×
محافظة المنطقة الشرقية

ذكرى البيعة / رابطة العالم الإسلامي تشيد بإنجازات خادم الحرمين الشريفين

صورة الخبر

في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، بلغ العمل التطوعي في فلسطين أوجه، وبخاصة بين جيل الشباب، حيث بنيت المؤسسات الرائدة، ونمت، من دون أن يفكر القائمون عليها بأي مرود مادي. بل على العكس، في الكثير من الأحيان كانوا ينفقون عليها من جيوبهم الخاصة. واتقدت شعلة العمل التطوعي في انتفاضة الحجارة عام 1987 التي عرفت بـ»الانتفاضة الفلسطينية الأولى»، حيث برزت ظاهرة التعليم البديل، فتبارى المعلمون والخريجون المتميزون من مختلف الجامعات الفلسطينية، في تحويل منازلهم غرفاً للطلاب الذين حالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاتها من منع تجول، واستهداف بالقتل والاعتقال، من دون توجههم إلى مدارسهم، فأنقذوا أعواماً دراسية بفعلتهم هذه. ومع تغير أساليب النضال ورياحه، وانتشار الثقافة الاستهلاكية، وتغير النمط الفكري الجمعي، وبخاصة بين جيل الشباب، خفتت هذه الروح في شكل بارز لتعود في آخر سنتين في شكل جديد عبر مبادرات فردية أو جماعية تسعى إلى إعادة الاعتبار إلى روح العمل التطوعي، ولكنها لا تعدو كونها محاولات تقوم على حسن النوايا والأثر المحدود نسبياً على أرض الواقع. وتعتبر مؤسسة «إنجاز»، التي تأسست قبل ثمانية أعوام تقريباً، من المؤسسات النادرة التي عرفت كيف تستفيد من خبرات العاملين في القطاع الخاص الفلسطيني، وتعممها على عشرات الآلاف من طلاب المدارس، في رؤية مغايرة لآليات العمل التطوعي التي اعتادها الفلسطينيون منذ عقود. ومن أبرز مشاريع مؤسسة «إنجاز»، والتي يغلب على متطوعيها رواد القطاع الخاص الفلسطيني، «الشركة الطلابية» التي تهدف إلى استنهاض قدرات طلبة المدارس في تأسيس الشركات، بإشراف خبراء من القطاع الخاص في هذا المجال وفق ما قالت سيدة الأعمال ريم مسروجي. واستطاعت هذه المبادرة، ليس فقط انتزاع اهتمام المدارس والقطاع الخاص، بل الحكومة الفلسطينية، بخاصة أن الشركات الطلابية المتنافسة كل عام تقدم أفكاراً ريادية تلقى الدعم من رجال وسيدات الأعمال ومؤسساتهم بالدرجة الأولى. ومن الفائزين بجائزة المسابقة عام 2014 شركة «صن لايت» التي أقامتها مجموعة من طالبات مدرسة بنات رفيديا الأساسية في محافظة نابلس. وانتجت الشركة وحدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية بتدريب أمل الشكعة من مستودع الشكعة للأدوية، وستمثل فلسطين في مسابقة الشركة الطلابية على مستوى الوطن العربي. وحازت شركة «برودكتفتي فارم» من المدرسة الإسلامية الثانوية في نابلس جائزة أفضل منتج، إذ قامت بالعمل على استنبات الشعير، وقام على تدريبها رائد صلاحات من شركة نيابولوس لتكنولوجيا المعلومات، فيما حازت شركة «يور شويس» من مدرسة الفريندز في مدينة رام الله جائزة أفضل خطة تسويقية، وقامت بإنتاج قمصان وتصاميم بحسب طلب المستهلك، بتدريب من أيمن دحادحة من البنك العربي. أما شركة «خطوات شبابية» من مدرسة بنات العمرية الثانوية في محافظة قلقيلية فحصلت على جائزة أفضل مسؤولية مجتمعية. وعملت على تقديم خدمات سياحية، بهدف إنعاش السياحة في المدينة المحاصرة من كل جهاتها بجدار الفصل العنصري. ولم يقتصر حضور هذه الشركات على الصعيد المحلي الفلسطيني، ففي عام 2012، حازت شركة H2O Meter الطلابية من المدرسة الإنجيلية الأسقفية العربية في مدينة رام الله، جائزة أفضل شركة لأفضل خطة تسويقية في الوطن العربي، في مسابقة مؤسسة «إنجاز العرب لريادة الأعمال» التي نظمتها «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع» في العاصمة القطرية – الدوحة بمشاركة 13 دولة عربية لاختيار أفضل الشركات الريادية برعاية «بنك فلسطين» وتدريبه. وتميزت شركة H2O Meter بجوانب عدة منها الإلقاء والتقديم والتسويق والمهنية العالية لتقدم عرضاً رائعاً لفكرتها والسياسات التي اتبعتها، لتثبت قصة نجاح متميزة برؤيتها وإستراتيجيتها العصرية، فضلاً عن انفرادها بتسويق جهاز H2O Meter. ويعد جهاز «H2O Meter» الذي فاز في المسابقة بجائزة أفضل فكرة منتج، منتجاً عصرياً وصديقاً للبيئة، ويعمل على قياس منسوب المياه الموجودة في خزانات المنازل، كما يساهم بالتعرف إلى وجود تسربات في الخزان وترشيد استهلاك المياه في البيوت والمصانع والشركات والبنوك والمحال التجارية. ويعمل الجهاز الإلكتروني على بطارية 9 فولت. وهو حاصل على براءة اختراع صادرة عن وزارة الاقتصاد الفلسطينية، بإدارة الخبير جلال آلجي، ليتم بعد ذلك منح شركة H2O Meter امتيازاً لتسويقه على مدى عمر الشركة. وفي العام 2015، حازت شركة «Zinnia» من مدرسة راهبات مار يوسف في رام الله، جائزة أفضل شركة طلابية. وقامت الشركة بتنسيق وتسويق نباتات هوائية وأزهار زينة متنوعة بتدريب من أكرم حمدان من بنك فلسطين، وستمثل الشركة الفائزة فلسطين في مسابقة الشركة الطلابية على مستوى الوطن العربي. أما شركة «Risco» من مدرسة نابلس الثانوية الصناعية في مدينة نابلس، فنالت جائزة أفضل فكرة منتج، بعد أن أنتجت مقاعد عصرية مصنعة من إطارات السيارات، وقامت بتدريب الطلبة روان أبو شميس، من شركة الاتصالات الخليوية الفلسطينية «جوال»، لتتواصل الإبداعات الطلابية الشبابية الفلسطينية، التي تحتاج إلى استمرار الدعم لضمان تواجدها الفاعل في السوق الفلسطينية. وتقول سالي النتشة، مسؤولة عمليات رام الله في مؤسسة «إنجاز»، إن المؤسسة تركز على التوفيق بين قطاع التعليم وسوق العمل، وهذا انعكس على البرامج التي تقدمها المؤسسة مع المدارس. البداية كانت بالعمل مع الصفوف المتقدمة (من الثامن وحتى الحادي عشر) وتمحورت البرامج حول مفاهيم الريادة، والمعرفة المالية، وما يتعلق بسوق العمل الفلسطيني، إضافة إلى دورات وورش عمل تركز على هذا المجال، بما يحقق الفائدة في الإطار العملي ويعزز روح العمل التطوعي لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً في المدارس، إضافة إلى طلبة الجامعات، بخاصة في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر، لا سيما في صفوف الشباب الذيي يزيد عددهم على 65 في المئة من مجمل الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.