×
محافظة مكة المكرمة

خالد الفيصل:أمانة جدة لم تنفذ مشروع تصريف الأمطار

صورة الخبر

تتساءل صحيفة "الجارديان" البريطانية عما إذا كان أولئك الذين يقتلون الناس دون أن يعرفوا هوياتهم الدينية والثقافية، واستنادا إلى دوافع عاطفية -كداعش- يتعاطون المخدرات؟ تساؤل منطقي في رأيي، خصوصا أن ظهرت جنسيات "ضحايا" هجوم باريس، إذ إن بعضهم عرب مسلمون، من المغرب والعراق وسورية، وإن كان أحد شاهدي العيان شاب سعودي فهذا لا يغير في الأمر شيئا، لكنه يزيده غموضا، إذ الخصم في هذه الحرب يتحدد عادة وفق موروثه الثقافي. الصحف البريطانية تولي اهتماما كبيرا بـ"داعش"، وصحيفة محافظة شهيرة في إنجلترا مثل "الديلي ميل" خصصت "سيرفرا" كاملا من موقعها على الإنترنت فقط لمتابعة أخبار التنظيم. إلا أن ضرر "داعش" على العرب لا يقتصر في تفجيرهم مثلما يحدث مع غيرهم وحسب، لكنه يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ إن هجوم "داعش" على فرنسا تسبب في مشكلات للاجئين، وعرقلة أدت إلى إضرابهم الكامل عن الطعام في مقدونيا، وعدم السماح لهم بتخطي الحدود كما كان الوضع عليه سابقا. زد على ذلك، فقد أصدرت السويد مرسوما بمنع ارتداء النقاب أو البرقع فيها تماما -للمرة الأولى- بسبب تفجيرات باريس، وآخر هذه الأحداث هو إيقاف من يتحدثون العربية في الطائرات الأميركية بتهمة التخطيط لعمل إرهابي، إضافة إلى ارتفاع معدلات التحرش بالمسلمين في بريطانيا 300 % بعد حادثة باريس. وهكذا، فإن الداعشي يفجر نفسه وينهي حياته التي كما يبدو لا تعني له شيئا، لكنه يلحق الضرر بغيره ممن يولون أهمية لحيواتهم في شتى البلاد. تباعا لهذه الهجمات الإعلامية ضد المسملين، ليس في أوروبا وحسب، لكن على مستوى العالم، فقد أجرت "الجارديان" استبيانا على المسلمين البريطانيين تسألهم فيه عن "داعش"، اتضح لها أن 1 % فقط من الإنجليز المسلمين ربما يخطو خطوة الانضمام إلى "داعش"، وتضيف الصحيفة ذاتها: "1 % كأنها 0 %.. لا شيء". إلا أن صحيفة "ذا سن" البريطانية في المقابل وضعت عنوانا هذا الأسبوع: "1 من كل 5 مسلمين في أوروبا يتعاطف مع داعش" الأمر الذي سبب غضبا لدى المسلمين الأوروبيين، وبهذا -كما يبدو- فإن الصحف المحافظة الأوروبية والأميركية تشن حملة ضد "داعش" تضر معها المسلمين المقيمين.