تعكف وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة على رصد ونشر إحصائيات 42 مرضاً معدياً في جميع مناطق ومدن السعودية، حيث تشرع الوزارة في متابعتها بشكل مستمر. وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد العزيز بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة، "إن 42 مرضاً وبائياً ومعدياً موضوعة تحت مراقبة ومتابعة مركز القيادة والتحكم"، مشيراً إلى أن الوزارة تتعامل مع هذه الأمراض بمتابعة دقيقة، وإقامة البرامج التوعوية للمدن التي تنتشر فيها. وأضاف ابن سعيد أن "من الأمراض السارية التي ستشملها الإحصائية أمراض الحصبة والعنقز، والدرن وحمى الضنك"، منوهاً بأن نشر هذه الأمراض الهدف منه توعوي، لوضع البرامج للحد منها في بعض المناطق، إضافة إلى إحباط الشائعات التي تنشر من فترة إلى أخرى بخصوص انتشار بعض الأمراض في بعض المناطق، دون تثبت، خاصة أن ذلك يعتبر من الشفافية. ودعا وكيل الوزارة إلى الحرص على الحصول على لقاح الأنفلونزا الموسمية، الذي يتوافر في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة، إضافة إلى مستشفيات القطاع الخاص، مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تحصين أكبر عدد ممكن من المواطنين والمقيمين خاصة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات. يأتي ذلك في الوقت الذي سجلت وزارة الصحة 425 حالة إيجابية خلال الأسبوعين الماضيين، منها 128 حالة في منطقة الرياض، و168 حالة في جدة، وحالات متفرقة في بقية المناطق والمحافظات، وهذا يعتبر ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس، أنه لوحظ ارتفاع في عدد الحالات المسجلة في الأسابيع الماضية في المملكة وهو ما تمت ملاحظته أيضاً في بعض الدول في شمال الكرة الأرضية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض دول شرق وغرب إفريقيا وكذلك دول شرق وجنوب آسيا. وأشارت إلى أن مختبرات الوزارة فحصت أكثر من 50 ألف عينة مقارنة بـ 26 ألفا العام الماضي، وذلك رغبة منها في تفعيل دور الترصد الوبائي (برنامج حصن)، مبينة أنه في معظم حالات الأنفلونزا لا تحدث مضاعفات إلا أن فيروس الأنفلونزا قد يسبب التهابات الصدر وفشل الجهاز التنفسي وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى الوفاة خاصة في بعض الفئات ذات الخطورة العالية، مثل الأطفال دون الخامسة، وكبار السن، والحوامل، وذوي الأمراض المزمنة. وبينت اﻹحصاءات الوبائية أن نسبة الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا قد انخفضت بشكل ملحوظ هذا العام مقارنة بالعام المنصرم، حيث إن النسبة انخفضت من 6.8 في المائة إلى 1.6 في المائة. وقالت "إن فيروس الأنفلونزا يعتبر مرضا معديا ذا معدلات مرضية كبيرة، إلا أن هناك علاجا نوعيا لمعالجة المصابين ومنع حدوث المرض في المخالطين، كما أن له لقاحا فعالا يعطى سنوياً ويحمي من الإصابة بمضاعفات المرض، ويقلل من أعراضه، ويتوافر حالياً عدد 1.5 مليون جرعة لقاح قابلة للزيادة عند الحاجة"، منوهة بأنه تم التعميم على جميع مديريات الشؤون الصحية بمتابعة الحالات المخالطة للحالات المؤكدة، وإعطاء العلاج الوقائي للمخالطين المباشرين للحالة المؤكدة من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات ومتابعتهم. وقد دشنت الوزارة حملة للتطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية، حيث بدأت فعالياتها الخميس الماضي في المراكز والأسواق التجارية، كما سيبدأ التطعيم اليوم في المستشفيات والمراكز الصحية لكافة الفئات المستهدفة. وأبانت وزارة الصحة أنها مستمرة في تقييم الوضع الحالي عن كثب واتخاذ أي إجراءات إضافية عند الحاجة، موضحة أن تسمية الأنفلونزا من النمط h1n1 بأنفلونزا الخنازير لم يعد صحيحاً من الناحية العلمية، حيث أصبح هذا النمط نوعاً من الأنفلونزا البشرية، ولم يعد له ارتباط بالخنازير.