إعداد: محمد صالح القرق الجماعة رحمة، لأن نتاج اجتماع الأفراد أكبر من نتاج أعمالهم منفردين، فيد الله مع الجماعة، ومن تكون يد الله معه لا يخاف شيئاً ولا أحداً، والحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمته لا تجتمع على خطأ. قد يخطئ الواحد والاثنان والثلاثة، أما الجميع فلا يمكن أن يتفقوا على خطأ ويجتمعوا على خطيئة. استمع إذا شئت لحديث رسول الله: ما اجتمع قوم من أمتي يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا وحفّتهم الملائكة ونزلت عليهم الرحمات وذكرهم الله فيمن عنده أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-. عبارات كثيرة نمر عندها ولا نقف عند معانيها العظيمة: يد الله مع الجماعة، ذكرهم الله فيمن عنده، لا تجتمع أمتي على ضلالة، كل هذا يعني أن النصر والتمكين والنجاة والرحمة تكون مع الجماعة، لذلك وجدت المساجد، وكانت صلاة الجماعة تعادل سبعاً وعشرين صلاةً منفردةً، ووجدت صلاة الجمعة. وكل هذا لا ينفي أن الوحدة ناجعة أيضاً، والعزلة ضرورة أيضاً في حالات، فكما شُرِّعت صلاة الجماعة، أراد الله من المؤمن أن يتهجد في الليل منفرداً والعتمة تغلفُ عبادته فتحميه من الرياء. من كتاب بصائر من وحي كلماتمولانا جلال الدين الرومي لماهر سقا أميني