×
محافظة الرياض

الاطاحة بموزعي " وجبات البيك " على شوارع العاصمة

صورة الخبر

(مكة) - مكة المكرمة عقد مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان الشباب المسلم والإعلام الجديد اليوم جلسته الثالثة برئاسة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وحضور أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ومسؤولي المراكز الإسلامية الذين دعتهم الرابطة للمشاركة في المؤتمر وضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين تستضيفهم الرابطة لأداء فريضة الحج. واستعرض الباحثون في هذه الجلسة مسألة الهوية والعولمة موضحين أن أهم ملاحظة تسترعي نظر الباحث في ثنائية الهوية والعولمة هي أنها تتخذ طابعاً إشكالياً معقداً تجعل العديد من المهتمين يشككون في مصداقية ظاهرة العولمة، التي تستهدف الإنسان في هويته وخصوصيته الدينية والثقافية واللغوية. وتحدثوا في هذا الجانب المفزع من العولمة، وقالوا إن العولمة ظاهرة إنسانية مشتركة أسهمت كل الأمم والشعوب على مر الزمان في نشوئها وبلورتها، لتُيسّر للإنسان أسباب الحياة الرغيدة الخالية من الأوبئة والحروب والفاقات . وأوضحوا أنهم توصلوا خلال هذه الدراسة حول ظاهرة العولمة في علاقتها مع قيم الهوية الإسلامية , إلى جملة من المحصلات، يتحدد أهمها كالآتي: تُحيل الهوية الإسلامية على مجموعة من المقومات الجوهرية في شخصية الإنسان المسلم، كالعقيدة، والتاريخ، والتراث، واللغة، والثقافة، وتنبثق الهوية من الذات أولا بشكل فطري، حيث يولد الإنسان على فطرة التوحيد الإسلامي، ثم يتأثر المولود بعد ذلك بطبيعة السياق الديني والثقافي الذي ينشأ ويترعرع فيه. أما العولمة فهي مرحلة لاحقة في تاريخ الذات (الإنسانية)، إنها بذلك طارئة على الذات، والطارئ لا يمكن له أن يلغي السابق والثابت. وترتكز الهوية الإسلامية على جملة من المقومات الموجهة بتعاليم الدين الإسلامي، كعقيدة التوحيد والتاريخ المشترك والثقافة الجامعة واللغة العربية وغيرها،.. وأكدوا أن قيم العولمة لا تشكل أي تهديد للهوية الإسلامية، بل العكس صحيح، فمنظومة القيم الإسلامية المتماسكة هي التي تتحدى خصوصا ذلك الجانب المنحرف في العولمة، أما القيم الكونية الجامعة التي تُرافع من أجل كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والتسامح الديني وحماية البيئة، فالإسلام أولى بها، لأنه جاء منذ أكثر من أربعة عشر قرنا لترسيخها والذود عنها، لذلك فالمسلمون مدعوون اليوم للتكتل حولها مع غيرهم قصد إعمار الكوكب الأرضي وحمايته من التلوث والاستنزاف، وإذا ما تعارضت هذه القيم مع مقاصد الدين الإسلامي استدعى الأمر إعمال آلية الإعراض القرآني، التي تجنب المسلمين الخوض فيما لا يعنيهم، وتبعدهم عن الوقوع فيما يسيء إلى هويتهم الدينية. وتناولوا موضوع الإلحاد والانحلال الأخلاقي في الإعلام الجديد مذكرين أن الإسلام اهتم بالشباب اهتماما جادّا، وأرشدهم إلى سبل الخيرات، ورسّخ فيهم دعائم الإيمان وفضائل الأخلاق, لأنهم قادة الغد، وأمل المستقبل، وبصلاحهم تصلح أحوال العباد والبلاد، وفي واقعنا المعاصر أصبحت المجتمعات العربية والإسلامية عموما وشبابها خصوصا مستهدفة، تحت تأثير إعلام جديد ومفتوح، في ظل أجواء محمومة ومليئة بحملات التشكيك وتشويه الدين عبر مختلف وسائله الحديثة والمتطورة، كشبكات التواصل الاجتماعي؛ والحقيقة أن هناك مؤامرة واسعة النطاق على الأخلاق الإسلامية، تتزعمها المنظومة العالمية للفكر الإلحادي المتمثّل في الشيوعية الملحدة والصهيونية العالمية والعلمانية المتطرّفة، التي تجتهد ليلا ونهارا في نشر الثقافات والأفكار والمبادئ الهدامة، كإشاعة الإلحاد ونشر الانحلال الأخلاقي، وترويج لمظاهر التحلل والفجور على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. كما عقدت الجلسة الرابعة برئاسة رئيس المجلس العالمي في مدينة فاس بالمغرب الدكتور عبدا لحى إدريس عمور لمناقشة موضوع ترشيد الإعلام الجديد استعرض فيها المتحدثون التربية الإعلامية مشيرين إلى أن الفرد في المجتمع يتعرض يومياً إلى كم هائل من الأخبار والمعلومات والإعلانات، عن طريق وسائل إعلام عديدة ومختلفة. كما أن وسائل الإعلام المختلفة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية مما يعني أن العديد من الأفكار, والصور, والمعلومات نستقيها من هذه الوسائل، وهذه الصور والمعاني تحدد لنا في غالب الأحيان كيف نتصرف, وكيف ننظر إلى الآخر, ونتعامل معه. وخلص الباحثون إلى القول : من هنا تأتي أهمية موضوع التربية الإعلامية والوعي الإعلامي، حتى يعرف أفراد المجتمع كيف يتعاملون مع مختلف وسائل الإعلام، وكيف يستفيدون منها، وكيف يسخرونها لتنمية وتطوير معارفهم وثقافتهم. فالتطور الذي عرفته البشرية عبر العصور، من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي إلى مجتمع معلوماتي، أدى إلى انتشار وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، ما أثر في طريقة تفكير البشر, وتصرفاتهم, وسلوكهم, ونظرتهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، وكذلك نظرتهم للآخرين. وفى سياق متصل فإن دور المؤسسات الإسلامية وحضور العلماء في وسائل الإعلام الجديدة يساعد على نشر الدعوة الإسلامية إلا انه يحتاج إلى كثير من الأفكار العلمية الصالحة للتطبيق التي لا يمكن معرفتها إلا من خلال الممارسات النشطة والفاعلة إضافة إلى أن مستقبل الفكر الإسلامي عبر الفضاء الرقمي مرهون بحضور المؤسسات الإسلامية والعلماء مثلما هو خاضع لكثير من المتغيرات والتعقيدات الثقافية والاجتماعية.