هي تاريخية لهم لكننا نريدها تاريخية لنا أيضاً! حط المنتخب الوطني رحاله في فلسطين للمرة الأولى كي يقابل منتخبها الوطني في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال موسكو 2018، والمباراة بالفعل تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى للمنتخب الشقيق، ومن أجل ذلك أرادوها احتفالية، ودعوا جماهيرهم كي تملأ جنبات استاد فيصل الحسيني في القدس الذي يحتضن اللقاء يوم غد . بالطبع هذا حقهم، وهم بالتأكيد يريدون أن تكتمل فرحتهم بالفوز على منتخب الإمارات القوي، وبالتأكيد سيحاولون تقديم أقصى جهودهم من أجل تحقيق هدفهم، وهذا مدرك من جانب بعثة منتخبنا الوطني التي تعلم جيداً مدى صعوبة المهمة في مثل هذه الأجواء الحماسية التي يعيشها الفلسطينيون على هذا النحو للمرة الأولى. والأمر الجدير ذكره أن البعثة سوف تقوم بتأدية الصلاة على روح شهداء الوطن في المسجد الأقصى بمجرد وصولها، وهذا واجب تجاه من لبى نداء الوطن وقدم روحه الغالية من أجل عزته وكرامته، وأيضاً سوف تتوشح قمصان اللاعبين بإشارات سوداء خلال المباراة تعبيراً عن مشاعر التوحد مع أبناء الوطن تجاه من ضحوا بأرواحهم في سبيل الحق والواجب. والأمر المعلوم أن منتخبنا الوطني سوف يواجه صعوبات كثيرة في هذه المباراة تبدأ من ملعب العشب الصناعي التارتان، وهو السبب الذي أقام المنتخب من أجله معسكراً في الأردن التي لا تزال بها ملاعب من هذه النوعية، وبالفعل تدرب المنتخب على التارتان وحاول قدر جهده التأقلم، فلا حيلة له غير ذلك، وإن كنت أدرك أن مشكلة الملعب ستكون على الفريقين معاً نظراً لوجود عدد من اللاعبين المحترفين الفلسطينيين الذين يلعبون في الخارج، وهم مثل لاعبينا لم يتعودوا على الملاعب الصناعية. حقيقة الأمر أن الأرض ليست وحدها التي تصنع الصعوبة في هذه المباراة، وأيضاً ليست الجماهير وحدها، ولكن الأهم من هذا وذاك هو مستوى المنتخب الفلسطيني المتطور جداً، والذي نستطيع أن نقول عنه إنه حقق قفزة نوعية في السنة الأخيرة، وتحديداً منذ مشاركته في نهائيات كاس آسيا، التي أقيمت باستراليا منذ شهور قليلة. في التصفيات الحالية لعب المنتخب الفلسطيني مباراتين؛ الأولى كانت أمام ماليزيا وفاز عليها بالستة هناك في كوالالمبور وكانت هذه النتيجة بمثابة إعلان قوة، ثم تأكد ذلك مع منتخب السعودية، فعلى الرغم من خسارة فلسطين بثلاثة أهداف مقابل هدفين، إلا أنها أبلت بلاء حسناً وكانت نداً قوياً لمنتخب المملكة. مرة أخرى منتخبنا يعلم كل هذا وربما أكثر، ونحن بالطبع لا نخيفه، بل نذكّره ونشد على يديه. آخر الكلام Ⅶ يلعب منتخبنا هذه المباراة الصعبة وهو في أحسن حالاته، فقد حقق من لقاء ماليزيا الذي انتهى بفوزه بالعشرة، كل ما كان يريده ويبحث عنه، فاستعاد الثقة في قدراته، وارتفعت معنوياته إلى الدرجات القصوى، وهذا عامل مهم جداً قبل المواقع الكبيرة. Ⅶ إذا كنا نصف المباراة بالصعوبة، فلأننا نريد أن نقول إن الفوز لن يتحقق إلا بحسن تقدير الموقف، وبذل أقصى الجهود. Ⅶ كل أبناء الإمارات يلبون نداء الوطن في ساحات الشرف وميادين الحياة.