أنقرة - الراية: استقبل فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القصر الرئاسي بأنقرة سعادة الشيخ د. خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس إدارة مجموعة إزدان القابضة حيث تناول اللقاء سبل تعزيز وفتح المجال أمام المستثمرين ورجال الأعمال القطريين في جمهورية تركيا. وتناول اللقاء الذي جرى أمس الأول آفاق مناخ الأعمال والفرص الاستثمارية المواتية في مختلف الأنشطة التجارية وقطاعات الاقتصاد التركي ومختلف القضايا الاقتصادية والفرص المتاحة للقطاع الخاص في البلدين الشقيقين، مؤكدًا على بذل المزيد من الجهود لتعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى الطموح الذي يتطلع إليه الطرفان، بما يعكس طبيعة التعاون الوثيق بين قطر وتركيا في مختلف المجالات وخصوصًا الاقتصادية والتجارية منها. وعلى هامش اللقاء الذي جمعهما، قام فخامة الرئيس التركي بإهداء الشيخ د. خالد بن ثاني آل ثاني نسخة من المصحف الشريف مرسومة بالخط العثماني، كما أهداه نسخة خاصة من مؤلفه "رؤية للسلام العالمي"، وإصدار نادر يحمل عنوان "القدس من خلال الصور الماضي والحاضر". وأثنى فخامة الرئيس التركي خلال اللقاء على المستوى الذي وصل إليه حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين على النطاقين الرسمي والخاص داعياً إلى ضرورة مواصلة الجهود التي يبذلها القطاع الخاص في البلدين الشقيقين للارتقاء بالاستثمارات المشتركة واستغلال الفرص الاستثمارية الأخرى التي يتيحها المناخ الاقتصادي الجاذب في كل من قطر وتركيا. وحضر اللقاء من الجانب التركي كل من سعادة السيد سفر توران - كبير مستشاري فخامة الرئيس التركي، وسعادة السيد أرده إرمونت - رئيس مركز التجارة العالمي في إسطنبول، ومن الجانب القطري حضر برفقة سعادة الشيخ د. خالد بن ثاني آل ثاني كل من السيد عبد الباسط أحمد الشيبي - الرئيس التنفيذي لبنك قطر الدولي الإسلامي، والسيد/ علي عبد الرحمن الهاشمي - الرئيس التنفيذي للشركة الدولية للاستثمار. جدير بالذكر أن مجموعة إزدان القابضة هي واحدة من كبرى المجموعات الاستثمارية في قطر بما لديها من محفظة ضخمة في القطاع العقاري واستثمارات مالية هائلة في مصارف إسلامية وشركات تأمين تكافلية ورعاية صحية وإعلام وغيرها، كما حصدت جوائز دولية عدَّة آخرها لقب فوربس لعام 2015 كـ" أفضل مجموعة قطرية متنوعة الاستثمارات"، فضلاً عن تصنيفات دولية مختلفة للمجموعة ضمن قوائم عربية ودولية لأقوى الشركات في المنطقة والعالم وأكثرها تأثيرًا وفقًا لحجم استثماراتها. ومن المؤكد أن العلاقات القطرية التركية تشهد منذ سنوات نموًا كبيرًا في مختلف المجالات وخصوصًا الاقتصادية، ويصف العديد من المراقبين هذه العلاقات بالإستراتيجية، حيث يبلغ حجم المبادلات التجارية بين قطر وتركيا حوالي 1.5 مليار دولار، وذلك صعودًا من 38 مليون دولار فقط في عام 2000 إلى 800 مليون في 2014. وتحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية من حيث حجمها والذي يتجاوز 20 مليار دولار، ويتوقع أن تقفز إلى المركز الأول في غضون سنوات قليلة، فيما تتركز تلك الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة والعقار. ويبدي المسؤولون الأتراك اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في قطر، حيث تعمل نحو 60 شركة تركية كبيرة في السوق القطري حاليًا، وقرابة 150 شركة صغيرة في مجالات المقاولات والإلكترونيات والتجارة على تنفيذ مشروعات في قطر تصل قيمتها إلى حوالي 14 مليار دولار معظمها تمّت ترسيتها خلال السنوات العشرة الأخيرة. ووفقًا لأحدث الإحصائيات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي بين قطر وتركيا، فإن حجم استثمارات الشركات التركية في قطر يصل إلى حوالي 7 مليارات دولار. وكان رئيس اتحاد المقاولين الأتراك "أمين سازاك" أكد في تصريحات سابقة أنَّ بإمكان الاستثمارات التركية الجديدة في قطر أن تبلغ ما بين 25-30 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، في مجال تجهيزات البنية التحتية قبيل مونديال كأس العالم الذي تستضيفه قطر في 2022. وتضاعف حجم الصادرات التركية إلى قطر خلال العامين الماضيين بنسبة 200% ليصل إلى 1.2 مليار دولار. وبلغت قيمة الصادرات التركية لقطر في 2007 بنحو 457 مليون دولار، فيما كانت قيمة الصادرات القطرية إلى تركيا 27 مليون دولار فقط. وتتركز قائمة الواردات القطرية من تركيا على الحديد والصلب والأجهزة والمعدات الكهربائية والجرارات والدرّاجات ومصنوعات الحديد والصلب والصناعات الثقيلة عمومًا، والمنتجات الغذائية بكافة أنواعها. وفي عام 2009 أقيم أول معرض "صنع في تركيا" بالدوحة، وخلال شهر ديسمبر المقبل سيتم تنظيم دورة جديدة من هذا المعرض.