لو كان يعرف مخترعو ومكتشفو الهواتف الذكية والنقالة أن سوء الاستعمال لهذه الهواتف لشريحة كبيرة من الناس في العالم في غير محلها وفي غير الغرض الذي من أجله اخترعوه للايجابيات وليس للسلبيات لما أجهدوا أنفسهم وعصروا مخهم وسخروا أوقاتهم وبذلوا جهدهم وصرفوا الأموال الطائلة مستفيدين من مواهبهم التي وهبها الله سبحانه وتعالي لهم وميزهم عن باقي البشر بعلمهم وإبداعاتهم ليخترعوا هواتف نقالة وذكية لاقت صدي كبير في العالم في التواصل الاجتماعي . ومن سوء الاستخدام تجد امرأة تقود سيارتها وممسكة بيدها الهاتف النقال أو الذكي وابنها الصغير في حضنها وهي تتحدث وتضحك كأنها جالسة في صالة الاستقبال في منزلها لتقول للطباخ علي سبيل المثال عن نوعية الأكل للغداء أو العشاء وهي في طريقها إلي منزلها وهذا ما سمعته من صديقاتها ونحن نتحدث عن سوء الاستعمال والبعض من متحدثي الهاتف النقال أو الذكي يرسلون المسجات ويطالعون الأخبار والصور وهم يقودون مركباتهم في الشوارع والطرق السريعة أو وهم واقفين أمام الإشارة الحمراء للمرور ويتخطونها أحيانا ويتسببون في الحوادث لهم ولغيرهم الذين يصدمون مركباتهم واسألوا إدارة المرور في وزارة الداخلية ليعطوكم إحصائيات عن حوادث سوء استخدام الهواتف النقالة أو الذكية لسائقي المركبات مع أن رجال المرور والمسئولين عن العلاقات العامة والأمن الإعلامي في وزارة الداخلية جف ريقهم وهم يتحدثون وينصحون ويحذرون بل ويترجون بأسلوب حضاري من خلال الإعلام الكويتي المسموع والمقروء والمرئي ولكن مع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي وعمك أصمخ . وفي الدواوين وبين أفراد العائلة عندما يجلسون للحديث مع بعضهم البعض نجد الكل مشغول بالحديث بالهاتف النقال أو الذكي والاطلاع علي الصور والأخبار في الواتس آب والتويتر والفيسبوك والايميلات كأنهم يريدون أن يحلون مشاكل العالم بمتابعاتهم لهذه الأخبار والصور ناهيك عن استخدام في الكافتيريات والمطاعم والمولات والأسواق والذي يسبب مشاكل كثيرة بالتقاط الصور بهذه الهواتف في تلك الأماكن والمحلات وهذه الأماكن والمحلات للأكل والشرب والمشتريات وليست أماكن سياحية لالتقاط الصور التذكارية . وفي الطائرات علي سبيل المثال قبل الإقلاع والهبوط مع أن الحديث بالتليفون ممنوع حسب تعليمات قوانين الآياتا للطيران لأنه يسبب خلل في الأجهزة الفنية وأحاديث لا معني لها مثل اشلونكم وأخباركم واشلون الطقس عندكم غبار وحر أو برد وأمطار مع أن المسافر كان في بلده قبل عدة ساعات وهذه المعلومات كان يعرفها وغير مبالين بإزعاج المسافرين الذين معهم بالطائرة ولا كلام المضيفة أو المضيف باغلاق الهواتف النقالة ولكن لا حياة لمن تنادي وعمك أصمخ وأحيانا تحدث مناوشات كلامية مع المسئولين بالطائرة بسبب التحدث في الهاتف النقال . ما ذكرته الكل يعرفه والبعض يمارس هذه الطريقة الخاطئة باستعمال الهاتف الذكي أو النقال ولكنني أردت بحديثي عن الاستعمال السيئ للهواتف الذكية والنقالة أن أبدي وجهة نظر لعلها تلقي الصدى والتجاوب مع ملاحظاتي للمستخدمين الهواتف الذكية والنقالة مع أنني أعرف مسبقا أنها لن يلتفت إليها من المستخدمين للهواتف النقالة ويقولون دوخت راسنا بنصائحك فاحتفظ بها لنفسك ونحن أحرار في طريقة استخدامنا لهواتفنا النقالة وهذا صحيح ولكن حريتك تقف عندما تضر شعور الآخرين وتؤذيهم باستخدامك السيئ غير الحضاري لهاتفك الذكي والنقال وعلينا أن نراعي شعور بعضنا البعض . هذا عن الاستعمال السيئ والخاطئ للهواتف الذكية والنقالة وهناك مساوئ كثيرة باستخدام الهواتف الذكية والنقالة وهي نصائح طبية وحسب ما يقوله متخصصون في البصريات أن إدمان النظر علي شاشات الهواتف الذكية أكثر من 7 ساعات تسبب الصداع وقلة النوم وآلام بالظهر والرقبة والرأس والشعور بالقلق عندما نبتعد عن استخدام هذه الهواتف كما بينت الإحصائيات أن 43% ممن هم دون سن الخامسة والعشرين عاشوا قلقين حينما لن يستطيعوا الاطلاع علي هواتفهم عندما يريدون ذلك . يبقي بمناسبة استخدام السلفي المتداول حاليا والذي قد لا يعرف الكثيرين كيف جاءت هذه التسمية نذكر معلومة سمعنا عنها أن هذه التسمية جاءت من أحد البرامج الفكاهية بفترة التسعينات التي يقدمها (مستر بين) وكان يشتهر بالتقاط الصور بنفسه (بطريقة السلفي) وقد اعتبر ذلك أحد الفقرات الفكاهية وأصبح (السلفي) المتداول الآن لمستخدمي الهواتف الذكية والنقالة الذي اشتهر في التواصل الاجتماعي وبين مستخدمي هذه الهواتف وللعلم فقط وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس