استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس، نظيره التونسي الباجي قائد السبسي، وناقشا تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على المستويين الأمني والاقتصادي، كما تطرقا إلى الوضع في ليبيا ومساعدة تونس في التصدي للإرهاب. قمة أوباما - السبسي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، تركزت حول 3 محاور، أهمها، زيادة الدعم للمؤسسات التونسية لتدعيم المكاسب الديموقراطية، وتحفيز النمو وجذب مزيد من الاستثمارات. كما تطرقا إلى تعميق التعاون الأمني ومساعدة القوات التونسية في بناء قدراتها للقيام بمهام مكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكة في هذا المجال لـ»التصدي للتهديدات المشتركة على غرار داعش وعدم الاستقرار في ليبيا»، كما أعلن البيت الأبيض. وشددت الرئاسة الأميركية على الأهمية الرمزية للمحادثات، كونها القمة الأولى بين أوباما ورئيس تونسي منتخب ديموقراطياً. وفي افتتاحية مشتركة في صحيفة «واشنطن بوست»، كتب أوباما والسبسي أنه في «خضم الاضطرابات التي غالباً ما تهيمن على عناوين الصحف، قد يكون مغرياً أن نتصور أن الفوضى سيطرت على كامل شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لكن ها هي الديموقراطية والتعددية تضرب جذورها في تونس حيث بدأ الربيع العربي». وأضاف الرئيسان أن «اجتماعنا في البيت الأبيض مناسبة للاحتفاء بالتقدم الذي حققته تونس، وفرصة لتعميق الشراكة بين بلدينا بغية تمكين الديموقراطية الناشئة في تونس، من تحقيق مزيد من الازدهار والأمن اللذين يستحقهما مواطنوها». وأشار أوباما والسبسي إلى «فرصة لا سابق لها، لإقامة شراكة ثابتة، إذ قدمت الولايات المتحدة منذ قيام الثورة (في تونس)، أكثر من 570 مليون دولار. كما عرضت مساعدات بقمية 134 مليون دولار للعام المقبل». واستهل السبسي زيارته للولايات المتحدة بلقاء وزير الخارجية جون كيري ووقّعا مذكرة تفاهم لتعاون طويل المدى بين البلدين. والتقى السبسي أيضاً جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي ووزيري الدفاع والمال، إضافة إلى وزيرة التجارة التي تنظم ملتقى اقتصادياً، بحضور رجال أعمال ومستثمرين أميركيين وتونسيين. وقال السفير الأميركي لدى تونس جايك والس للصحافيين إن «الولايات المتحدة تدعم بقوة تجربة الانتقال الديموقراطي في تونس»، مشيراً إلى أنها «تجربة ناجحة ولا بد من مساندتها في وجه كل من يتربص بها، وذلك عبر تقديم مساعدات في مجال الحرب على الإرهاب ودعم التعاون والتبادل الاقتصادي». وصرح محسن مرزوق، المستشار السياسي للسبسي بأن زيارة الرئيس التونسي إلى البيت الأبيض هدفها رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي أرفع.