انطلاقاً من أهمية التفاعل مع الجمهور والتعليم، يقدم مهرجان دبي كانفس مجموعة من ورش العمل والمحادثات، التي من شأنها تعزيز التفاعل مع الجمهور. وتعد ورشة العمل التي قدمتها الفنانة الأميركية جولي كيرك بورسيل، واحدة من الورش البارزة التي وجهت إلى الطلاب، الذين تدربوا معها وعبر أيام عدة، على كيفية استخدام الطباشير للرسم على المسطحات الكبيرة، وكذلك الملصقات في تقديم رسم ثلاثي الأبعاد، وقدموا عملاً جماعياً ثلاثي الأبعاد لمشهد الوادي الضيق، الذي يشمل بعض الحيوانات بداخله. سيرة فنية اشتهرت الرسامة الأميركية جولي كيرك بورسيل بالرسم على أرضيات الشارع، في مهرجان صغير بولاية كاليفورنيا الأميركية، قبل أن تحترف ممارسة هذا الفن، وتحول هوايتها إلى مهنة. وتعتبر الأميركية جولي بورسيل من أبرز المشاركين في المهرجان في دورته الثانية، وقامت بعرض أعمالها في هونغ كونغ وتايلاند والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأوروبا. وكانت قادت في عام 2014 فريقاً ضم مجموعة من أهم فناني الرسم المُجسَّم حول العالم، لتحطيم الرقم القياسي لأكبر لوحة خداع بصري ثلاثية الأبعاد، ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وحول تفاصيل الورشة، قالت بورسيل، لـالإمارات اليوم: بدأت مع الطلاب المشاركين في الورشة، من الأساسيات الأولى، أولاً قمنا بتثبيت ما نرسم عليه، ثم أوليت أهمية لأساسيات مهمة الرسم الثلاثي الأبعاد، بأسلوب بسيط يمكنهم من انجاز العمل. وأضافت أن ابتكار الوهم يعد ركيزة الرسم الثلاثي الأبعاد، لذا كان من المهم أن أعلمهم كيف يوضع التصميم على الورق، وكيف توضع النقاط على الأرض، إلى جانب كيفية اختيار الألوان، فالأخيرة يجب أن تنتقى بعناية، وتحدد الأساسية منها من بداية الرسومات، ومزجها مع الألوان الباقية، ثم لابد من اختيار الألوان الدافئة والمشبعة في الأمام، بينما تتجه الألوان لتكون أخف في الخلف، بهدف إبراز العمق في الرسومات. ولفتت إلى أن الظلال مهمة جداً في إضافة بعد للرسومات، وهي تتكون من خلال الزوايا. أما التفاصيل، فشددت بورسيل على أنها من الأمور التي يجب أن يلم بها أي رسام من خلال التجربة، لأنها تمثل تطور اللوحة، مشددة على أنه يوجد الكثير من الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت، والتي تعلم الناس كيفية الرسم الثلاثي الأبعاد، إلا أن التجربة تكون مختلفة خلال التطبيق. وحول اختيار الموضوع الخاص بالرسمة، لفتت الفنانة الأميركية إلى أنها اختارت الوادي الضيق موضوعاً، كونه يحمل الكثير من العمق، منوهة بأنه يجب أن يظهر أعمق من الأرض، وكذلك هو يحمل الكثير من الخطوط والأطراف، وعلى الرغم من كونه صعباً على الطلاب في البداية، إلا أنه يقدم لهم المعلومات المفيدة. وأشارت إلى أن العمل الجماعي يحمل الكثير من التحديات، أبرزها السيطرة على المجموعة التي تعمل في اللوحة، وما قد يواجهونه، إلى جانب النصائح اليومية التي يجب أن تعطى ولكلٍّ في مكانه الذي يعمل فيه. أما أهمية الورشة التي تقدمها، فأشارت إلى أنها تعتمد على التفاعل مع البيئة والناس، كما أنها تعد مفيدة جداً للطلاب الذين يطرحون مجموعة من الأسئلة، والتي تؤدي إلى تغيير توجهات الطلبة في ما يتلقون، لاسيما أن الفن هو الحياة. أما فن الشارع، فرأت بورسيل أنه من الفنون التي ستتغير في المستقبل، إذ لحقت به الكثير من التغييرات إلى اليوم في أميركا، إلى جانب مجموعة من الأعمال التي باتت تطبع عبر الكمبيوتر، وهذا سيوجد جيلاً جديداً يتعاطى مع الرسم الثلاثي الأبعاد عبر التكنولوجيا. وتابعت لا يمكن اعتبار التكنولوجيا في الرسم الخاص بالطرقات أمراً إيجابياً، فهذا الرسم يقوم على تفاعل الناس معه، وهو يجذبهم أينما وجد، لأنهم يحبون فكرة أن يكونوا جزءاً من التجربة، وأن يفصلوا أنفسهم عن محيطهم وما يحدث في حياتهم اليومية. وختمت بنصيحة وجهتها إلى الطلاب بضرورة العمل المتواصل في الفن، لأنه الطريقة الوحيدة للتعلم، فالأخطاء هي السبيل للتعلم. الطالبة الإماراتية التي تدرس التصميم الداخلي، لطيفة أحمد، والمشاركة في الورشة، قالت حول مشاركتها إنها المرة الأولى التي أختبر فيها الرسم الثلاثي الأبعاد، لهذا قررت خوض التجربة، وقد تعلمت كيف يمكننا أن نمدد الرسوم كي نجعلها تبدو ثلاثية الأبعاد. ولفتت إلى أن المهرجان يحمل الكثير من المتعة، خصوصاً أنه يجذب الناس لالتقاط الصور، موضحة أن المشاركة في الورشة قد لا تنعكس بشكل مباشر على عملها الفعلي ودراستها، إلا أنها تجربة جديدة ومختلفة لكل من يعمل في مجال الفنون. وفي السياق نفسه، قالت الطالبة الإماراتية رفيعة فهد بن سليمان إن الورشة جعلتني أستكشف تقنيات جديدة في الرسم، وهي غريبة وغير مألوفة بالنسبة لي، كما أن الرسم عن قرب لمشهد يجب أن يُرى من على مسافة بعيدة، يحمل الكثير من التقنيات التي تتعمد تمديد التفاصيل، وهذا النوع من العمل يتطلب الكثير من العزيمة والإرادة. في المقابل، شاركت طالبة الرسم والفنون اللبنانية تيا موسى، التي تدرس الرسم، لأنها وجدت في الورشة تجربة جديدة لم تتعرف إليها أو تدرسها من قبل، فتعلمت كيفية منح الشكل العميق. ورأت أن التجربة مهمة كونها كانت مع مدربة عالمية، قدمت أسساً لهم استخدام الألوان دون وضع الصورة، ومعرفة الظلال بشكل واحد. وإلى جانب طلاب الفنون، جذبت ورشة العمل طالبات من المدارس، ومنهن اللبنانية جنى كرم، التي دفعها حبها للفن إلى المشاركة في الورشة، التي قدمت لها هذا الفن، والذي يعد جديداً بالنسبة إليها، مشيرة إلى أنه منحها الفرصة الأولى لمشاركة الفن مع الجمهور. أما الطالبة الهندية، خديجة حميد، فوصفت الورشة بكونها مغامرة مهمة، قدمت الأسس الأولى في الرسم، وكذلك دفعت الطلاب إلى التشارك في إنجاز عمل واحد. وفي السياق نفسه، شددت الطالبة السورية، نايا جابي، على أن الورشة مفيدة كونها تحمل التفاعل مع الجمهور، إلى جانب العمل ضمن فريق واحد، الأمر الذي يجعل الفريق يتعامل بشكل تلقائي وسريع ويتعلم من المشاركين، وهذا أفضل من العمل بشكل مستقل.