×
محافظة المنطقة الشرقية

على الرف

صورة الخبر

أنا محتار، والله محتار، حتى أكثر من سيّدة الغناء العربي، أمّ كلثوم، يرحمها الله، التي احتارت كثيراً في أغنية (دليلي احتار) بين بُعْدِها عمّن غنّت لأجله وقُرْبِها إليه، وبين شوْقِها إليه وخوفها عليه!. ومصدر حيرتي ينبع من واحدة أنثى بيضاء، هي حضرة الأراضي البيضاء، التي يحتكرها البعض لرفع أسعار العقار، والتي تُمثّل حسب بعض الدراسات المسْحيّة ما نسبته 45 % من النطاق العمراني، والتي هي في مكوّناتها لا تختلف عن باقي الأراضي الأخرى حول العالم، أي عبارة عن طبقة ترابية قد تلاعبت فيها العوامل البيئية والبيولوجية والكيماوية حتى أضعفتها، لدرجةٍ يمكن لطفلٍ صغيرٍ أن يحفرها بيديه الناعمتين، أو لمسمارٍ مهترئٍ أن يخترقها، ومع ذلك استقوت كثيراً علينا، وعجزنا أن نتعامل معها بالحزم المطلوب، فوقفت كعقبة كؤود أمام انخفاض أسعار العقار، الأمر الذي صعّب امتلاك المواطن ذي الدخل المحدود لمسكن صغنّون يُحقّق به أكبر أحلام حياته!. وقد قيل لنا في السابق أنّ قراراً وشيكاً لفرض رسومٍ عليها سيُفرض، لكن طال الانتظار ولم يرسُ القرار على قرار، والآن، وحسب جريدة الجزيرة، يُقال إنّ غراماتٍ ستُفرض عليها، فما الذي استجدّ وتغيّر؟ أجيبكم ببساطة: أخشى أنه حِراك عِباراتي فقط، فعبارة (رسوم) قد تغيّرت إلى عبارة (غرامات)، ولن تُجْدِي هاتان العبارتان شيئاً، ومعها كلّ عبارات المعاجم اللغوية، ما لم يوازِها قرار جريء يُنفّذ سريعاً وبآلية حازمة على أرض الواقع، بحيث يُلْزِم مالكي هذه الأراضي من التُجّار والهوامير، وهم القلّة، بعدم الإضرار بالكثرة العاجزة عن امتلاك سكن لغلاء الأراضي التي هي مفتاح التنمية العامّة والسكّانية، فكيف تتحوّل لمغلاق ينزع البركة ويمحقها من أحد أهم ثرواتنا الاقتصادية؟. حقاً، لقد حيّرتني هذه الأنثى البيضاء، والتي هي في الحقيقة غول سوداء بما ران على ترابها من جشع وأنانية وتغليب لمصلحة أفراد على سائر المجتمع، فهل إلى حلٍّ من سبيل؟. algashgari@gmail.com ‏ @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :