لا يختلف اثنان على أهمية الإلكترونيات والدور الذي تلعبه في عصرنا الراهن والعصور القادمة، وقد أثارتني للكتابة عن هذا الموضوع عدة أمور أهمها الإحصائيات المنشورة عن عدد مستخدمي الأجهزة الإلكترونية وتطبيقاتها في العالم وكذلك ما أتاحت له بعض هذه الأجهزة مثل الهاتف المحمول وأجهزة الحاسوب من وسائل تواصل اجتماعي يزداد عدد المشتركين فيها ليصل عند بعضها إلى أكثر من مليار مشترك، ودلالات كل ذلك على سلوك واستفادة الأفراد والبلدان والعالم. كذلك أثارتني المعلومات التي وردت في كتاب أصدرته القيادة العامة لشرطة دبي (الإدارة العامة لخدمة المجتمع - إدارة التوعية الأمنية)، والذي يحتوي على دراسة عنوانها الشباب..ومواقع التواصل الاجتماعي للدكتور جاسم خليل ميرزا والذي صدر هذا العام. الكتاب ذكر أن نسبة الذكور الذين يمتلكون حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي وصلت إلى 99.32% من هم بأعمار 18 - 23 عاماً ونسبة الإناث من نفس الفئة العمرية بلغت 96.27% وهي مقاربة لنسبة من هم بأعمار 24 - 28 عاماً (97.03% ذكور و94.28% إناث).وهذه الأرقام لها دلالات سأتعرض لها لاحقاً. تعرف الإلكترونيات بأنها تلك الأجهزة التي تستخدم أنواعاً من الذبذبات الإلكترونية الصادرة من محطات أو أبراج أو أجهزة وتكون على شكل موجات تختلف شدتها بحسب المصدر والجهاز والغرض الذي تستخدم من أجله.وهي على الغالب والشائع تقع تحت مسمى الموجات الكهروضوئية والموجات الكهرومغناطيسية. أما الموجات الكهروضوئية فهي موجات التيار الكهربائي الناتج عن تجميع الأشعة الشمسية بواسطة الخلايا الشمسية الضوئية pv cells المستخدمة لإنتاج الطاقة الكهربائية التي تستخدم في الأبنية والمرافق الحيوية وإنارة الشوارع أو حتى في السيارات ووسائط النقل الأخرى. والموجات الكهرومغناطيسية هي الموجات اللاسلكية القصيرة والتي اكتشفت في العصر الحديث وشاع استخدامها في العديد من المجالات والأجهزة. وتنشأ الموجات الكهرومغناطيسية عن طريق تسخين الذرات مما يؤدي إلى اهتزاز الإلكترونات، وينتج عن حركة هذه الإلكترونات المهتزة مجال كهربائي متغير يولد مجالاً مغناطيسياً في النقطة المجاورة، وتبعاً لنظرية ماكسويل، ينتج عن هذا المجال المغناطيسي مجال كهربي مستحثاً في النقطة المجاورة، وهكذا ينتشر الاضطراب من نقطة إلى أخرى عن طريق التغير المتناوب للمجالين الكهربي والمغناطيسي. أما أطياف هذه الموجات فهي على الأنواع التالية: -أشعة غاما: هي الموجات الأقصر طولاً في الطيف الكهرومغناطيسي والأكثر تردداً بالطبع وذات الطاقة الأعلى وذلك لأنها تنتج من التفاعلات النووية وكذلك من العناصر المشعة. -الأشعة السينية،أو أشعة X، وتأتي بالترتيب بعد أشعة غاما في الطيف الكهرومغناطيسي تتميز بقدرتها على اختراق المواد اللينة بينما لا تخترق المواد القاسية. -الأشعة فوق البنفسجية تأتي في الترتيب بعد الأشعة السينية والضوء المرئي في الطيف الكهرومغناطيسي تتواجد بنسبة كبيرة في الأشعة الكونية ولكن معظمها لا يصل إلى سطح الأرض بفضل الغلاف الجوي. -الأشعة المرئية وهي تمثل الجزء الذي تستطيع العين البشرية تمييزه من الطيف الكهرومغناطيسي. يقع بين الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء، وهو المسؤول عن كل الأحداث الضوئية المرئية التي نشاهدها من حولنا ويمكننا أن نقسمه هو نفسه إلى أقسام أخرى حسب اللون نرى هذا الطيف على شكل ألوان كالتي تظهر في السماء بعد سقوط المطر وتعرف بقوس قزح. -الأشعة تحت الحمراء: تأتي مباشرة في الترتيب بعد الأشعة الضوئية المرئية، وتمثل هذه الأشعة الإشعاع الحراري، أي أنها تأتي من الأجسام الساخنة ومصادر الحرارة مثل الشمس وأجهزة التدفئة والمصابيح لها تطبيقات كثيرة معظمها يندرج تحت التسخين والتدفئة ولكنهاً أيضا تستخدم في أجهزة التحكم عن بعد وبعض تطبيقات الاتصال بأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول.تغطي الأشعة تحت الحمراء منطقة واسعة من الطيف الكهرومغناطيسي.العديد من الأشياء تصدر أشعة تحت الحمراء مثل جسم الإنسان والحيوان والنباتات وكذلك الكرة الأرضية والشمس والأجرام السماوية. هذه الأشعة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وباستخدام أجهزة خاصة تمكن الإنسان من الرؤية في الظلام الدامس باستخدام هذه الأشعة. - الموجات المايكروية (أشعة المايكروويف) وهي موجات راديوية كهرومغناطيسية ذات طول موجي قصير نسبيا تأتي بالترتيب بعد الأشعة تحت الحمراء في الطيف الكهرومغناطيسي لها تطبيقات عديدة منها أفران المايكروويف المستخدمة في المطاعم والبيوت كما أن للموجات المايكروية تطبيقات عديدة في أنظمة الاتصالات ونقل المعلومات وأجهزة الاستشعار عن بعد وأجهزة الرادار الموجات الراديوية الإذاعية والرادارية وتشمل طيفاً متنوعاً من تقسيمات الأمواج الكهرومغناطيسية التي ينتجها الإنسان كالأمواج الإذاعية التلفزيونية والبث الإذاعي وأنظمة الاتصالات وأنظمة الرادار. أبراج التوتر العالي التي تنقل الطاقة الكهروضوئية من محطات التوليد أو التقوية إلى مختلف المدن والقطاعات التي تحتاج إلى هذه الطاقة. أما الأجهزة الإلكترونية فهي كل الأجهزة التي يستخدمها الأشخاص وتؤدي له خدمة الاستقبال والمشاهدة والتحدث والاستماع إلى المعلومات والأخبار وتخزينها وتنظيمها وطباعتها. وهي هنا تشمل أجهزة المذياع (الراديو) والتلفاز والهاتف وأجهزة الاتصال الأخرى والرادارات وأجهزة الطباعة والحاسوب بأنواعه الثابت والمحمول والساعات والنظارات الإلكترونية وكذلك أجهزة التصوير وشبكات تلك الأجهزة وأبراجها سواء داخل الدولة أو خارج الدولة برا وبحرا وجوا. تعتبر أجهزة اللاسلكي والراديو من أقدم الأجهزة التي اخترعت حيث بدأ العمل على اختراع هذه الأجهزة منذ العام 1880 وتم تطويرها عبر الزمن وبث أول برنامج الأخبار الإذاعية المعروفة في 31 أغسطس 1920 من قبل محطة 8MK، في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان. في عام 1928 قدم فيلو فارنسورث العرض العام الأول للتلفزيون الإلكتروني البحت. خلال ثلاثينات القرن الماضي بدأت العديد من البلدان البث، وبعد الحرب العالمية انتشرت ملايين من أجهزة الاستقبال، في نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الحين، كانت الإلكترونيات جزءاً تاما في أجهزة التلفزيون. تم تطوير أول أجهزة الكمبيوتر الإلكترونية في منتصف القرن 20 (1940-1945).وكانت هذه بحجم غرفة كبيرة، وتستهلك الكثير من الطاقة تعادل مئات من الحواسيب الشخصية الحديثة (أجهزة الكمبيوتر).الهاتف هو وسيلة الاتصال بين الأفراد والدول والتي يعتمد على ذبذبات اللاسلكي أو الموجات الصغرى (Microwaves) اخترعه العالم الاسكتلندي المولد الكسندر جراهام بل في مارس/ آذار 1876 والذي كان مدرسا للصم، وهو أول شخص حصل على براءة اختراع لهذا الجهاز. أما عن الهواتف النقالة أو الجوالة والتي عرفتها الأجيال في القرن الماضي والحاضر فكان اختراعها وتطورها على نمطين منها ما يستخدم في السيارات (الشرطة والتاكسي والقطارات وما شابهها) ومنها الشخصية والتي بدأ بانتاجها بعد اختراعها وتصميمها من قبل المهندسين دوغلاس رنغ ودبليو يونغ اللذين كانان يعملان في مختبرات شركة بل عام 1947 وفي الثالث من إبريل/ نيسان من عام 1973 استطاع مدير شركة موتوريلا مارتين كوبر من إجراء مكالمة بالهاتف النقال مع الدكتور جويل أنجل الذي احتل مركز رئيس أبحاث مختبرات شركة بيل وعندها بدأ عصر الهاتف النقال. د. داود حسن كاظم خبير بيئي وزراعي daoudkadhim@rewaqousha.net