دعا مواطنون مجلس النواب إلى الجدية في التعامل مع رفع أسعار البنزين، مشيرين إلى أن تصريحاتهم أصبحت بلا معنى. وقالوا إنهم لا يطالبون من النواب المزايدة خلال جلسة البرلمان اليوم، ولكنهم يريدون التفكير في تحسين الوضع المعيشي للموطنين، بدلاً من الاستعراضات غير المنطقية في الجلسات. وذكر المواطنون أنه لا يعقل أن يتم رفع اسعار الوقود خلال فترة قصيرة دون سابق انذار، كما وان هذا الارتفاع بالأسعار سيكون له انعكاسات سلبية على المواطنين ويخلق اجواء من القلق، لافتين الى ان مثل هذه القرارات تشير الى عدم وجود أي اهتمام بمشاعر المواطنين وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وعلى هذا الاساس يجب السعي الى تخفيض أسعار الوقود او التفكير في مصادر دخل إضافية للمواطنين. وأشار رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة الدكتور عبدالحسن الديري ان هذا القرار مفاجئ ورفع الدعم يجب أن يكون تدريجيًا كما هو الحال مع البنزين والكيروسين، معتبرًا ان هذه الزيادة المرتفعة التي تبلغ 60% ستكون عبئا على كاهل المواطنين. ولفت الى ان المال الذي سيتم توفيره بحسب تصريحات وزير الطاقة، نقول: لماذا يتم تحميل المواطن هذه الفاتورة؟ والاجدر أن يكون الخيار الابعد هو التأثير على المواطن. وقال: لابد من اعادة هيكلة للدعم بحيث لا يتضرر المواطن بتاتًا، واليوم تمت مساواة الاجنبي بالمواطن في رفع الدعم، ونتساءل هل سيتم تعويض المواطن، ام ان هذا الخيار موجود وتم استبعاده. وقال المواطن يوسف عاشور أخصائي تسويق بمعهد المشرق للتدريب إن رفع أسعار البنزين سيكون له أثران أحدهما مباشر وهو استخدامه للوقود والآخر غير مباشر، فرفع سعر البنزين سيرفع أسعار الباصات التي تقوم بتوصيل الطلبة والطالبات وسيارات التاكسي والاغذية والمطاعم وأسعار تذاكر الطيران وكذلك أسعار الاسماك بما ان البنزين سيرتفع على البحارة، ودائمًا المواطن هو من يتحمّل التكلفة، والغريب في الأمر أن اعضاء مجلس النواب في ظل هذه الفترة الصعبة التي يمر بها المواطن من رفع الدعم عن اللحم والكهرباء والبنزين تراهم يناقشون أمورًا لا تعني المواطن بشيء مثل الوشم وتقاعد النواب ونسوا الوعود التي قدموها للمواطن أيام الانتخابات. ودعا النواب الى عدم الإثارة من أجل الاثارة فقط، بل مناقشة الموضوع. ودعا اخصائي الاعلام بمجلس بلدي المحرق مصعب الشيخ صالح القيادة والمسؤولين للنزول الى محطات الوقود وليسألوا أنفسهم ما الذي يدفع بالمواطن للانتظار ساعتين بمحطات البترول لتوفير دينارين أو ثلاثة؟ وذكر أنه بالأمس ملأت الصحف أعيننا بأخبار الدعم المالي لتعويض رفع السعر، ثم في غمضة عين ترتفع الأسعار ارتفاعًا فاحشًا يبلغ 60% بدون حصول المواطن على أي ميزة. وقال رجل الاعمال محمد محسن اسماعيل إن مثل هذا التوجه سيضر بالمواطن البحريني بالدرجة الاولى خاصة ذوي الدخل المتوسط والمحدود الى زيادة أعبائه، وهو سيؤثر بشكل كبير على الطبقة الوسطى، حيث إنه في ظل ارتفاع الاسعار ستتدهور الطبقة الفقيرة وتتحول الطبقة الوسطى الى طبقة فقيرة، وستعمل تبعات هذا القرار على احداث تأثير سلبي كبير على المستوى المعيشي لهذه الفئة بالذات التي يعتمد أغلبها على الدعم الحكومي، مشيرًا الى ان رفع سعر لتر البنزين الممتاز من 100 فلس الى 160 فلسًا ليس بالامر السهل على المواطنين من ذوي الدخول المحدودة، كذلك البنزين الجيد من 90 إلى 120 فلسًا. المصدر: خديجة العرادي