×
محافظة المنطقة الشرقية

لبنى القاسمي: 110 ملايين درهم مساعدات الإمارات الخارجية لمكافحة شلل الأطفال

صورة الخبر

بعض المطاعم المشهورة في إعداد الولائم الخارجية تأخذ من الزبائن مبالغ مرتفعة للتأمين على أوانيها وتبرر ذلك بعدم إعادة زبائن للأواني المستأجرة وتهربهم من دفع قيمتها وبالتالي لا يجد أصحاب المطعم طريقة لاسترداد حقهم إلا بالتأمين المقارب لسعر الآنية، وهو أمر يتكرر في أوضاع أخرى مشابهة حيث لا تجد مصداقية في التعامل المادي، فهناك صالونات تجميل تأخذ التكلفة من الزبونة مقدما - خلافا لما هو متبع في بلدان أخرى - بسبب دخول بعض الزبونات في جدل حول السعر بعد حصولهن على الخدمة التي طلبنها رغم أنهن على علم مسبق بالتكلفة، أو تعذرهن بعدم امتلاك المبلغ الكامل، ويتكرر الأمر في محلات تجارية عالمية تتبع أسلوبا متشددا مع العملاء خلافا لسياسة الشركة الأم. مثل هذه السلوكيات تعكس خللا في الذمم وفيما يعرف بأخلاق المعاملات، ويدخل ضمنه ما يقوم به البعض من تعد على حقوق الآخرين، أو التحايل والكذب والاستغلال من أجل الحصول على ربح أو منافع وامتيازات، وهم يقومون بأفعالهم دون أن يرف لهم جفن، بل يعتبرونها ذكاءً وحسن تصرف، ويبررون أحيانا الكذب وتزييف المعلومات بأن غيرهم يسرق ويفسد ومع ذلك لا يحاسب!. وإذا كان ما يطلبونه حقا لهم فليطالبوا به ولكن ليس بالحيلة والكذب. في العمل تجد موظفات وموظفين يقرأون القرآن، أو يؤدون الصلوات خلال ساعات العمل وفي الوقت نفسه يؤدون مهام العمل بتثاقل وملالة وبلا اعتبار لمصالح الناس، ويغيبون عن العمل بأعذار واهية وكاذبة أحيانا. ليس غريبا أن نشاهد مثل هذه السلوكيات في مجتمعنا فهو كغيره من المجتمعات فيه الصالح والطالح، ولكن المشكلة أننا من أكثر المجتمعات تشدقا بالدين وتعاليمه، وإظهارا للحرص على إقامة الصلوات في البيوت والمساجد وصيام الفروض والسنن، وتكرار الحج والعمرة، وغير ذلك من العبادات، ولكننا على مستوى السلوك نتناقض مع تلك العبادات وقيمها. فهل أداء العبادات أسهل من تمثل القيم الأخلاقية، أم أن البعض يجد فيها تعويضا عن النقص؟ كيف أفرغ الدين من محتواه الأخلاقي؟ ولماذا جرى التركيز على العبادات وموضوع المرأة أكثر من التركيز على الأخلاق والمعاملات؟ لنتذكر دائما حديث "المفلس" الذي يعطي الأولوية والأهمية للتعامل بين الناس، قال عليه الصلاة والسلام: "أتدرون ما المفلسُ؟" قالوا: "المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع". فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتهُ قبل أن يقضي ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار".