توالت الطعنات على جسد فارس نجد المنهك وتعمقت الجراح وزاد النزيف النقطي فلم يجدِ تغيير المدرب ولا التحفيز المعنوي ويبدو أن الحيرة ستظل مصاحبة لمناصري الفريق طوال الموسم الذي لم يعيشوا فيه سوى الأتراح ولم يجدوا فيه سوى الآلام ولم يعل صوتهم سوى بالآهات والحسرات على مجد أضاعه لاعبوه بعدم احترامهم لجماهيرهم المكتوية بلظى الهزائم والمستويات الهزيلة فلا الأعذار باتت تجدي ولا الاعتراف بالأخطاء بات يصحح الأوضاع أو يرضي الطموح. أصبح الجميع يلعب على المكشوف فطرحت الإدارة ورقة الاستمرار إلى نهاية الفترة الرئاسية بعد أن كانت تستخدم ورقة الاستقالة كحل لتهدئة الأوضاع حين تتراكم الأخطاء وبات المتربصون يريدون إبعاد الإدارة الحالية بعد أن كانوا يفضلون التلميح ولعل الضحية جمهور حضر وآزر ليشاهد أشباه لاعبين ويزيد من الألم ما يزيد دون أي اعتبار وفضّل بعضهم الإبتعاد ومقاطعة المدرجات حفاظاً على نقاء عشقه وخوفاً من حرب ليس فيها منتصرا. كفاية تهاون صرخت مدرجات ملعب الملك فهد أول أمس بعد نهاية مواجهة الكلاسيكو ما بين النصر والأهلي "يكفي يامدلعين" موجهين حديثهم للمهاجم محمد السهلاوي والحارس عبدالله العنزي ولاعب الوسط يحيى الشهري الذين يتهمهم الجمهور بحظوتهم بمعاملة خاصة من قبل الإدارة أدت إلى فرضهم في المباريات بشكل دائم دون أي رادع لتراجع مستوياتهم ومنح الفرصة للأفضل كنايف هزازي وحسين شيعان واستمرار ماركينيوس كلاعب أساسي بجانب أدريان في الوقت الذي يتهمهم البعض بأنهم يخلطون ما بين الأداء في أرض الملعب وما بين المطالبة بحقوقهم متمنين منهم أن يعودوا لمستوياتهم في أقرب وقت ويستشعروا ويشاهدوا حرقة الجمهور على الهجمات المهدرة والأهداف البدائية التي تتلقاها شباك فريقهم وهم من على دكة البدلاء. تجاوز الكبوة الألم والضعف اللذان يعتريان جسد النصر لم يمنعا النصر مجاراة الأهلي والتغلب عليه في فترات عدة من المباراة على عكس ما كان عليه الفريق إبان إشراف الإيطالي فابيو كانافارو والذي كان يميل إلى الخنوع والاستسلام للهزيمة هذا الأمر حيث اضرت تغييرات هيقيتا أثناء المباراة بالفريق بسبب قلة خبرته التدريبية وكان بامكان النصر انتزاع النقاط الثلاثة حيث يملك النصر ترسانة من اللاعبين المميزين ولربما يصبح النصر أفضل حالاً بعد الكبوات المستمرة بوجود مدرب يملك الشخصية الحماسية المناسبة بالإضافة إلى عدم إغفال العنصر الأهم وهو إيجاد بيئة مناسبة للاعبين وخلق روح جديدة عبر تسديد الرواتب المتأخرة عليه. احصائية تفشل بعد أن كان البطل الأصفر يتغنى بأرقامه القياسية خلال الموسمين الماضيين كتحقيقه لأكثر النقاط في تاريخ الدوري السعودي إضافة إلى قوته الدفاعية والهجومية وتتابع الانتصارات أصبح محبوه يخجلون من البحث في أرقام واحصائيات فريقهم لهذا الموسم بالرغم من اختلاف المدربين حيث كان في الدور الأول يشرف الأوروجوياني خورخي داسيلفا على الفريق أما في الدور الثاني وزعت المهام ما بين الإيطالي فابيو كانافارو والكولومبي ريني هيقيتا إلا أن الحال واحدة ويبدو أن مشكلة النصر واضحة في اختيار المدربين خصوصاً وأن اللاعبين يعيشون على ذكرى مدربهم السابق دانيال كارينيو. سيدني يانصر التاريخ الرياضي يقول بأن الأبطال الإقليميون يولدون من رحم المعاناة في المسابقات المحلية وبالتأكيد هو قياس على الغالب وليس على الكل خصوصاً للفريق الذي يمتلك شخصية البطل تماماً كما فعلها سيدني الاسترالي قبل موسمين الذي تذيل ترتيب الدوري في بلده بيد أنه استطاع انتزاع لقب دوري أبطال آسيا ويؤمل جمهور النصر بتكرار التجربة وبأن يضع اللاعبون ثقلهم على المنافسة الآسيوية وأن يظهروا الوجه الحقيقي لهم متمنين منهم أن يلقوا بمشاكلهم المالية وغيرها وراء ظهورهم خصوصاً وأنهم يرون تأهلهم للمنافسات الآسيوية في الموسم القادم أشبه بالمستحيل وبأن الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين يحتاج إلى فريق خال من المشاكل ومستقر فنياً وللاعبين يحترقون من أجل الشعار وهو ما لا يتوفر في النصر وتنتظر الجماهير بدء المعترك الآسيوي يوم الثلاثاء القادم لبعث روح جديدة تنقذ مايمكن إنقاذه من هوية البطل. مدرب وروح جديدة بعد ضياع فرصة التعاقد مع المدرب السويسري مراد ياكين يؤمل جمهور النصر بضرورة التعاقد مع البديل الآخر خلال الايام القليلة القادمة وذلك ليتاح له الفرصة التعرف على الفريق والإشراف عليه قبل مباراة النصر وبونيدكور الأوزبكي وتبدو الخيارات شحيحة في ظل نقص المادة خصوصاً وأن بعض الوكلاء والمدربين يشترطون دفع ما يقارب النصف من العقد بشكل مقدم حال التوقيع وهو الأمر الذي قد يعقد السرعة في عملية التعاقد بيد أن الجمهور لا يهمه ما تفعله الإدارة في الجوانب المالية فهي الأجدر بالتعامل معها بل كل ما يهمه هو مشاهدة فريق يملك الروح وحب الشعار والأداء التكتيكي العالي داخل الملعب حتى وإن خسر فالمستويات الجيدة عذراً مقبولا لا أن تخسر دون أن تقدم ما يشفع لك.