تخشى الأسواق أن يبدأ البنك المركزي الأمريكي خفض إجراءات التحفيز الاقتصادي، ولم تعتبر بيانات أمريكية وصينية، صدرت أخيرا، كافيةً لاستيعاب سحب محتمل للتحفيز في وقت قريب. ودفع هذا الأمر عوائد السندات الأمريكية والدولار للانخفاض أمس، بينما تتراجع جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن مع ارتفاع أسواق الأسهم. وارتفع أمس اليورو صوب أعلى مستوى في ستة أسابيع مقابل الدولار، وأعلى مستوى في خمس سنوات مقابل الين، مع تزايد إقبال المستثمرين على المخاطرة، بعد بيانات الوظائف الأمريكية القوية وبيانات تجارية صينية؛ وفقا لما نقلته وكالة رويترز. كما ارتفعت الأسهم الأوروبية أيضا في التعاملات المبكرة، بعد البيانات التي أظهرت قوة الصادرات الصينية، وعزّزت توقعات الانتعاش العالمي. وأظهرت بيانات أمريكية يوم الجمعة الماضي، أن أصحاب العمل في الولايات المتحدة وظفوا أعدادا أكبر من المتوقع في تشرين الثاني (نوفمبر)، لينخفض معدل البطالة إلى أدنى مستوى في خمس سنوات، مسجلا 7 في المائة. لكن الأسواق لم تعتبر هذه البيانات كافية لاستيعاب سحب محتمل للتحفيز النقدي الأمريكي، وهو ما دفع عوائد السندات الأمريكية والدولار للانخفاض. وهبط الدولار إلى أدنى مستوى في شهر ونصف مقابل الفرنك السويسري، الذي يعتبر ملاذا آمنا. وحظي الفرنك بدعم من مؤشرات على تباطؤ انكماش الأسعار في سويسرا ونمو الاقتصاد. وسجّل الدولار 0.8934 فرنك، وهو أدنى مستوى له منذ 25 تشرين الأول (أكتوبر) على منصة "إي بي إس" للتداول الإلكتروني. وارتفع اليورو إلى 1.3748 دولار في تداولات خفيفة للغاية في آسيا صباح أمس، وانخفض في وقت لاحق إلى 1.3707 دولار، لكنه ظل مرتفعا مقارنة بالجلسة السابقة، مع ارتفاع أسعار الفائدة في سوق النقد قصير الأجل في منطقة اليورو، بسبب تضاؤل توقعات تيسير السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في الأجل القريب. وأمام الين، ارتفع اليورو إلى 141.54 ين، ليسجل مستويات لم يبلغها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008م. وفي أحدث التعاملات، بلغ سعر اليورو 141.41 ين، مرتفعا 0.3 في المائة عن الجلسة السابقة. واستقر الدولار مقابل العملة اليابانية عند 103.15 ين، بعد ارتفاعه 1.1 في المائة يوم الجمعة الماضي. ولم يبتعد عن أعلى مستوى في ستة أشهر الذي سجله يوم الثلاثاء الماضي عند 103.38 ين. وتحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق أمس، بسبب خشية أن يبدأ البنك المركزي الأمريكي خفض إجراءات التحفيز الاقتصادي. لكن نجاح الذهب في الحفاظ على مكاسبه يوم الجمعة الماضي، رغم بيانات الوظائف الأمريكية القوية، يُظهر أن توقعات خفض التحفيز النقدي في كانون الأول (ديسمبر) قد تكون مستوعبة بالفعل. وقد تؤدي تغطية المراكز المدينة أيضا، إلى دعم الأسعار في المدى القريب، مع تعديل المستثمرين لتوقعاتهم. وارتفع الذهب في السوق الفورية 0.2 في المائة، إلى 1230.52 دولار للأوقية (الأونصة). وارتفعت أغلب أسواق الأسهم الآسيوية نتيجة تضافر بيانات تجارية جيدة من الصين، مع انخفاض سعر الين وإغلاق قوي لتعاملات "وول ستريت". وانخفضت أسعار الذهب نحو 27 في المائة هذا العام، مع تحويل المستثمرين أموالهم إلى سوق الأسهم، وتحسّن الاقتصاد الأمريكي. وارتفعت الفضة أمس 0.3 في المائة، إلى 19.52 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.2 في المائة، إلى 1356.3 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاديوم 0.3 في المائة، إلى 729.4 دولار للأوقية.