قتل ستة عناصر من قوى الأمن ليل الجمعة / السبت، خلال حركة احتجاجات في منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، إثر مقتل رجل دين درزي بارز في انفجار سيارة مفخخة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إنّ «العشرات من أنصار الشيخ وحيد البلعوس خرجوا إلى الشارع وحملوا النظام السوري مسؤولية التفجيرين اللذين وقعا في السويداء الجمعة وتسببا بمقتل 28 شخصًا بينهم البلعوس المعروف بمواقفه المنتقدة للنظام والتطرف الإسلامي، بالإضافة إلى إصابة نحو 50 شخصًا بجروح». وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «قتل ستة عناصر من القوى الأمنية النظامية ليل الجمعة خلال هجوم لمسلحين على فرع الأمن العسكري». وكان البلعوس يتزعم مجموعة «مشايخ الكرامة» التي تضم رجال دين آخرين وأعيانًا ومقاتلين هدفها حماية المناطق الدرزية من تداعيات النزاع السوري المستمر منذ أكثر من أربع سنوات. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الطائفة الدرزية. وعرف بمواقفه الرافضة لقيام الدروز بالخدمة العسكرية الإلزامية خارج مناطقهم. وكانت السويداء شهدت خلال الأيام التي سبقت التفجيرين تظاهرات شعبية حاشدة، قال سكان إنّها كانت تحظى بدعم البلعوس، طالب خلالها المتظاهرون السلطات بالكهرباء والطحين وتأمين أمور حياتية أخرى. كما طالبوا باستقالة محافظ السويداء. وأثار انتشار خبر مقتل البلعوس توترًا شديدًا. وأفاد المرصد السوري بخروج «عشرات المواطنين في تظاهرات أمام مقار حكومية عدة. وأحرقوا عددًا من السيارات أمامها. وظلت تسمع طيلة الليل أصوات إطلاق نار في المدينة من دون أن تعرف أسبابها». كما أشار المرصد إلى أن المتظاهرين «حطموا تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد في وسط السويداء». وقال شاب من سكان السويداء رفض الكشف عن اسمه (24 عاما، طالب) للصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي إن «منزله قريب من سوق الخضار ومبنى البلدية». وأضاف «سمعت صوت تحطم زجاج، وعندما نظرت من النافذة، رأيت عشرات الشبان يحطمون سيارات مقابل مبنى البلدية كما رشقوا المبنى بالحجارة». وأشار المرصد إلى «هدوء حذر» السبت في السويداء. وذكر سكان أن رجال الدين في المدينة طلبوا من الناس التزام الهدوء. وأشاروا إلى انقطاعات في شبكة الإنترنت وفي الاتصالات الهاتفية. ونقلت نور (موظفة، 25 عاما) القاطنة في دمشق عن ذويها المقيمين في السويداء أن «عمال البلدية قاموا بتنظيف أماكن التفجيرات»، وأن هناك حالة من التوتر والخوف. وقتل البلعوس في انفجار سيارة مفخخة استهدفته أثناء مروره بسيارته في ضهر الجبل في ضواحي مدينة السويداء. ثم انفجرت السيارة الثانية قرب المستشفى الذي نقل إليه الجرحى والقتلى. وأكد الإعلام الرسمي السوري وقوع الانفجارين وحصيلة القتلى. إلا أنه لم يأت على ذكر البلعوس. ودان مجلس الوزراء التفجيرين الإرهابيين. ووصف مصدر أمني رسمي في دمشق التفجيرين بأنهما «عمل إرهابي موصوف»، مضيفا «هذه الاستهدافات من طبيعة المجموعات الإرهابية المسلحة». إلا أن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط اتهم نظام بشار الأسد باغتيال البلعوس ورفاقه. وقال في تغريدة على «تويتر» أن البلعوس «قائد انتفاضة ترفض الخدمة العسكرية في جيش النظام». ويشكل الدروز أقل من ثلاثة في المائة من سكان سوريا. وتفيد تقارير عن تخلف شريحة واسعة منهم عن الالتحاق بالجيش للقيام بالخدمة الإلزامية. وسعى الدروز إجمالا منذ بدء النزاع في منتصف مارس (آذار) 2011 إلى تحييد مناطقهم.