يقال إن البئر التي سقطت فيها الطفلة «لمى» من حفر «فاعل خير» وذلك ردا على المطالب بمحاسبته، والحقيقة أننا في هذه القضية المؤلمة ليتنا سلمنا من خيره وشره.. وبئره ! فالنوايا الطيبة في فعل الأشياء لا تخلي من مسؤولية إتمامها على الوجه الأكمل، و في مسألة حفر البئر كان واجبا الاهتمام بتسييج البئر وتأمين محيطها قبل أن يحفر شبر واحد منها ! الأمر الآخر تعالوا نسأل أصحاب المزارع، كم مرة طرق مندوب الدفاع المدني أو وزارة الزراعة أو البلدية أبوابهم ليتفقد آبارهم ومطابقتها لمعايير السلامة ؟! سألت كل شخص أعرفه يملك مزرعة أو استراحة فكان جوابه أن المندوب الوحيد الذي طرق الأبواب كان مندوب البلدية لتهديده بالغرامة إذا لم يعلق لوحة تحمل اسم المزرعة! في مأساة بئر «لمى» تحولت المأساة من مأساة طفلة سقطت في بئر مهملة مكشوفة إلى مأساة ارتباك وفوضى عملية إنقاذها وفقدان ثقة في جهات رسمية يفترض أنها مدربة و مؤهلة للتعامل مع أي حادثة تتطلب الإنقاذ! السقوط في الآبار ليس حدثا فريدا من نوعه ومثله يحصل في كل دول العالم. فهل لجأ المنقذون في هذه المأساة إلى الاستفادة من خبرات وتجارب ومساعدات الآخرين في الدول الأخرى قبل فوات الآوان أم أخذتهم العزة ؟