×
محافظة المنطقة الشرقية

غياب الوعي بأساليب الحب عند الزوجين

صورة الخبر

من سيناء إلى بيروت فباريس، وقبلها الرياض، يتجول الإرهاب ويتمدد، بوجهه الكالح في المدن والعواصم العربية والأوربية، معلنًا أنه لا دين ولا وطن له، وهو ما سبق وأن حذرت منه المملكة العربية السعودية بكل مؤسساتها السياسية والشعبية والدينية، عندما ابتليت به في بداية التسعينيات، ومازالت المملكة تحذر العالم كله من ذلك الإرهاب المنظم الذي تصنعه بعض أجهزة الاستخبارات الدولية، وتقف خلفه عصابات وجماعات، تتخذ من الدين ستارًا لتنفيذ عملياتها قذرة مدفوعة الثمن مسبقًا، لتحقيق مصالح خاصة لبعض الدول.  ويحسب للمملكة أيضًا أنها أول دولة طالبت بل وسعت إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب منذ سنوات، إلا أن العالم للأسف الشديد، لم يتجاوب مع نداءاتها وتحذيراتها بشكل عملي، ليكتوي الجميع برصاص وقنابل الإرهاب ويدفعوا الثمن الآن مضاعفًا.  والغريب هنا أن الغرب لم يقتنع بعد أن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب، فما من مصيبة أو كارثة دموية تحدث في أي عاصمة أوربية أو أمريكية، إلا ويتبارى هؤلاء في إتهام ديننا بأبشع التهم، ولا تخجل الآلة الإعلامية والسياسية بل والدينية بتلك الدول في استغلال الحادث مهما كانت أسبابه ودوافعه، في تشويه صورة الإسلام، وهو ما انتقده وحذر من تكراره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، داعيًا العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، لأن يكون صفًا واحدًا في وجه الإرهاب، بعد أن أثبتت الأيام والأحداث أن معظم الإرهابيين والانتحاريين مرتزقة يتاجرون بالدين ويبيعون أنفسهم للشيطان ولمن يدفع أكثر. وتكمن الخطورة في أن الغرب مازال ينظر إلى هذه الجماعات والمنظمات على أنها خرجت من رحم الدول العربية والإسلامية، مستندًا في ذلك إلى ما نفذه تنظيم القاعدة من هجمات في 11 سبتمبر على مبنى التجارة العالمي بنيويورك، وما يفعله الآن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأذرعته وأنصاره في سوريا والعراق وليبيا، وغيرها من الدول من ممارسات لا علاقة لها بالدين الإسلامي، ولا تقرها أي ديانة على وجه الأرض. ويتناسى الغرب أن عناصر هذه المنظمات والجماعات تربت وترعرعت في أحضان بريطانيا وأمريكا ودربتها أجهزة مخابرات لندن وواشنطن وتل أبيب على أحدث الأجهزة؛ لتحقيق مصالحهم، وتنفيذ المخطط الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط. هذه القناعات الغربية، ستتغير حتمًا، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، وليلة الرعب التي عاشتها باريس يوم الجمعة الأسود كما وصفه الفرنسيون، فقد تبين للعالم الآن أن الإرهاب صناعة عالمية، وقودها تلك الصراعات الدولية، واللعب على وتر المذهبية والطائفية الدينية، وتضارب مصالح بعض الدول الكبرى في المنطقة، ورغبة أمريكا وأوربا في بقاء الدول العربية والخليجية غير مستقرة، لتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية وتنفيذ استراتيجياتها في استغلال كل موارد المنطقة العربية لصالح شعوبها وللخروج من أزماتها الاقتصادية.  وإن كان هناك بعض شباب المسلمين، أساءوا إلى دينهم بعد أن خضعوا لعمليات غسيل مخ ممنهجة، فهؤلاء بحالاتهم الفردية لا يمثلون إلا أنفسهم، لأن الإسلام كدين وثقافة بريء مما يفعلون، ومما يسمى بـ الإرهاب الإسلامي، وإن كان البعض هنا يستند إلى الآية الكريمة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم (الأنفال:60). فإن المقصود هنا إرهاب العدو، وليس قتل وذبح الأبرياء كما يفعل المجرمون باسم الاسلام الآن. فشريعة الاسلام لا تقر العنف والتطرف بل تحافظ على الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال. إن الإرهاب وإن عاد الآن بدمويته الممقوتة، على يد (المتأسلمين) فإنه في الأساس صناعة غربية أجنبية صهيونية، وما حدث من جرائم وحشية ضد الهنود الحمر، واضطهاد السود، وقتل مئات الآلاف في هيروشيما وناجازاكي، ومحاكم التفتيش والتمييز العنصري، أقوى دليل. وما يحدث في أوربا الآن يجب أن يستثمره العرب والمسلمون، وأن تنشط المنظمات الإسلامية المعتدلة والخيرية في العالم كله لتنظيم حملات توعوية وإعلامية بهدف تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن الإسلام، والتأكيد على أن ديننا بريء من القتل العشوائي الذي لا يفرق بين مدني وعسكري، ولا بريء أو مسيء، ولا مظلوم أو ظالم، ولا يبالي بالأرواح والممتلكات. ويجب على العالم الغربي أن يعترف أن كثيرًا من العرب والمسلمين وقعوا ضحايا للإرهاب الفكري والاقتصادي والثقافي والسياسي الغربي، كما ينبغي له أن يفهم الإسلام على حقيقته، ويحارب الإرهاب أينما حدث بخطط واقعية، لا بإضاءة الشموع أو التصريحات الإعلامية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أوجاع باريس وموسكو تعيد الذاكرة إلى تحذيرات المملكة