×
محافظة المنطقة الشرقية

التجارة: إحالة مدراء ومسئولين بــ«7» شركات للتحقيق بعد تجاوزات مالية

صورة الخبر

لا أدري لم اختارت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض أن تطرح برنامجا يدرب منسوبيها من المحتسبين الميدانيين على مهارة التعامل مع النساء فقط دون الرجال، رغم أن أغلب المعارك المأساوية، التي تقع من حين لآخر بين الهيئة والجمهور لجهل بعض المحتسبين الميدانيين بمهارات التواصل، معظم أبطالها من الرجال لا النساء؟ إن الأقرب إلى التوقع أن يكون تدريب المحتسبين على اكتساب مهارات التعامل المهذب مع كل الناس بلا تصنيف نوعي، خاصة بعد تكرر وقوع بعض المحتسبين الميدانيين لقصور معرفتهم بمهارات التواصل، في مشادات ومشاحنات مشوبة بالعنف، سقط ضحيتها أفراد من الجانبين. لوجه الحق، إني لم أفهم مطلقا معنى أن تنظم الهيئة برنامجا يدرب المحتسبين على اكتساب المهارة في التعامل مع المرأة فقط! إن المرأة ليست في حاجة إلى تعامل خاص بها، يكفيها أن تلقى تعاملا إنسانيا يحفظ كرامتها، وهو حق للمرأة والرجل معا. بيان الهيئة الذي أصدرته بهذا الشأن، حسب ما ذكرته «عكاظ» يوم الجمعة الماضي، يشير إلى أن برنامج التدريب المشار إليه «يشمل إكساب المتدربين مهارة فهم طبيعة المرأة، والعوامل النفسية الاجتماعية المؤثرة عليها، ومعرفة الأحكام الشرعية الخاصة بالتعامل معها، واستخدام الأساليب المناسبة وفق طبيعتها». لا أدري ما المراد (بطبيعة) المرأة التي سيكون التعامل معها وفقا لها؟ لكني أرجو ألا يكون المراد به مفهوما مضللا للمتدربين، فيعرض للمرأة صورة وهمية متوارثة عبر القرون على اعتبار أنها تمثل (طبيعتها)، كأن تصور المرأة عاطفية يمكن هدهدتها بكلمة، أو غبية يمكن خداعها، أو خوافة يمكن إرهابها، أو جاهلة يمكن الكذب عليها، أو غير ذلك من الصفات التي تحملها الصورة التقليدية لطبيعة المرأة مما يتنافى مع حقيقة كثير من النساء. حين يتحدث الناس عن التعامل مع المرأة بما يناسب طبيعتها، هم هنا يفترضون أن جميع النساء لهن طبيعة واحدة، وأنه متى فهمت تلك الطبيعة أمكن التعامل بسهولة مع كل النساء، لكن هذا بلا شك وهم بعيد عن الحق، فالنساء ليست لهن طبيعة واحدة، وبينهن اختلافات كثيرة وكبيرة، وما قد يصلح في التعامل مع واحدة ليس بالضرورة أنه يصلح للتعامل مع الأخرى. خير من هذا، أن يكون التدريب عاما من أجل إكساب المحتسبين المهارة في التعامل الإنساني الجيد مع الناس جميعا بلا تفرقة نوعية.