كتب - حسين أبوندا: استعاد البرّ القطريّ بعضًا من عافيته وبدأ اللون الأخضر يكسو معظم الروض، حيث ارتوى بمياه الأمطار التي هطلت على مناطق متفرقة من البلاد مؤخرًا وأزالت الأتربة عن الأشجار والنباتات البرية التي واجهت حرارة الشمس المرتفعة والطقس القاسي على مدار شهور مضت.. عدسة الراية رصدت عودة الحياة إلى البرّ في عددٍ من المناطق التي هطلت عليها أمطار الخير مؤخرًا في عددٍ من المناطق الغربية للبلاد، لا سيما العطورية وشمال الجميلية وعددٍ آخر من المناطق المجاورة. وتتنوّع الأشجار الصحراوية المنتشرة في البرّ القطري بين السمر والسلم والسدر البري والغاف والسنط والعوسج وغيرها من الأشجار والنباتات المتنوعة وتتميز معظمها بجمال شكلها وقدرتها على محاربة التصحر، كما تشكل منظرًا جميلًا يبهج الناظر ويوفر ظلًا لروّاد البر، ويزيد نمو هذه الأشجار والنباتات البرية أيضًا من خلال الضباب المشبع بالماء وخلال موسم الأمطار. وتحرص وزارة البيئة على المحافظة على الحياة الفطرية للبرّ القطريّ، وذلك من خلال قرار تمديد حظر رعي الإبل، والذي حقق إيجابيات كثيرة مكنت الأشجار والشجيرات والنباتات من النموّ بشكل جيد واستعادت الروض عافيتها بعد أن شهدت تدهورًا مريعًا نتيجة الرعي الجائر خلال السنوات الماضية. كانت وزارة البيئة حذّرت في وقت سابق من أن البيئة البرية وبيئة الروض في قطر شديدة الهشاشة والحساسية، وعملت خلال الأعوام الماضية على إعادة تأهيل الروض المتدهورة بالدولة لاستعادة البيئة القطرية جمالها ونقاءها واستدامتها بعد أن تعرض البر بشكل عام، والروض بشكل خاص، للتدهور الشديد والاندثار واختفت تربته تحت رمال الصحراء بسبب سوء الاستعمال والاستغلال الجائر، بالإضافة لتعقد مناخه وما يتصف به من ندرة الأمطار وقربه من كبريات الصحاري في العالم. وتحرص الوزارة، بالتعاون مع قطاع المحميات الطبيعية التابع للمكتب الهندسي الخاص، على توفير كافة الإمكانات المادية والبشرية من خلال خطط مستقبلية متفق عليها بين الطرفين بإعادة استزراع بعض الروض المتدهورة بشتى مناطق الدولة، مشاركةً منها في إعادة إحياء روض قد اندثرت مع مرور السنين. وناشدت مرتادي البرّ ضرورة التقيّد بالطرق الممهدة وعدم دهس النباتات بسياراتهم أو دراجاتهم النارية، حيث يسبب تدميرًا كبيرًا لها وللتربة ويقضي على الحياة الفطرية ويشوّه جمال الطبيعة في البرّ.. داعية الجميع إلى ضرورة التعاون معها في حماية البيئة في كافة المواسم، خاصة موسم هطول الأمطار من أجل إثراء الحياة الفطريّة في البيئة القطريّة.