في مشهد إيمانى مؤثّر وسط تهليل وتكبير حجاج بيت الله الحرام، وأهالى مكة المكرمة، ارتدت الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة فجر أمس جريًا على العادة السنوية، وفي الوقت الذي كانت تتّجه مواكب الحجيج نحو صعيد عرفات نسج 86 فنيًّا لوحة رائعة من الإبداع لتغيير كسوة الكعبة المشرفة. وتابع ملايين المسلمين الحدث عبر النقل التلفزيونى لقناة القرآن الكريم، والقنوات السعودية الأخرى، وشهد الحدث حضور عدد من المسؤولين بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، وسدنة بيت الله الحرام، وأهالي مكة المكرمة، خاصة كبار السن الذين اعتادوا حضور هذه المناسبة التي تحظى بأهمية بالغة في نفوسهم. وقد بدأت فرق فك الكسوة القديمة مهامها في الفك منذ الصباح الباكر أمس الأربعاء، حيث حلّت العقد، والمشدّات المحيطة بالكعبة، وتنقل العاملين على جميع الأركان، فيما بدأت عملية فك الكسوة القديمة، وتجريد الكعبة منها بعد صلاة فجر أمس، وتم تركيب الكسوة الجديدة وسط مظاهر إيمانية مؤثرة، جعلت كثيرًا من الناس يذرفون الدموع وهم يشاهدون الكعبة المشرفة تكتسى بحلتها الجديدة. ونوّه كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ الدكتور صالح الشيبي باهتمام حكومة المملكة بالكسوة وصناعتها بأيدٍ سعودية 100%، ورفع شكره وتقديره بمناسبة إكمال مراسم تلبيس الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على ما يوليه من اهتمام بمشروعات الحرمين الشريفين، وكسوة الكعبة المشرفة، حيث تفضّل -يحفظه الله- غرة ذي الحجة بتسليم الكسوة لنا بنفسه شخصيًّا، كما شكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقال الشيبي: أسأل الله أن يجعل ما يقومون به في موازين حسناتهم، مؤكدًا أن الاهتمام بالحرمين الشريفين، والكعبة المشرفة في مقدمة اهتمام الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- كما شكر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس. من جانبه قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم إن الجهة المختصة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قامت بمراسم تلبيس ثوب الكعبة الجديد، وتم إنزال الكسوة القديمة وإبدالها بالكسوة الجديدة التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة. وأشار أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تبلغ 20 مليون ريال، تُصنع من الحرير الطبيعي الخاص، الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترًا، وبطول 47 مترًا، والمكوّن من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم، الحمد الله رب العالمين». ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة، ويُطلق عليها البرقع، وهى معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية، ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزًا بارزًا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجهًا من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض. وقال إن الكسوة القديمة تعود إلى مستودع المصنع للاحتفاظ بها، لافتًا إلى أنه يعمل في المصنع أكثر من 240 صانعًا وإداريًّا، موزعين على أقسام المصنع المزوّدة بآلات حديثة ومتطوّرة في عمليات الصباغة والنسج والطباعة والتطريز والخياطة، والمكوّنة أقسامه من: الحزام، وخياطة الثوب، والمصبغة، والطباعة، والنسيج الآلي واليدوي، وتجميع الكسوة، إلى جانب أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 مترًا، وتعمل بنظام الحاسب الآلي، كما أن هناك بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر والخدمات الإدارية والصحية للعاملين بالمصنع. المزيد من الصور :