كتب - إبراهيم بدوي : أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن الحوار الخليجي - الأمريكي الذي جمع أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون ومعالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في ختام اجتماعهم المشترك أمس كان حوارا استراتيجيا وبناءً وتناول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأشار سعادته في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي عقب نهاية الاجتماع المشترك الى أن " دول مجلس التعاون تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة ، لافتا الى أن العرض الأمريكي لتفاصيل الاتفاق النووي مع إيران مطمئن "اذا أخذنا في الحسبان أن المفاوضات النووية قادتها الولايات المتحدة التي لديها إمكانيات كافية لردع أى قوة نووية وخمس دول أوروبية لديها التقنية والمعرفة الكاملة بالمجال النووي." وشدد "أن دول التعاون رحبت على هذا الأساس بما تم استعراضه من قبل كيري أمام دول المجلس، بما في ذلك منع إيران من السلاح النووي، وتطوير رقابة مباشرة لضمان ذلك." مضيفا "هذا بالفعل مطمئن، ونحن نتنمى أكثر من ذلك، أن يمتد منع السلاح النووي أبعد من ذلك، ليس فقط إيران، بل كل منطقة الشرق الأوسط". الاتفاق النووي وقال سعادته :"إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أطلعنا على تفاصيل الاتفاق النووي مع إيران ومجموعة خمسة زائد واحد، ونهنئ السيد جون على المجهود الذي بذله خلال العام الفائت للوصول لهذه النتيجة"، مضيفا" "إن هذا الخيار هو الخيار الأنسب من بين الخيارات لمعالجة مسألة السلاح النووي لإيران عن طريق الحوار، وهذا ما تم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، وما قام به يجعل المنطقة أكثر أمانا واستقرارا". أوضاع المنطقة وأضاف سعادته:"ناقشنا خلال الاجتماع نتائج قمة كامب ديفيد وآليات عمل اللجان الست المشتركة وجميع المناحي التي يجب أن نطورها مع الأصدقاء في الولايات المتحدة، سواء المجالات السياسية والعسكرية والأمنية. كما تحدثنا عن الأوضاع في المنطقة في سوريا والعراق واليمن، وكانت المواقف متشابهة في هذه المسائل". زخم دبلوماسي وعن الزخم الدبلوماسي الدولي بالدوحة، قال سعادته " كنا دوما نتشاور مع الأصدقاء منذ بدأت الأزمات في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وتواصلنا مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية كان دائما، سواء التواصل الثنائي، أو مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو من خلال أصدقاء سوريا، وطلب الأصدقاء في روسيا أن يكونوا متواجدين للتباحث عن الملف السوري، والتباحث حول الحل السياسي، والذي نؤكد عليه جميعا دون استثناء ". ونوه بما قاله وزير الخارجية جون كيري حول "الحد الأدنى للحل السياسي في سوريا، وهو أن الرئيس والنظام فاقدي الشرعية، ولا نستطيع حسم المسألة عسكريا، بل لا بد من وجود حل سياسي، وهذا ما نعمل ونسعى إليه جميعا، لعلنا نستطيع إيجاد حل يخرج الشعب من هذه المأساة التي يعيشها منذ قرابة الخمس سنوات". حوار شامل من جانبه أعرب سعادة السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي عن خالص شكره لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وسعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية "على الترحيب بنا في قطر واستضافتها للاجتماعات ، كما أشكر وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي على انضمامهم إلينا اليوم في الدوحة وذلك في حوار شامل وبناء." وقال في المؤتمر الصحفي "إنه كان واضحا جدا أن الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون ملتزمة بأمن واستقرار هذه المنطقة ولهذا السبب سوف نقوم بالإعلان عن بيان مشترك بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية يلخص ما اتفقنا عليه اليوم". القدرات نووية وأشار الى موافقة دول التعاون على أنه "متى تم تنفيذ هذه الصفقة مع إيران فإن هذا سوف يساهم في أمن منطقة الخليج ويحول دون حصول إيران على القدرات النووية العسكرية ومعظم الوقت الذي قضيناه اليوم في الحديث عن دفع العلاقة بين دول التعاون والولايات المتحدة الى الأمام مع عدم اليقين أن هذه الاتفاقية سيتم تنفيذها" ونوه بأن الرئيس أوباما أوضح في قمة كامب ديفيد الخطوات التي تتخذها دول مجلس التعاون والولايات المتحدة عند تنفيذ اتفاقية فينيا ، وأضاف كيري "قمنا بوضع الخطوات التي سنتخذها وكيف نعتزم بناء علاقة أقوى وشراكة استراتيجية أقوى مع التركيز بصورة خاصة على أعمالنا في مكافحة الإرهاب والتطرف وكذلك التعاون في مكافحة الأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة." قدرات مشتركة وتابع: ناقشنا على سبيل المثال عملنا في تطوير قدرات صاروخية استراتيجية مشتركة ونقل الأسلحة كما ناقشنا تعزيز تعاوننا في مكافحة التطرف والعنف وكذلك الأمن البحري وأكثر من ذلك ، و ركزنا على عدة تحديات محددة تواجهها المنطقة بما في ذلك الحرب ضد داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة . وأشار الى "أن الولايات المتحدة على وجه الخصوص تدين الهجمات الأخيرة في السعودية والكويت والبحرين ونقف متحدين في جهودنا من أجل أن ندحر هؤلاء الأشخاص المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة." قضية العراق وقال وزير الخارجية الأمريكي "إن دول مجلس التعاون الخليجي أيضا تلعب دورا هاما في العراق ونتفق ونستمر سويا في مساعدة حكومة العراق على دحر وتقليص قدرات داعش وعلى بناء حكومة شاملة، ومن أحد التعليقات التي قدمناها كانت الحاجة إلى نطاق واسع من الإصلاحات لتنفيذ ذلك. وأضاف: قلت لزملائنا إننا فخورون بأنه على مدى الأسابيع الماضية تمت إعادة أكثر من مائة ألف سني إلى منازلهم في تكريت و هذا أمر لم نكن نتخيله قبل عدة أشهر ويعد ذلك سببا رئيسيا في تحقيق مثل هذا التقدم في إيقاف داعش ولكن في نهاية المطاف لن تقوم أي قوة عسكرية بإنهاء العنف الرهيب الذي ترتكبه داعش، ويجب أن يكون هناك جهد اقتصادي للحيلولة دون تنامي هذه المجموعة ومعالجة الوضع الإنساني ويسرني اليوم أن أعلن أن الولايات المتحدة ستقدم 62 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب العراقي ليصل إجمالي ما قدمناه 475 مليون دولار. الأزمة السورية وعن الأزمة السورية قال كيري " ناقشنا الوضع في سوريا ، وسياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بسوريا واضحة أننا نؤمن بأن الأسد ونظام الأسد فقد شرعيته منذ مدة طويلة جزئياً بسبب وحشية النظام المستمرة ضد الشعب وكانت هذه نقطة اجتذاب للمقاتلين الأجانب الى سوريا وساعد على تغذية نمو داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة ." حل سياسي وأضاف "بما أنه لايوجد حل عسكري لسوريا من الواضح أنه يتوجب أن يكون هناك حل سياسي ، ونستمر في دعم المعارضة المعتدلة أيضا مع شركائنا في دول مجلس التعاون وسوف نستمر في جهودنا لمواجهه تنظيم داعش في سوريا" الملف اليمني وقال وزير خارجية الولايات المتحدة عن الملف اليمني "اتفقنا أن أفضل طريقة هي العودة إلى عملية التحول السياسي والالتزام بنتائج الحوار الوطني. كما ناقشنا جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة وسنقف إلى جانب شركائنا في دول مجلس التعاون في إدانة الأعمال العسكرية للحوثيين التي لها آثار مضرة جدا بالأمن والاستقرار في اليمن." وأضاف: سوف نستمر في حث جميع الأطراف في اليمن على السماح للمنظمات الإنسانية للوصول بسلام وأمان الى جميع الجهات المحتاجة إليها . الوضع الليبي وحول الأوضاع في ليبيا قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري " نعمل مع المجتمع الدولي من أجل دعم عملية سياسية تترأسها الأمم المتحدة وندعوا جميع أطراف صنع القرار في ليبيا للدخول في نقاش لتأسيس حكومة وفاق وطنية . فرص وتحديات وتابع: من الواضح أنه بناء على هذه القائمة من البنود لايوجد شح في التحديات العاجلة والمعقدة التي تواجه الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي اليوم ولكن بصراحة لايوجد شح أيضا في الفرص، وهذه فرصة لنا لكي نعمل ونخطط سويا وأن نحقق سويا الأهداف التي نتقاسمها للمنطقة والعالم." وقال كيري "لدينا مجموعات عمل ستبدأ عملها غداً في الرياض وفي أماكن أخرى على مدى الأسابيع القادمة وستعمل على التوصل الى جدول أعمال أكثر تفصيلا ليس فقط للتعاون ولكن للعمل الذي سنقوم بموجبه برفع قدرتنا جميعا في المنطقة من أجل مواجهة الأعمال التي تزعزع الاستقرار في المنطقة من قبل الجميع والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار الذي تصبوا إليه المنطقة منذ مدة طويلة. إيران ما بعد الاتفاق وفي رده على سؤال حول التوقعات بشأن سلوك إيران عقب الاتفاق النووي أوضح وزير الخارجية الأمريكي "أن الاتفاقية النووية مع طهران ليست مبنية على توقعات أو تفاهامات فيما ستقوم به إيران في المنطقة، مؤكدا "هذه الاتفاقية وجه لها البعض انتقادات ولم يركزوا على القضايا التي كانت ستستغرق خمس أو عشر سنوات لحلها ، لقد ركزنا بصورة حصرية على برنامج إيران النووي واحتمالية حيازتها على السلاح النووي". وتابع " ما تم في فيينا كان صفقة نووية دون تفاهم أو توقع حول ما ستقوم به إيران في المنطقة باستنثاء ما يصرح به الرئيس الإيراني ووزير الخارجية الإيراني أيضا بأن الاتفاق يمكن أن يفتح مجالا أمام علاقات أو حل مشاكل في المنطقة ونحن لانعرف هذا الأمر ولم نراهن عليه" . سلوك إيران وشدد كيري " هدفنا هو تنفيذ الاتفاقية بصورة كاملة ونأمل بأن تخفف إيران من سلوكها، ونعلم دعمها لحزب الله وللميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين ودعمها التاريخي للإرهاب الذي نستمر في معارضته" مضيفا " سنعمل مع حلفائنا وأصدقائنا للحيلولة دون أي تدخل غير لائق وغير قانوني يسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة" . خطوات مشتركة وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه تم الحديث خلال الاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون عن طرق مواجهة مثل هذه التحديات ومن ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية وتدريب القوات الخاصة والمشاركة في الاعتراض البحري ومنع تدفق المقاتلين ومراقبة آليات التمويل والعمل سويا بطرق ملموسة من خلال مجموعات العمل المشتركة لوضع أجندة للعمل والاتفاق على خطوات عملية مشتركة لتوفير أمن أكبر للمنطقة. وأكد كيري "أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تسريع بعض المبيعات العسكرية للأسلحة التي تتطلب وقتا طويلا في الماضي وتدريبات عسكرية مشتركة ولاسيما تدريب القوات الخاصة باعتباره أكثر فعالية في التعامل مع بعض التحديات الحقيقية التي يواجهها الناس." كما أشار إلى أنه تم الاتفاق على تقاسم الملعومات الاستخباراتية لاسيما ما يتعلق بتدفق الأشخاص سواء "العملاء" أو "المقاتلين المتطرفين" وتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستي في هذه البلدان وزيادة عدد التمارين العسكرية وتحديث القدرة على الاعتراض البحري والحيلولة دون تدفق الأسلحة والأشخاص وهذه الأشياء يمكن من خلالها تعزيز أمن المنطقة واستقرارها .