اعتزام روسيا نشر قوات في سوريا، وتصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن رحيل الأسد على الفور "ليس ضروريا"، مؤشران على أن ثمة تغيير في المعادلة التي حكمت الحرب السورية في السنوات الماضية، وذلك وفقا لمراقبين. وذكرت تقارير غربية الأسبوع الماضي أن روسيا نشرت قوات على الساحل السوري، فضلا عن تزويد القوات السورية بأسلحة متطورة. وقال جون كيري السبت، ليس بالضرورة أن يرحل الأسد الآن، فهناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه. يضاف إلى ذلك، إبداء الأميركيين رغبتهم في إجراء مباحثات عسكرية فيما يتعلق بالأزمة السورية، مشيرة إلى أن هذه المباحثات قد تعقد قريبا جدا. ويقول الكاتب والباحث السياسي السوري سمير العيطة في حديث لـسكاي نيوز عربية ، إن هناك إصرارا من بعض فصائل المعارضة السورية ودول عدة على رحيل بشار الأسد كشرط مسبق لحل سياسي، لكن الدول الكبرى تخلت عن هذا الشرط. وأضاف أن الحل السياسي يعني التفاوض مع السلطة التي يرأسها الأسد، كما حصل في محادثات جنيف وموسكو، مشيرا إلى أن الإصرار على هذه النقطة كان عائقا أدى إلى انغلاق فرص الحل. ويرى العيطة أن فرنسا وأميركا وروسيا انطلقوا في عملية تغيير مواقف في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا تركت في السابق هامشا للتدخل الدولي في البلاد حتى دمرت، لكنها اليوم دخلت بقوات إلى الأراضي السورية. ويرى الكاتب أن: هناك قناعة دولية بأن داعش أصبح أقوى من الدولة العراقية والميليشيات العراقية وقوات الجيش السوري وفصائل المعارضة السورية مجتمعة. وقال إن الولايات المتحدة كانت أسيرة حلفائها في المنطقة في الأزمة السورية، حيث خاضوا صراعا مع دولة أخرى هي إيران، وهي تركيا والسعودية وإسرائيل. لكن الأمر تغير الآن، بحسب العيطة، فهناك اتفاقا بين الأميركيين والروس على صيغة لإخراج سوريا من الصراع القائم، مشيرا إلى أن روسيا وأميركا هما اللاعبان الأساسيان في سوريا، فالحرب ليست سورية فحسب بل حرب بين دول خارجية بالدم السوري. واعتبر أن روسيا تسعى الى تغيير قواعد اللعبة وإنشاء تحالف دولي جديد عسكري يقضي على داعش بالتعاون مع الولايات المتحدة.