بعد أكثر من أسبوع من عمليات البيع الكبيرة للأسهم الصينية، أقدم البنك المركزي الصيني أمس الأول، على خفض معدلات الفائدة ونسب الاحتياطي الإلزامي لبعض البنوك. وفي بيان له، قال المركزي الصيني إن هذه الخطوة تهدف إلى خفض تكاليف الإقراض والمساعدة في استقرار النموّ في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويأتي هذا الإجراء، بعد أن شهدت الأسهم الصينية يوم الجمعة أكبر انخفاض لها منذ سنوات عدة، حيث انخفض مؤشر شنغهاي المجمّع 7.4%، كما أن التراجع أزال 1.25 تريليون دولار من القيمة السوقية، وهو مبلغ يساوي تقريباً حجم اقتصاد المكسيك. ويرى المحللون أن تحركات البنك المركزي الصيني أتت رداً على تراجع سوق الأسهم، حيث يشير تيم كوندون الخبير الاقتصادي في مجموعة آي إن جي إلى أن التراجع الذي بلغ نحو 20% في قيمة الأسهم الصينية، خلال أيام معدودة، من شأنه أن يقوّض التقدم الذي أحرز مؤخراً لاستعادة زخم النموّ في الصين. ولم يستغرب ماشياو بينغ، المحلل في بنك أتش أس بي سي، الخطوة التي اتخذها المركزي الصيني، مضيفاً أن ذلك يعكس رغبة بكين في تحفيز الاقتصاد ومحاربة الانكماش والرد على تراجع السوق الحاد في أسبوع أسود. وذهب بعض المحللين إلى حد تشبيه ما أقدم عليه البنك المركزي الصيني بالخطوة التي اتخذها المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) في أعقاب الاثنين الأسود في التاسع عشر من شهر أكتوبر في العام 1987، عندما انهارت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم. وخلال تلك الفترة دفع الفيدرالي الأمريكي المصارف على الاستمرار في الإقراض وفقاً للشروط المعتادة، الأمر الذي عزز من ثقة المستثمرين بقدرة البنك المركزي في تهدئة الركود الشديد في السوق.