يعني علي عبد الله صالح من المستضعفين؟ « يسأل عمار( 25 عاماً) وهو يشير بيده الى لوحة دعائية نصبت أمام مبنى جامعة صنعاء ضمن عشرات اللوحات المنتشرة في الشوارع، وتحمل صورة حسين الحوثي مؤسس جماعة الحوثيين وعبارات تصفه بـ « قائد ثورة المستضعفين في وجه المستكبرين». وفي لوحات أخرى، وصف الحوثي بالقائد الذي بنى «بثقافة القرآن أمة تعشق الشهادة». ويسخر يمنيون كثر من المزاعم القائلة بأن مؤسس الجماعة الانقلابية التي تشارك الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في قتل اليمنيين وتشريدهم وتدمير منازلهم قائداً لثورة المستضعفين. ويتهم الرئيس اليمني الذي حكم اليمن أكثر من 3 عقود بالفساد وتسخير إمكانات الدولة لبناء جيش عائلي ومحاولة توريث الحكم, وتقدر لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة الثروة غير المشروعة لعلي صالح بأكثر من 60 بليون دولار. وخلال 2004 و 2009 أستخدم علي صالح جماعة الحوثيين لاستدراج القوات العسكرية الموالية لخصومه داخل النظام، خصوصاً عائلة آل الأحمر. وخلال 6 جولات من القتال المتقطع تمكن الحوثيون من تقديم أنفسهم للرأي المحلي والعالم الخارجي بوصفهم ضحايا يستهدفهم النظام بسبب انتمائهم الديني، علماً أن صالح وآل الأحمر والحوثيين ينتمون جميعاً الى المذهب الزيدي والصراع بينهم كان صراعاً على السلطة ظهر بشكل واضح بعد ظهور بوادر عن سعي صالح لتوريث نجله أحمد قائد الحرس الجمهوري حينها. وبقيت تلك القوة على ولائها لصالح حتى بعد خروجه من السلطة تحت ضعط انتفاضة شعبية في 2011. وتتزامن حملة الدعاية الحوثية مع هزائم منيت بها ميليشيا الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع أمام المقاومة الشعبية في عدن والضالع وتعز. وانتشرت في شوارع صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا للحوثيين الموالية لإيران لوحات دعائية تضم صوراً لمؤسس الجماعة بدرالدين الحوثي الذي قتل في 2004 في معارك خاضها ضد الحكومة. وأكدت مصادر متطابقة أن الحملة تتضمن أيضا انتشار مجموعات من شبان الميليشيا الحوثية والمناصرين للرئيس المخلوع في الاماكن العامة ووسائل المواصلات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، مهمتها تبرير الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي وصالح على المناطق الواقعة ضمن جغرافيا المذهب الشافعي والتصدي للمتعاطفين والمؤيدين للضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على مخازن السلاح والمواقع التابعة للميليشيا. وتقول الناشطة المدنية منى جميل أن الحوثيين «يستهبلون» في دعايتهم وخطابهم السياسي والاعلامي وكأنهم يخاطبون كائنات في المريخ أو كأن الناس لا عقول لها، مشيرة الى أن هذا الاسلوب الدعائي لازم ميليشيا الحوثيين منذ تأسيسها إذ ظلت تزعم أن قتالها الحكومة واسقاطها المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى كان دفاعاً عن النفس. ثقافة النفاق ويرفع الحوثيون شعار «الموت لأميركا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود»، بيد أن الوقائع على الأرض تؤكد أن حروبهم التي يشنونها منذ اكثر من 10 سنين كانت تستهدف الجيش اليمني والمواطنين اليمنيين وتحديداً خصومهم المذهبيين. وانتشرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من التناقض القائم بين شعار الحوثيين وسلوكهم. ومع اشتداد القصف العشوائي الذي تشنه ميليشيا الحوثيين وصالح على الاحياء السكنية في مدينة تعز(جنوب غرب) تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لكلب يحمل على ظهره أواني مملوءة بالمياه وتحت الصورة عبارة « أبناء تعز استطاعوا اقناع الكلب أنه حمار وفشلو في اقناع الحوثي أن تعز ليست إسرائيل». وتتهم جماعة الحوثيين التي تمجد الشهادة وتحض عليها، بمحاولة إعادة تقسيم المجتمع اليمني وفقاً للنسب القديم ما بين قحطاني وعدناني وهو النسب الذي يعتبره بعضهم خرافة لا تنتمي الى عصر المواطنة وحقوق الإنسان. وكان قادة سياسيون ورجال دين حوثيون زاروا في وقت سابق إيران، امتدحوا الإمام الخميني واعتبروه زيدياً، فيما يؤكد مثقفون زيديون مستقلون أن الهاشمية السياسية التي يجسدها الحوثيون لا تعبّرعن جميع أتباع المذهب الزيدي. ويشحن الحوثيون أتباعهم بأفكار قائمة على الصفاء العرقي ويزعمون أن آل البيت الهاشمي قادرون على السيطرة على العالم في حال توحدوا وأحيوا عقيدة الجهاد.