×
محافظة المنطقة الشرقية

ليوبولد سيدار سنغور.. الرئيس الأديب

صورة الخبر

ضيفة ذكريات لهذا اليوم شخصية غير اعتيادية، بدأت نجاحاتها استنادا على طموحها، وسعيها لتحقيق هذه الطموحات وليس أي أمر اخر. دخلت عالم الصحة، في فترة الطفرة النفطية. ضحت بحياتها الخاصة، لتحقق حلمها القديم بإكمال تعليمها العالي، وتوجهت بخطى ثابتة وعزيمة جامحة، لذلك. بيد أنها سرعان ما استبدلت مسارها العملي نحو عالم المال والأرقام، ولها مع الأخيرة علاقة عشق منذ مرحلة الدراسة الابتدائية، قبل أن تستقل في عملها الخاص، والذي امتد لاحقاً ليتفرع لبعض دول الجوار. انها د. لولوة المطلق، التي لا يمكنك إلا أن تنبهر بخفة دمها، ودماثة خلقها، روحها الفواحة بروح أهل البحرين القدامى، سحنتها التي لونتها الشمس بسمرة محرقية ساحرة وقدرتها على بناء مجدها بيدين عاريتين! تقول د. لولوة مطلق راشد المطلق، ترعرعت في منزل جدي وجدتي لأمي، والكائن في فريج البنعلي، عشتُ في منزل قديم وبسيط في مستواه المادي، وغني بالطمأنينة. والديّ وجدي لأمي كانا يعملان في بابكو. ولي من الشقيقات والأشقاء حمد، عبدالرحمن، خالد، أمل، عايدة وجوهرة. أسعد لحظاتي وتحيط بمنزلنا في الحي مجموعة من العائلات البحرينية أمثال المقوهي، البنعلي، مسيفر، السندي، حاجي، الأنصاري، الحلو، بوعياش، الشريان، الشملان، كريمي، عبدالنور، عبدالخان، الشيخ. وقد كان منزلاً مفتوحاً دائما، ويستقبل الزوار من الجيران، والذين تربطنا معهم علاقة وطيدة. اللعب كان سمة طفولتنا المكبرة، بيد أن لهذا اللعب أيضاً مواقيت محددة، لا يمكننا تجاوزها أبداً، فاللعب في الحي يبدأ من بعد أذان العصر وينتهي قبل أذان المغرب، ويمنع من بعدها خروجنا من المنزل. اليوم وحين تخطر في بالي الحياة التي كنا نعيشها بكل بساطة، وما وصلت إليه اليوم، لا يمكنني وصف مدى السعادة والرضا بما حققت. الطالبة المجتهدة وبالعودة للحديث حول مرحلة الطفولة، فقد تتلمذت على يد المطوع عيسى، وبالرغم من عدم ختمي للقرآن إلا أن الفترة التي درست فيها القرآن الكريم على يديه، وتمعني في القرآن الكريم لاحقاً اكسبتني قوة في اللغة وأعانتني على أسلوب حياتي. فيما دخلت التعليم النظامي عبر مدرسة أسماء ذات الناطقين الابتدائية للبنات بداية ستينيات القرن 20، وبعد عام دراسي واحد، انتقلت للدراسة في مدرسة مريم بنت عمران الابتدائية للبنات، ولعل أول ما يخطر في بالي حين تذكر هذه المرحلة الدراسية هي الأستاذة بروين زينل مدرسة اللغة الانجليزية بالمدرسة. وفي المرحلة الإعدادية انتقلت للدراسة في مدرسة خديجة الكبرى الإعدادية للبنات، تتلمذت فيها مع مجموعة من الطالبات أمثال المرحومة نعيمة رشدان ود.هناء المحمود، وكنت طالبة مجتهدة ومتفوقة دراسياً طوال أعوامي الدراسية، وكان تركيزي الأكبر في حياتي على دراستي. وخلال هذه المرحلة بدأت تظهر ميولي بالاهتمام بالأمور العلمية، لذا قررت التوجه للتخصص العلمي في المرحلة الثانوية، والتي درستها في مدرسة المحرق الثانوية للبنات، وبطبيعة الحال فإن كل المدراس التي توجهت لها في مختلف المراحل الدراسية كنت اتوجه لها مشياً على الأقدام، وقد كنت الفتاة الأولى في العائلة التي تكمل دراستها للثانوية العامة، وتلقيت مساندة وتشجيعا من أهلي، والذين كانوا يظهرون فخرهم الشديد بيّ. حلمُ لم يكتمل بعد وخلال المرحلة الثانوية كان معي من الزميلات والصديقات فاطمة طالب، نفيسة بوعلي، عاشة مساعد، إقبال الزياني، د.هدى المطاوعة، رجاء الشكر، سعاد السويدي، وغيرهن ممن لا تسعفني ذاكرتي لتذكر أسمائهن الآن، بيد أن الزمن لن يكون قادرا أبداً على محو الأيام الجميلة التي قضيناها معاً، وتتلمذنا فيها على يد ثلة من المعلمات الفاضلات أمثال الاستاذة الشيخة فاطمة آل خليفة مدرسة اللغة الإنجليزية. مرت سنوات المراحل الدراسية بكل ما تحمل في طياتها، حتى تخرجت من الثانوية العامة في العام 1973، وكانت أمنيتي أن أكمل تعليمي في دولة الكويت الشقيقة، فقد كنت اسمع الطالبات من حولي، بأنهن ينوين التوجه للدراسة هناك. ورغم انني كنت على ثقة بحصولي على بعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم لو تقدمت لها، بيد أن حس المسؤولية تجاه أهلي حال دون تحقيق هذا الحلم، وفضلت البحث عن عمل فور تخرجي، رغم تفوقي الدراسي. فتوجهت للبحث عن عمل، واستقلت سيارة أجرة وكانت وجهتي الأولى كيبل ويلس والمسمى اليوم بتلكو، والذين أعلموني بأنهم يطلبون موظفين للعمل بنظام المناوبة، إذ يتراوح توقيت الدوام بين الصباح والمساء، وحين فكرت في الأمر ملياً واستشرت جدتي، طلبت مني عدم الذهاب، فأخذت برأيها سيما أنه لم تكن المواصلات متوفرة يومها كما اليوم، وكان الذهاب من المحرق إلى المنامة بالنسبة لي وقتها ليس بالأمر الهين، وبطيبعة الحال لم تكن لديّ سيارة وقتها. ولكوني خريجة التخصص العلمي، توجهت لوزارة الصحة لتقديم أوراقي طلباً للوظيفية، فحدث ما لم يكن في الحسبان... ] في الأسبوع المقبل المزيد من الذكريات للدكتورة لولوة المطلق... فترقبوها