×
محافظة الرياض

مناسبات

صورة الخبر

بالرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في سرعة التواصل ونقل الأخبار بشكل سهل، إلا أنها أصبحت مصدراً لبث وترويج الشائعات الكاذبة دون رادع ديني أو نظامي، حيث إن من المؤسف أن ينساق وراءها شخصيات معروفة ومشهورة، فأصبح "السبق" في الخبر هاجس الجميع حتى لو كانت الأخبار غير موثوقة. ويؤكد مسؤولون أن نقل مثل هذه الشائعات والأكاذيب عبر برامج التواصل الاجتماعي دون التحقق من صحتها، تعد جريمة تستوجب العقوبة، وأن مصدر الشائعة أو ناقلها محل مساءلة وملاحقة قانونية، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي لا تخلو فيها هذه الوسائل يومياً من الأخبار والشائعات التي لا يعرف مصادرها. وقال الشيخ عبداللطيف السريع أنه لا يخفى على أحد خطورة الشائعات على الفرد والمجتمع مما تسببه في نقل صورة غير حقيقية وكاذبة، وساعد على ذلك سرعة تناقل الأخبار دون تحر من مصداقيتها، بل تجاوز الأمر أن كثيرا يقوم بنقل الأخبار على وجه السرعة، وقد تؤثر سلباً في المواطن وأسرته والمجتمع. وأشار الشيخ السريع إلى أن الشائعات توجد صورة ذهنية سيئة عن الغير وتتنامى بشكل كبير، ما يؤثر سلباً في أطياف المجتمع، خاصة في محيط الأسرة، كما أن الشائعات تؤثر سلباً في المصداقية الحقيقة، لأن المجتمع لديه الثقة بما يتداوله الآخرون عبر برامج التواصل الاجتماعي، لكنه ليس لديه الدراية في الأساليب في تغيير الحقيقة عبر البرامج المتوافرة التي تقلب الحقائق للأسف الشديد. ويشاركه الرأي عبدالله المجاهد، إخصائي اجتماعي، ويرى أن ما يحدث من سباب وتطاول في مواقع التواصل الاجتماعي إلى انقلاب القيم والمبادئ والمفاهيم، حيث صار المنكر والبغي معتاداً ومناصراً، في حين صار المعروف ومنه التحاكم الحضاري إلى القضاء الشرعي هو محل الاستنكار والاستهجان. ويؤكد المجاهد أن من يتداول ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعد شريكاً في ارتكاب الجريمة، لأنه ساعد على نشرها، داعياً الجهات التي تنشر عنها الشائعة إلى سرعة الرد لوأد هذه الشائعات في مكانها، وضمان فشل باعثها. يأتي ذلك الوقت الذي وصف الشيخ عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ مفتي عام السعودية، وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" بأنها مليئة بالآراء الضالة كالقدح والطعن فيهم، ونشر عيوبهم، واصفاً أنها في الغالب أكاذيب وأباطيل. وحذر آل الشيخ من الخوض وإطلاق اللسان في أعراض ولاة الأمر والعلماء، وتتبع عوراتهم والتنقيب عن عيوبهم والتحدث بها في المجالس، والتعرض لهم بالكلام السيئ والاتهامات الباطلة بغير حق. ونبه مفتي السعودية في أكثر من حديث له سابق، من كتابة الأشياء السيئة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية، والبحث عن عيوبهم والتنقيب عنها بكل سبيل ظانين بأن هذا الأمر خير، بل هو شر وبلاء، لأنهم بذلك أخطأوا على إخوانهم إن كانوا صادقين، أما إذا كانوا كاذبين فقد جمعوا بين الكذب والإيذاء وهذا أمر عظيم؛ لأن فيه ظلمًا عظيمًا.