×
محافظة المنطقة الشرقية

هدايا «وطن متحد» تسعد الأطفال في الجبيل

صورة الخبر

بنى عمر الشريف مجده السينمائي وهو في العشرينات والثلاثينات من عمره، ولم ينتظر الزمن ليتقدم به إلى الخمسينات والستينات ليكون واحداً من ألمع نجوم الفن السابع الذي اقتحمه، أيضاً، مبكراً في عقر داره، أي في هوليود وبثقة عالمية، وإلى جانبها شيء من الغرور النابع من شرقيته أولاً، ووسامته الجاذبة لألمع نجمات السينما في زمن كان يحتفظ بثقافة ومزاج كلاسيكيين. إنه القوس الزمني الأجمل في السينما العربية والعالمية أيضاً، أي ستينات وسبعينات القرن الماضي عند دخول السينما إلى الألوان، بعد خروجها من علبة الأسود والأبيض ببطء وحذر، غير أن ميشال شلهوب وهو الاسم الحقيقي لعمر الشريف يبدو مغامراً بطبيعته، فهو كان من الممكن أن يذعن إلى رغبة والده، ويظل تاجر أخشاب، وهو العمل الذي أمضى فيه خمس سنوات، لكنه ترك الخشب ووقف أمام الكاميرا، وفي شبابه حقق ما لم يحققه سينمائي عربي في بلاده وفي العالم. في الثانية والعشرين من عمره يلعب دوراً رئيسياً في فيلم صراع في الوادي (1954) بالأبيض والأسود، من إخراج يوسف شاهين الذي درس معه في كلية فيكتوريا الإنجليزية، ومن اللافت أن المفكر الفلسطيني البروفسور إدوارد سعيد كان أيضاً من زملاء الشريف في تلك الكلية العريقة التي تخرج فيها أبناء ملوك ورؤساء جمهوريات وزعماء سياسيين كبار. في حوالي السابعة والثلاثين، أي في عزّ شبابه، لعب بطولة فيلم تشي جيفارا (1969)، وفي الثلاثين من عمره، في زهرة الشباب أيضاً، لعب بطولة فيلمه الشهير لورانس العرب 1962، وفي الثالثة والثلاثين من عمره، مرة ثانية في عنفوان شبابه، يلعب البطولة في فيلمه الأكثر شهرة دكتور زيفاغو 1965. لقد تتبعت هذه التواريخ في سيرة عمر الشريف السينمائية لأقول إنه استغل وقت شبابه في العمل بكل جدية ونشاط ومسؤولية فنية، وسريعاً، حقق نجومية عالمية، وهو شاب، وهو درس عملي في منتهى الأهمية لمن يعمل في حقل الفن والأدب والكتابة. في شخصية عمر الشريف، أيضاً، هناك تركيبة دينية ثقافية ربما كان من شأنها أن هيأته إلى العالمية، إلى جانب شخصيته الجاذبة، فأمه يهودية، وأبوه مسيحي كاثوليكي، وهو اعتنق الإسلام. قصة حبه وزواجه ثم انفصاله عن فاتن حمامة وحدها مشهد سينمائي رومانسي من علامات الوجدان الجمعي لرجال ونساء قصص الحب في سبعينات القرن العشرين، لكن كل ذلك انتهى إلى الزهايمر فلم يعد عمر الشريف يعرف شيئاً عن عمر الشريف. لم يعرف في آخر حياته أنه تشي غيفارا، والدكتور زيفاغو، ولورانس العرب، كأن الشباب ينتقم من المشيب. عاش بالطول والعرض، كما يليق بملك وعرشه السينما. yosflooz@gmail.com