على بساط الريح تنتقل نقوش الفرح وزخارف الجمال في رمضان من وطن إلى وطن لتحكى وجوه البهجة الجماعية التي تعيشها كل البلدان ابتهاجا بالشهر الفضيل، لذا لم يعد غريبا أن نرى التيازر الحمراء - صوان مصر الشهير - وقد تحولت إلى زينة للمنازل في المملكة. وعلى الرغم من بساط التيزار ورخص سعره مقارنة بغيره إلا أنه لا يزال يمثل السفير الناطق بقدوم أفضل الشهور وأكثرها بركة. الصوان المصري محمد علي جابر مسؤول معرض لبيع التيازر الرمضانية في منطقة البلد أن التيازر يعود تاريخها إلى أيام حكم المماليك في مصر وقد كانت تأتينا عن طريق الحجاج والمعتمرين المصريين، ويضيف التيزار ارتبطت ارتباطا وثيقا بشهر رمضان فمن النادر أن تجده منتشرا في غيره من الشهور، فلو رجعت إلى منشأه الأول لوجدت أنه كان في الأصل يسمى الصوان المصري وهو مكان يصون لقاءات مجموعة من الناس في مكان واحد ليدعم فكرة توحد الجماعة المحدودة ثم ارتبط بعد ذلك بالأعراس وكذلك بسرادق العزاء، فهو له دلالات كثيرة، لكن أهمهما على الإطلاق هو قدوم شهر رمضان والذي يكثر التزين به». للوجهاء والميسورين فايز حمود وهو صاحب محل لبيع التيازر في منطقة البلد يقول: «كانت التيازر أو الصوان المصري تصنع بالتطريز وكانت مكلفة ولا يشتريها إلا الوجهاء يزينون بها بيوتهم وفللهم، وكذلك الفنادق والمطاعم حيث كانت تصنع في مصانع خاصة في مصر ويأتي بها إلى المملكة مندوبون لتوزيعها في أماكن محددة، أما اليوم فد باتت تصنع في الداخل بطريقة الطبع»، مشيرا إلى أن التيازر الرمضانية تحتوي على نقوش وزخارف إسلامية ورسومات فنية تأخذ طابع التراث. أسعار ومقاسات وعن أنواع التيازر وأسعارها يقول سامي عبد العزيز وهو مسؤول مبيعات لأحد محلات بيع التيازر في المنطقة التاريخية بجدة: «توجد أنواع ومقاسات مختلفة لتيزار رمضان، فهناك التيزار الخفيف والذي يكون طوله (2) متر تقريبا، وسعره في حدود 10-15 ريالا، وهذا النوع يعلّق عند مداخل الشقق كما يوجد نوع آخر متوسط الجودة ويبدأ سعر متره بحوالي 20 ريالا تقريبا، وهو الذي تفضله الكثير من الأسر السعودية، أما النوع الآخر والأفخم فيقبل عليه الميسورون لتزيين فللهم أو صنع خيمة رمضانية، كما تقبل عليه الفنادق والمطاعم والذي تزيين به جدرانها وأدواتها ابتهاجا بهذا الشهر الكريم ويكون سعر متره بحوالي 30 - 50 ريالا، ملمحا إلى أن الكثير من الأسر تستخدم التيزار في بيوتها حيث يضيف إليه لمسة خاصة غير مكلفة كما يمكن استخدام قطع من هذا القماش كمفارش للمائدة في رمضان أو تعليقه بشكل جذاب على الجدران كما أصبحت السيدات الآن يتنافسن في الحصول عليه وتزيين منازلهن به في شهر رمضان من كل عام.