عايد رحيم الشمري ظهر مفهوم التقويم في التعليم في كثير من دول العالم المتقدمة منها والنامية نتيجة للانتقادات المتصاعدة لتدني نوعية التعليم وارتفاع كلفته وانتشار أنواع وأنماط متنوعة من التعليم، كالتعليم المفتوح والتعليم عن بعد والتعليم الافتراضي، وكذلك كان دخول القطاع الخاص والأهلي والأجنبي في قطاع التعليم عاملا من العوامل القوية الداعية إلى ضبط الجودة في نوعية التعليم إضافة إلى ذلك كان لظهور العولمة انعكاس على قطاع التعليم، كما هو معروف تفيد كلمة «التقويم» بيان قيمة الشيء وتصحيح ما اعوج. فنحن حين نقيم أداء التلميذ فإنما نقوم بذلك لنقومه، أي نثمن ونبين قيمته ونخلصه من نقاط الضعف، فالتقويم تعديل وتصحيح، وقد ورد في الأثر أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو يخاطب المسلمين من فوق المنبر «إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني». وقبل أيام قلائل أقر مجلس الوزراء الموقر برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، إنشاء هيئة تقويم التعليم العام ومقرها الرياض وترتبط تنظيمياً برئيس المجلس الأعلى للتعليم، وتم تعيين الدكتور/ نايف بن هشال الرومي محافظا لها، وهو دكتوارة في السياسات التعليمية، ولسعادته سيرة مشرفة في هذا المجال، ومر بسلسلة طويلة تقلد عديداً من المناصب منها مرشد طلابي في تعليم الرياض، مشرف تربوي، مدير عام التخطيط التربوي والمنسق الوطني للتعليم للجميع، المدير العام المساعد للتربية والتعليم في منطقة الرياض «بنات»، أمين عام مجلس وزارة التربية والتعليم، ممثل المملكة في اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي، عضو وأمين عام اللجنة التنفيذية لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم – تطوير ويعتبر العصر الذهبي للمشروع حيث استطاع أن يجهز مدارس الخمسين بمدة وجيزة حوالي عشرين يوماً استطاع أن يجهز المدارس بأحدث وسائل التقنية الحديثة المدارس الذكية ولا يفوتني بأن أشيد كذلك بالمربي الفاضل/عصام القويحص المشرف العام على مدارس تطوير، حيث جلب لقادة الميدان أمهر المدربين وأخضع المعلمين في المدارس لبرامج تدريبية عالية المستوى. فالأمل في سعادته كبير لمساعدة الوزارة في القيام بمهامها والتخفيف من عبء التعاميم وجعل الواقع الميداني يعكس الواقع المأمول، يضاهي تعليم اليابان الذي أبهر العالم بمخرجاته، ومن أهم سماته: جودة النظام التعليمي. تشير البيانات إلى أن عدد التلاميذ لكل معلم في التعليم الإلزامي (5-15-25)، التكامل بين المركزية واللامركزية وذلك من خلال توفير ميزانيات مضاعفة للنهوض بالتعليم، تتسم الإدارة التعليمية في اليابان بالمشاركة في التخطيط للتعليم الذي يعتبر معلما من معالم التربية وكذلك بين النظرية والتطبيق، ويتم التواصل مع خبرات الآلاف من المعلمين والمديرين من خلال الندوات والمؤتمرات الإقليمية والمحلية، اعتمادهم على الدوائر النوعية: وهي مجموعة من الأفراد يتقابلون بانتظام لتحديد مواضيع وتحليل المشكلات، واقتراح أفعال هل تستطيع هيئة التقويم إعادة النظر في اختبار القدرات، المقرر على الطلبة، والهاجس الذي يقلقهم، هل تستطيع هيئة التقويم إعادة النظر في الاختبار التحصيلي المقرر على الطلبة. ألا نكتفي باختبار الثانوية العامة أم لدينا قناعة بعدم كفاءة مدارسنا، لماذا كل هذه الاختبارات التي يمر بها الطالب. لماذا لم يعد الطالب كما كان أولا يهتم كثيرا في الثانوية، ويحاول أن يحصد أعلى الدرجات كي يستطيع أن يختار أي جامعة تلبي طموحاته، فكم من طالب تفوق في الثانوية ولكن تفوقه لم يشفع له أمام رصاص القدرات والتحصيلي، هل تكون هيئة التقويم المنقذ لأبنائنا من ذلك الكابوس الذي يزعجهم. متفائلون بمستقبل مشرق.