شدد وزير الخارجية الليبي محمد الدايري على التزام حكومته بالحل السياسي للأزمة في ليبيا، مجدداً تأكيده التزام الحكومة الشرعية بالحوار الوطني الشامل الذي يفضي إلى حكومة توافق وطني تضم كل الاطياف ولا تقصي ايا منها. وبيّن الدايري في حوار مع «الراي» أن «الكويت ودول الخليج العربي لا تنفك تؤكد وتدعم الحلول السياسية في ليبيا»، لافتا إلى أن «حكومة بلده لن تبحث عن حلول تؤدي إلى استمرار إراقة الدماء، ولا تتمنى بقاء حالة الهدم والدمار». وفي ما يتعلق بالإرهاب، قال «إن الحكومة دعت الدول الشقيقة والصديقة لتقديم الدعم فى الحرب الليبية ضد المنظمات الإرهابية وخاصة «داعش» التي وصلت افعالها دولاً كثيرة»، وفي ما يلي ما جاء في الحوار: • ما الذي بحثتموه مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد خلال زيارتكم الأخيرة إلى الكويت؟ - التقيت النائب الأول لرئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد على هامش الدورة الـ 42 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، وبحثنا دعم العلاقات بين البلدين في مجالات متعددة وتحدثت معه عن مساعي الأمم المتحدة لإعادة الاستقرار في ليبيا والمساعي لإيجاد مخرج لحوار وطني شامل وفي الواقع أكد الجانب الكويتي وقوفه إلى جانب الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا ودعم الكويتيين بشدة الحل السياسي باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة كما أكدوا حرصهم على استقرار وسلامة ووحدة ليبيا والليبيين. • كيف تقيم ما تم التوصل إليه إلى الآن في مسار الحوار الليبي؟ - إننا الآن في مسار سياسي نحاول أن نتجاوز ما حدث من أمور في الماضي، ولا شك أن الحل في ليبيا هو حل سياسي في المقام الأول وهو ما نسعى إليه بكل جدية في إطار المساعي الأممية لاحتواء الأوضاع في ليبيا، وقد وصلنا الآن إلى المسودة الرابعة من الوثيقة الأممية الخاصة بحل الأوضاع في ليبيا. وفي الواقع إننا على ثقة من أن الحل لن يكون غير سياسي، ونحن لن نبحث عن حلول تؤدي إلى استمرار إراقة الدماء في ليبيا وايضاً نحن لا نسعى لإقصاء أي طرف ولا نتمنى بقاء حالة الهدم والدمار، فالشعب الليبي عانى ما يكفي من ويلات ولا بد من إيجاد المخارج التي توفر له مستقبلاً مستقراً وآمنا. • ماذا عن الدعم العربي والخليجي لليبيا؟ -الدعم العربي والخليجي ملموس بالفعل، ومن خلال اتصالاتي مع المسؤولين في الكويت والسعودية والإمارات وقطر ارى والمس أن دول الخليج تراقب باهتمام المساعي السياسية وتعمل على إنجاحها، ومنذ انطلاق الثورة في ليبيا والخليجيون مستمرون في دعم رغبات وطموحات الشعب الليبي في الاستقرار والأمن على الصعد كافة منها السياسية والديبلوماسية وسواهما. ودول الخليج تدعم الشعب الليبي وتقف معه في وجه ما يمر به، وخلال الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الكويت بحثت الدول العربية والإسلامية المجتمعة الأزمة الليبية بين الفرقاء، والحوار الوطني الشامل مع بحثها للنزاعات في العالم الإسلامي عامة، ومكافحة الإرهاب، وهناك اهتمام واضح بالشأن الليبي في هذه الجلسات التي استضافتها الكويت. • كيف تنظرون إلى العمليات الإرهابية التي تتخذ من ليبيا مسرحا لها؟ - نحن قلقون من تزايد الإرهاب وهو أمر يقلق الدول الجارة لنا والمجتمع الدولي كاملاً أيضاً، وهناك اتصالات جارية مع الدول العربية للعمل على التصدي للإرهاب، واشقاؤنا العرب يرحبون بتلك المساعي لإعادة الوحدة بين الليبيين من خلال معالجة الانقسام السياسي والاضطرابات والعمليات الإرهابية التي شكلت تحديا كبيرا للوحدة الوطنية في البلاد. والحكومة الليبية الموقتة في البلاد لا تستطيع السيطرة الكاملة على أرض ليبيا وبالتالي هناك جماعات متطرفة مثل داعش خارج سيطرة الدولة و تهدد دولاً كثيرة مثل العراق وسورية ومصر وتونس. ومن المعلوم أن الإرهاب بات يشكل خطراً على الشعب الليبى، ويمس أيضاً أمن أشقائنا من الدول العربية والأفريقية، ولذلك توجهنا لطلب الدعم من جانب الدول الشقيقة والصديقة لمساندتنا فى حربنا ضد المنظمات الإرهابية وخاصة «داعش»، ولابد أن يتجسد هذا الدعم في تزويد قوتنا المسلحة بالأسلحة الملائمة لمحاربة الإرهاب والعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.