هذا الموسم الرقم القياسي السابق الذي سجله الموسم الماضي وهو (893676) وذلك قبل (11) جولة كاملة من الختام. أرقام قياسية وكان هذا الموسم أيضا قد شهد تسجيل عدد من الأرقام القياسية في الحضور الجماهيري منذ البدء في إعلان الأرقام في موسم 2010-2011، حيث سجل أعلى حضور جماهيري في جولة واحدة، وأعلى حضور جماهيري في مباراة واحدة كان في لقاء الاتحاد والهلال ضمن الجولة العاشرة في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، وحضره 60134 مشجعا، وفقا للأرقام التي تعلن عبر شاشات الملاعب ويرصدها موقع إحصائيات الدوري السعودي. وقد عبر رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد بن عبدالله النويصر عن خالص شكره للجماهير الرياضية على هذا الرقم القياسي الذي يرفع من قيمة ومستوى الدوري السعودي الذي يعد وفق دراسة حديثة (مصدرها موقع خزينة الكرة) ثاني أعلى قيمة رعاية لمسمى الدوري في العالم في قيمة عقود الرعاية، وأثنى على دور الراعي الرسمي في إظهار الدوري بصورة جمالية مختلفة، وأكد أن الرقم الجماهيري ارتفع بنسبة 87 % عن السابق وهي نسبة كبيرة. مبادرات إيجابية شهد دوري هذا العام العديد من المبادرات وكان هناك حملات مناوئة للتعصب والاحتقان، وأخرى تعزز اللحمة الوطنية وتدعو لها وتصدرت مبادرة الراعي الرسمي المشهد، ووضع علم المملكة العربية السعودية على أكتاف اللاعبين والحكام في المباريات من الجولة الـ 21 حتى نهاية المسابقة مكان شعار الراعي الرسمي، تفاعلا مع القرار التاريخي الذي اتخذته القيادة الرشيدة للوقوف بحزم إلى جانب الأشقاء في اليمن الشقيق، وتعبيرا عن الحب والولاء للوطن وقيادته ومباركة القرار التاريخي، كما وقعت الرابطة مبادرات مع مكافحة المخدرات ومع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لنبذ التعصب. حصيلة الدوري حصاد دوري عبداللطيف جميل هو الآخر لا يقل إثارة عن التنافس المثير بين البطل والوصيف، إذ وصل مجموع أهداف دوري جميل إلى (525) هدفا، فكان الفارق بين محمد السهلاوي ومتصدر الهدافين عمر السومة هدفا واحدا فقط، وفي ترتيب أفضل صناع الأهداف تربع لاعب التعاون جهاد الحسين على قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف، ووصل النصر إلى الهدف رقم (62) كأفضل هجوم وعادل رقم الهلال القياسي في دوري المحترفين (62) هدفا الذي سجله موسم 2012-2013. كذلك استمر الهلال كأفضل دفاع باستقباله (17) هدفا فقط، وفشل النصر في كسر رقمه القياسي من النقاط (65) الذي سجله الموسم الماضي، حيث يملك (20) انتصارا حتى الآن وهو نفس رقمه العام الموسم الماضي الذي يشاركه فيه الهلال أيضا وكذلك الفتح موسم 2012-2013، ورغم خسارته فرصة الفوز باللقب إلا أن الأهلي استمر الوحيد دون خسارة هذا الموسم ووصل إلى (34) مباراة دون خسارة منذ لقاء الهلال الجولة (18) الموسم الماضي ليصبح على نفس رقم الشباب القياسي (34) مباراة دون خسارة الذي سجله منذ آخر موسم 2010-2011 حتى مطلع موسم 2012-2013، وسجل عبدالفتاح عسيري لاعب الاتحاد الهدف رقم (500) في سلسلة أهداف دوري جميل هذا الموسم ليسيطر الاتحاد على الأهداف المئوية هذا الموسم، حيث سجل ماركينهو الهدف رقم (100) في مرمى الرائد، وعبدالرحمن الغامدي الهدف رقم (400) في مرمى النصر، فيما ذهب الهدف رقم (200) لعبدالله الزوري في مرمى التعاون والهدف رقم (300) لمحمد السهلاوي في مرمى الخليج. ختام مسك كان مشهد الختام مبهرا وعلى حسب ما وعد به الراعي، وظهر تتويج البطل مميزا نال استحسان عشاق البطل ومتابعي الدوري السعودي، وللمرة الأولى ضم أعمالا فنية، وقدمت فرق استعراضية عددا من الفلكلورات الشعبية في حفل زفة النصر إلى اللقب الثاني الذي حققه بعد موسم مثير، حيث توجه عيد بالذهب بحضور حسين محمد عبداللطيف جميل ونخبة من الرياضيين، فكان مشهد الختام جميلا كما هو مشهد البداية، لتبقى أبواب المزيد من التطلعات مشرعة على مصراعيها فيما تبقى من سنوات في عقد الراعي الحالي الذي يحسب له هذه النقلة في الدوري.