بسبب خلاف مروري في الطريق انتهى سجال بين سائقين بجريمة قتل بشعة، وفي اليوم التالي للجريمة قد يبدأ أهل القاتل في جمع التبرعات لدفع دية القتيل، وستنتشر «هاشتاقات» ونداءات الفزعة لإنقاذ رقبة القاتل من القصاص! والحقيقة أن أي سجال عابر في سوق أو طريق أو مكتب عندنا يتحول فورا إلى اشتباك تستخدم فيه الأيدي والهراوات وربما الأسلحة مهما كان مستصغر شرره، ولا أعلم سر هذا الميل الفوري للعنف خاصة عند الشباب وصغار السن، فإذا كان انتصارا للكرامة فهذا دليل على شعور بنقصها والافتقار إليها، أما إذا كان بسبب أمراض نفسية فهذا مؤشر خطير على انتشار رقعة الأمراض النفسية بين أفراد المجتمع! بعض المواقف الخلافية من التفاهة بحيث لا تستحق أكثر من التجاهل والتجاوز بدلا من أن تتحول دون مبرر إلى حالة عراك قد تنتهي في لحظة غضب وطيش إلى ما لا تحمد عقباه كما حصل في قصة القتل الأخيرة يتبعها ندم عظيم على جريمة تزهق روح القتيل وتضع القاتل تحت مقصلة القصاص وتزرع الحزن والأسى بين أفراد أسرتيهما لأجل لحظات تافهة من الغضب كان يمكن تجاوزها بقليل من الصبر والتسامح وكظم الغيض! خسر الشاب القتيل حياته، وخسر الشاب القاتل مستقبله، ولو عاد الزمن لأدار كل منهما رأسه للاتجاه الآخر وأكمل حياته!