أكد المهندس خالد جاسم البوعينين، النائب الأعلى للرئيس للهندسة والمشاريع الرأسمالية ومساندة الأعمال في أرامكو السعودية، أن سد الفجوة في الوظائف، لا يكون إلا نتيجة لمنظومة متكاملة من شراكات ناجحة بين ثلاثة أطراف هي الدولة بشقيها التشريعي والتنفيذي، ورجال المعرفة والتعليم، ورجال الصناعة والمال والأعمال. وليس بمقدور أي طرف من هذه الأطراف الثلاثة، مهما أوتي من إمكانات، أن يعالج المشكلة منفردا». وأشار إلى أن اختيار مجال خلق فرص عمل للشباب والتحدي الماثل في توفير 80 مليون فرصة عمل في الوطن العربي موضوعا لمؤتمر «فكر12» دليل قوي على نجاح المؤتمر في تناول هموم الأمة وأحلامها». جاء ذلك عقب انطلاق المؤتمر الثاني عشر لمؤسسة الفكر العربي (فكر 12) أمس في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة حول «خلق فرص عمل للشباب» والتحدي الماثل في توفير 80 مليون فرصة عمل في الوطن العربي بحلول 2020م، وقد انطلق المؤتمر برعاية أرامكو السعودية كشريك استراتيجي من خلال مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي التابع لها. كما دعا المهندس البوعينين الدول العربية إلى أن تبادر إلى تطوير رؤى وطنية مبتكرة لتوفير بيئات محفزة لتوطين الوظائف، وجذب الأدمغة ورؤوس الأموال الداخلية والخارجية، وحماية الحقوق. وأن تضمن تلك البيئات فرص المنافسة على أسس عادلة ونزيهة، وتسهل القيام بالأعمال، والحصول على خدمات ذات جودة. وعند حديثه عن قطاع التعليم والتدريب، قال المهندس خالد البوعينين: «على قطاع التعليم في وطننا العربي أن يلبي معايير الجودة والتنافسية المطلوبة، ويحقق نقلة نوعية في صناعة جيل الشباب عبر إنشاء بيئات تعليمية مشوقة تحفز على الإبداع والتعلم المستمر». كما دعا القائمين على هذا القطاع المهم والحيوي إلى استحداث آليات تحقق موازنة العرض والطلب بين مخرجات التعليم والتخصصات المطلوبة في سوق العمل، والسعي إلى صنع رواد أعمال (entrepreneurs) وعدم الإكتفاء بتقديم خريجين يبحثون عن وظائف. ووجه المهندس البوعينين دعوته لقطاع الأعمال والصناعة، ليكون شريكا للدول التي تحتضنه. فقال في معرض حديثه: «إن على الشركات أن لا تبني استراتيجياتها الاقتصادية على مصالحها الآنية فحسب، وإنما على أساس المشاركة في تحقيق التطلعات على المدى الطويل، بما في ذلك زيادة فرص العمل». وأكد على أن المواطنة والمسؤولية الاجتماعية للشركات ليست فقط خدمة المجتمع، وإنما تحقيق التوازن بين المصالح التجارية والمصالح الوطنية. بعد ذلك استعرض المهندس البوعينين تجربة أرامكو السعودية في مجال توفير الوظائف للشباب وتوطين المهن، فقال: «استطاعت الشركة أن تحقق نسبة عالية من السعودة بلغت نحو 90% من عدد موظفيها البالغ نحو 60 ألف موظف». وأشار في كلمته إلى أن أرامكو السعودية تسعى إلى أن تلعب دور المحفز النشط لتوطين الصناعات التي تشكل لها سلسلة الإمدادات في قطاع الطاقة والخدمات المساندة، بما يجعلها قادرة على التنافس العالمي، واستحداث نحو 300 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر بحلول العام 2030. وقال في هذا الصدد: «ولتحقيق ذلك سعينا لتأسيس وقيادة تحالفات تعاونية واسعة مع مؤسسات تعليمية وبحثية وصناعية وتمويلية. وطورنا نموذجا خلاقا لتوطين 9 مجالات في صناعة الطاقة»، وأضاف: «وكذلك نستهدف توطين قطاع خدمات الطاقة التي تتألف من 11 مجالا، مثل خدمات الجيوفيزياء، والهندسة، وإدارة المشاريع، وأعمال الإنشاء، وخدمات الحقول ودعم جهود المقاولين السعوديين». وكمثال على توطين الخدمات المساندة، وإيجاد حلول لتوفير فرص عمل للنساء تتوافق مع قيم المجتمع، تحدث المهندس البوعينين عن تأسيس مشروع ريادي قامت به أرامكو السعودية مؤخرا، وسيؤدي إلى توفير أكثر من ثلاثة آلاف وظيفة للمرأة السعودية، وهو أول مركز في المملكة لخدمات الأعمال عن بعد، والذي قد تم تأسيسه من خلال تحالف جمع إحدى كبريات الشركات الأمريكية، وشركة هندية رائدة. كما تطرق البوعينين في حديثه إلى شركة (واعد) التي أنشأتها أرامكو السعودية لتحتضن الأفكار الإبداعية للشباب، وتوفير فرص التأهيل والتمويل لهم. ولفت إلى أن الجانب التجاري ليس هو الوحيد المهم في المشاريع العملاقة التابعة لأرامكو السعودية، بل يظل إعداد المواطن وتوفير فرص عمل له هو حجر الزاوية. وضرب لذلك مثلا لعله يشكل نموذجا يحتذى به، فالشركة ومنذ الأيام الأولى في مشروع مصفاة جازان، بنت تحالفا قويا مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والفني، وثمانية من الشركات الوطنية والعالمية التي فازت بعقود تنفيذ المشروع.