أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، آلاف الجنود في مهمات عدة في الضفة الغربية، اشتملت على اعتقالات واسعة، وهدم بيت في مخيم اللاجئين المقدسي، شعفاط، وإجراء مسح تمهيدا لهدم بيوت فلسطينية أخرى، والدخول في صدامات مع الشباب الفلسطيني في مدن وقرى عدة. وترافق ذلك كله مع تدريبات واسعة، تحاكي سيناريو دخول عشرات المسلحين من قطاع غزة إلى معسكرات جيش وبلدات داخل إسرائيل. وأسفرت هذه العمليات، عن إصابة نحو 100 فلسطيني واعتقال نحو 40. وكانت البداية في هدم بيت في شعفاط، حيث داهمت المخيم قوات كبيرة من قوات الاحتلال، زاد تعدادها عن 1200 عنصر، وهدمت منزل «الشهيد» إبراهيم العكاري، الذي نفذ عملية دهس في الشارع الفاصل بين القدس الغربية والقدس الشرقية المحتلة قبل سنة، أسفرت عن مقتل ضابطين في قوات حرس الحدود. وقد طوقت قوات الاحتلال المخيم بمئات الجنود، وعشرات الآليات والجرافات العسكرية، بمساندة طائرة مروحية ودعمها. وقد منعت التجوال في شوارع المخيم، وأجبرت التجار على إغلاق محالهم، وفرضت حصارًا وطوقًا عسكريًا محكمًا على محيط منازل «الشهداء»: إبراهيم العكاري، ومحمد محمد علي، المحتجز جثمانه لدى الاحتلال، وأحمد صلاح الذي «استشهد» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الدخول أو الخروج من المخيم، ومنعت حتى سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الدخول لإسعاف الجرحى. وعندما حاول بعض الشبان التصدي هاجمتهم قوات الاحتلال بشدة، مما أدى إلى إصابة 43 مواطنا بجراح مختلفة، 13 إصابة جراء إطلاق الرصاص الحي والمطاطي، والباقية من القنابل الغازية. وفي منطقة نابلس، استجوبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، عائلة مرام حسونة، التي «استشهدت» أول من أمس، على حاجز عناب شرقي طولكرم، بعد أن اقتحمت منزلها في منطقة رافيديا في نابلس. وقالت مصادر أمنية فلسطينية، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل حسونة وشرعت بالتحقيق مع عائلتها، وتمزيق صورها المعلقة وسط المنزل، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال. وتم اعتقال المواطن حازم النادي، بعد اقتحام قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق نابلس. وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال قامت بتركيب كاميرات مراقبة على مدخل نابلس الغربي، بالقرب من مشتل الجنيدي، لمراقبة الطريق الرئيس للمستوطنين ومدخل المدينة. وفي المنطقة الشرقية من نابلس، تجمهر الشبان في منزل الأسير راغب علوي المتهم الرئيسي بالتخطيط لعملية إيتمار، الواقع في حي الضاحية، لمنع قوات الاحتلال من الوصول إليه تلبية لنداءات شعبية بالرباط في المنزل لمنع هدمه، وذلك بعد صدور قرار نهائي من الاحتلال بهدمه يوم أمس. وفي مخيم قلنديا شمالي القدس، اقتحم الجنود الإسرائيليون منزل الشاب حسن زيادة، قرابة الساعة الثالثة فجرا، وقاموا بحملة تفتيش للمنزل بالكامل قبل أن يقوموا بتكسيره وتحطيم محتوياته بالكامل، واعتقال الشاب. وفي بلدة بيت آمر شمال مدينة الخليل جنوبي الضفة، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات لمنازل المواطنين هناك، واعتقلت سبعة فتيان (15 – 16 عاما) تتهمهم برشق الحجارة. وفي منطقة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الدوحة غربي المدينة، وداهمت منزل «الشهيد» مأمون الخطيب، وقامت بالتحقيق مع عائلته بالتزامن مع مواجهات عنيفة اندلعت في البلدة. وفي القدس، اقتحمت قوات الاحتلال حي الثوري، بعدما خرج شبان يتظاهرون ضد عودة المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى صباحا بحراسة قوات من الشرطة. من جهة ثانية، باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، تدريبات مفاجئة في جنوب البلاد، في المنطقة المعروفة بمحيط أو غلاف قطاع غزّة، فانتشرت قوّات بريّة وجويّة وأخرى راجلة، داخل مختلف مدن وقرى مركز البلاد وجنوبه. وحسب الناطق بلسان الجيش، فإن هدف التدريبات التي تمت تحت إشراف مباشر من رئيس الأركان، غادي إيزنكوت، هو مواجهة ردود الفعل المتوقعة من المقاومة الفلسطينية في حال نشوب حرب جديدة، وأبرزها: قصف صاروخي من القطاع، يستهدف المدن الإسرائيليّة في الجنوب، وتسلّل عشرات المقاومين من القطاع إلى الداخل والقواعد العسكريّة الإسرائيلية، بالإضافة لإطلاق نار من شارع جديد عبّدته حماس مقابل السياج الحدودي. وتبين أن السلاح الطبي في الجيش يجري منذ أيام مناورات في منطقة الجنوب، تتضمن أساسا، بناء مشفى ميداني للكوارث القوميّة في منطقة إيلات. ومن المتوقع أن يشمل المشفى إمكانيّة إقلاع طائرات تحمل مصابين وهبوطها. وكذلك إنشاء المشفى الميداني المفترض خلال 72 ساعة فقط، على أن يستمر في العمل أسبوعين كاملين.