×
محافظة المنطقة الشرقية

«الفلاح الخيرية» تفتتح بئر مياه لصالح مقر قيادة قوات الأمن الوطني في فلسطين

صورة الخبر

تهافت عديد من شباب الأمة للارتماء في أحضان التنظيمات الإرهابية كداعش ومثيلاتها يثير لدى المتأمل جملة من الأسئلة، لعل أبسطها ماهي تلك الأسباب التي دعت شباباً لايزال في مقتبل العمر ومقبلاً على الحياة وفي عمر الزهور يزمع في لحظة على ترك كافة موجودات العالم المتمدن ويعمل جاهداً على الالتحاق بهذه التنظيمات الدموية ذات الفكر الظلامي والمكفر. يقيني أن دعاة هذه التنظيمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يلعبون دوراً ليس باليسير في ذلك، ولكن لايمكن بالمطلق أن ينجحوا في تجنيد هذه الأعداد التي تتزايد يوماً بعد آخر ويتمكنوا من غسل أدمغتهم عبر جملة من المحادثات في السوشل ميدياً وعبر تقنيات العوالم الافتراضية في ذات الوقت الذي لم يلتقوا بهم ولو لمرة واحدة وجهاً لوجه و لم يكونوا من أتباعهم في السابق أو ممن يحرص على حضور دروسهم الدينية ومحاضراتهم التي تنفذ تحت مسمى الدعوة. إن الأمر أكبر من ذلك لو فكرنا قليلاً، فأدبيات التاريخ تحدثنا بأن أغلب من كان ينظم للتنظيمات السرية عبر امتداد الحقب التاريخية كان يتم تجنيدهم وجهاً لوجه وعبر أشخاص يملكون كريزما خاصة، وعلية فإنه يتولد لدينا الآن سؤال مفاده: هل بيننا ممن يسمون أنفسهم دعاة أو طلاب علم، من يعمل وعبر اللقاءات الخاصة على الأقل على غرس فكرة التحاق أبنائنا بركب التنظيمات الراديكالية أو على الأقل يزيّن لهم الفكرة ويدرجها تحت قالب «إحياء سنة الجهاد». فالمتأمل للتاريخ السعودي في شقه الديني وتحديداً مرحلة تشكّل الأصولية الدينية بمجتمعنا الذي عرف بتسامحه دينياً عبر التاريخ، يدرك جيداً أن عديداً من أتباع تيار «الإخوان المسلمون» ممن نزحوا من بلدانهم العربية جراء دخولهم في حالة احتراب مع الأنظمة الحاكمة حينذاك، هم في الواقع الذين أصّلوا لفكرة الجهادية المكفرة بيننا، وعملوا على غرس مفاهيم التكفير في عقول أبنائنا في سبعينيات القرن الميلادي المنصرم وسعوا أيضاً لتشكيل تيار الصحوة المتشدد الذي تولدت عنه مجمل تنظيمات الإسلام السياسي في الداخل التي مازلنا نعاني من تبعات دعواتها المكفرة إلى حينه. ولذا فقد يتساءل بعضهم، هل من الجدوى أن نمنع كافة أشكال الأداءات الدعوية التي تنفذ تحت مسمى المحاضرات الدينية أو الدعوية في مراكز الوعظ لدينا؟ طبعاً ومن المنطقي أن تكون الإجابة: لا. وإنما الأمر بحاجة لمزيد من المتابعة والضبط والمحاسبة، وعندما أستخدم في سياق حديثي هنا مفردة «المحاسبة» فإني أريد بها أن تكون أعم وأشمل. أي أن يتم محاسبة دعاتنا وتحديداً من يوظف صفحاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تمرير أفكاره التحريضية بذكاء ومكر شديدين. فهؤلاء هم اليد الطولى للفكر التحريضي المكفر والمعادي لمن عداه، سواء في لقاءاتهم وجلساتهم الخاصة أو عبر تلميحات ذكية في محاضراتهم العامة أو عبر تغريداتهم في السوشل ميديا كذلك. وجربوا أن تدخلوا على صفحاتهم عبر موقع التواصل الشهير «تويتر» الإلكتروني مثلاً، وستفاجأون بالأعداد الكبيرة من متابعيهم، وجربوا حينئذ أن تعلقوا أو تبدوا رأياً مغايراً لما ورد في أحد المنشورات على مواقعهم وصفحاتهم هذه، وستفاجأون حينئذ بسيل عرم من السباب والشتم والانتقاص وبهجمة غاضبة لاتُبقي ولاتذر من أعداد مهولة من أتباعهم الفكريين وبكم هائل من مريديهم تشعركم بأنكم قد ارتكبتم الخطيئة الكبرى. ولكن العاقل والحريص سيدرك جيداً أن مستقبل الأجيال المقبلة من أبنائنا يتطلب الحرص عليهم والعمل الجاد على حمايتهم من الفكر التكفيري وأداءته الإرهابية، كي يكونوا بناة صالحين لوطنهم مسلمين ناشرين بالدعوة الحسنى لمعتقدهم وليسوا تكفيريين وقتلة لأبناء وطنهم.