تمكن فريق بحثي من جامعة جازان بالتعاون مع كل من معهد بكين للجينوم BGI وجامعة جورج تاون الأميركية من الكشف عن عدد من المورثات (الجينات) الطافرة الجديدة التي تتسبب في سرطان الفم وذلك في دراسة تم تمويلها من قبل مركز المعلم محمد بن لادن للعلم والتعلم، وسينشر ملخص لها في دورية (npj Genomic Medicine ) وسيتم استعرض نتائجها في المؤتمر الدولي الثالث للطب الوراثي الذي تنظمته جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وشملت الدراسة قراءة تسلسل الحامض النووي الوظيفي (whole exome sequencing ) لعينات من سرطان الفم المرتبط باستخدام الشمة. أوضح ذلك د. نزار الحبشي الباحث الرئيس في الدراسة، وقال: "إضافة للتأكيد على دور بعض المورثات الطافرة المكتشفة سابقا مثل (TP53 وPIK3CA وCDKN2A وCASP8)، تمكنا في هذه الدراسة من اكتشاف مورثات طافرة جديدة مثل( NOTCH3 وCSMD3 وCRB1 ) لم يتم الإشارة إلى علاقتها بسرطان الفم في أي بحث سابق". وأضاف "لم يقتصر الأمر على ذلك بل تم أيضا الكشف عن تضخيم عدد من المورثات المسرطنة منها (FOSL1وRELA وTRAF6 وMDM2 وFRS2 وBAG1 ) ولأول مرة في سرطان الفم"، كما أكد أن نتائج البحث تفتح أفاقا جديدة لتشخيص وعلاج المرض. الجدير بالذكر أن سرطان الفم يحتل مرتبة متقدمة -ربما الأولى- بين أنواع السرطان الأخرى من حيث معدلات الإصابة به وانتشاره في منطقة جازان جنوب المملكة بالإضافة إلى اليمن، وهو مرض فتاك ففرص الشفاء منه متدنية ويؤدي إلى الوفاة في 50% من الحالات المصابة خلال خمس سنوات، وتتعدد عوامل الخطر المرتبطة بالمرض وتختلف أهميتها من منطقة جغرافية لأخرى، وفي حين تؤكد الأبحاث عالميا أن التدخين وشرب الكحول يمثلان عاملا الخطر الرئيسيين لسرطان الفم، يبدو أن العامل الأهم في جنوب الجزيرة العربية هو استخدام الشمة.