×
محافظة حائل

«النقل» ترصد تجاوزات في الترحيل المدرسي

صورة الخبر

كل الوطن- متابعات: تمثل السلسلة الأخيرة من النجاحات العسكرية السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن نقطة تحول هامة في مسار تطور العقيدة الدفاعية الناشئة في المملكة. ومنذ شرعت إدارة أوباما في تنفيذ سياستها الساعية للتقارب مع إيران، عملت المملكة العربية السعودية على إنشاء موقف دفاعي جديد، يمكنها من استخدام الأصول العسكرية الخاصة بها، وليس أصول الحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أو فرنسا، للدفاع عن مصالحها. وهكذا، عندما حاولت إيران إسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا في اليمن، وهي حليف رئيس للرياض، تم نشر القوات التي تقودها السعودية هناك. وإذا حكمنا من خلال النظر إلى النتائج المبكرة، فسنجد أن استراتيجية المملكة العسكرية الجديدة لا تعمل بنجاح فقط، بل من المرجح أن تكون بمثابة نموذج لاتخاذ مزيد من الإجراءات خلال السنوات القادمة عبر منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني من الصراعات، خاصةً فيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية. وبدأت الحرب في اليمن في شهر مارس، عندما أجبرت الحكومة المنتخبة شرعيًا بقيادة الرئيس منصور هادي على الفرار أمام تقدم الحوثيين، وكتائب الجيش الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح. وردًا على ذلك، بدأت قوات التحالف التي تقودها السعودية حملة جوية وبحرية، في حين كانت تدرس أيضًا كيفية تنفيذ أفضل هجوم بري مع الحد الأدنى من الخسائر في صفوف المدنيين. وكانت هناك عدة مزاعم من قِبل جماعات حقوق الإنسان تقول إن التحالف السعودي أجرى غارات عشوائية ضد أهداف مدنية في اليمن. ولكن ليس هذا هو الحال ببساطة. وقد فكر القادة السعوديون كثيرًا بالعواقب الإنسانية لهذه الحملة. وعلاوةً على ذلك، تستخدم المملكة العربية السعودية الأسلحة الدقيقة نفسها والتي استخدمتها بريطانيا خلال تدخلها العسكري في ليبيا عام 2011. وتتمثل المشكلة مع هذا النوع من التدخلات العسكرية، كما وجدت بريطانيا في ليبيا والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، في أن العدو يحاول في كثير من الأحيان إخفاء أصوله العسكرية في المناطق المأهولة بالسكان في المناطق الحضرية، وهو ما يجعل من الصعب التمييز بين المقاتلين، والمدنيين. وفي إطار التحضير للحملة البرية، التي بدأت بشكل جدي في يوليو، تم إنشاء معسكرات تدريب في المملكة العربية السعودية، لما وصل في البداية إلى 5000 متطوع يمني. وعندما اعتبر الجزء الأكبر من هذه القوات جاهزًا قتاليًا، أطلق السعوديون عملية السهم الذهبي؛ وهي خطة غزو شاملة تشمل أصول جوية وبحرية، وبرية للتحالف العربي، مدعومة بلواء القوات الخاصة 64 التابع للقوات الملكية السعودية البرية (RSLF). وشمل التدخل إدراجًا برمائيًا للقوات اليمنية المدعومة من الوحدات السعودية، ولقوات خاصة مصرية وإماراتية. وكان هدف هذه القوات السيطرة على المواقع الاستراتيجية في عدن في أسرع وقت ممكن، وتطهير المدينة من أي جيوب متبقية للحوثي وصالح، وفتح المطار والميناء البحري على الفور لبدء تلقي الشحنات الإنسانية. ومهّد هذا الطريق أيضًا للمجموعة المتبقية من قوات المتطوعين الأولية التي يجري تدريبها في القواعد السعودية للهبوط بسلام، والانضمام إلى اللجان الشعبية، وقوات الجيش الموالية لهادي؛ وهي القوات التي كانت تسيطر على عدن؛ للبدء في التقدم نحو تعز، وهي ثالث أكبر مدينة في اليمن. وواجهت قوات التحالف السعودية في البداية مقاومة شرسة من تحالف الحوثي صالح بتوجيه من قائد عسكري رفيع المستوى؛ هو خليل حرب، المسؤول البارز في ميليشيا حزب الله الشيعية في لبنان، والذي كان مسؤولاً عن الدفاع عن عدن، والمناطق المحيطة بها. ولحسن الحظ، تم كسر هذه الدفاعات نتيجة لخطة وضعها الاستراتيجيون العسكريون في التحالف السعودي؛ بهدف التحايل على مواقع قوات الحوثي صالح في عدن وحولها، ومن ثم عزلها عن بعضها البعض، وشن هجوم واسع في وقت واحد على خطوطها الأمامية الرئيسة. ومع انهيار قوات المتمردين في عدن، تم تمديد الهجوم ليتم نشر قوات على الفور نحو تعز. وخلال القتال الذي أعقب ذلك، قُتل أكثر من ألف من مقاتلي الحوثي وصالح، ونحو عشرة من القوات الخاصة الإيرانية، والتابعة لحزب الله، وهو ما جعل حرب يأمر جميع المقاتلين المتبقين بالانسحاب إلى صنعاء؛ لإعداد خطوط الدفاع عن المدينة. وبعد تحرير عدن وتعز، سيكون الهدف النهائي لقوات هادي، وبدعم من كتائب إضافية من قوات حراس الصحراءالبرية والقوات الخاصة البحرية السعودية واللواء العربي بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، هو إخراج كل ما تبقى من قوات الحوثي، وصالح من العاصمة اليمنية. ويتمثل الدرس المهم بالنسبة للغرب حول هذه الحملة التي تقودها السعودية في اليمن في أن هذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها تحالف عربي نفسه ويجري بنجاح عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة. وقد فرضت الشراكات العسكرية التي أدت إلى تأسيس هذا التحالف نفسها الآن، ومن الممكن أن تشكل هذه الحملة نموذجًا للتدخلات المستقبلية. وبالتأكيد، بمجرد هزيمة المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، سوف يحول العاهل السعودي، الملك سلمان، تركيزه إلى سوريا. وبالطبع، يعد الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا بكثير؛ والصراع هناك متأصل يُقاتل فيه الجيش السوري ومختلف الميليشيات الشيعية المصنوعة إيرانيًا، بما في ذلك حزب الله، ضد العديد من الجماعات المناهضة للنظام. ولكن مع ذلك، هناك بوادر مشجعة بالفعل بأن أي تدخل عسكري بقيادة السعودية في سوريا سوف يثبت فعاليته. وقد اعترف الرئيس السوري، بشار الأسد، بنفسه بأن الجيش السوري في حالة يرثى لها. وخلافًا لما حدث في اليمن، هناك بالفعل عدد من جماعات المعارضة المتأصلة اقتصاديًا واستراتيجيًا على الأرض في سوريا، بما في ذلك أحرار الشام في الشمال، وجيش الإسلام في الجنوب، وهي مجموعات ذات خبرة قتالية، ولديها دعم كبير في صفوف السكان السوريين. وعلاوةً على ذلك، سوف تمنع القوة الجوية التي سيوفرها التحالف السعودي القوة الجوية السورية من قصف المدن بالبراميل المتفجرة، وبالتالي ستقدم للمعارضة، باستثناء مجموعة الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، دفعة نفسية كبيرة. وفي النهاية، وبينما لا تزال أجزاء مختلفة من العالم العربي تخرج عن السيطرة، ومع بقاء الغرب على الهامش، يبدو على نحو متزايد أن مهمة قيادة تحالف لاستعادة الاستقرار سوف تقع على الرياض. نواف عبيد تليجراف (موقع المصدر)