×
محافظة المنطقة الشرقية

«أمانة الطائف» تزيل البسطات العشوائية بسوق الخضار المركزية

صورة الخبر

أي سلوك يتعلق بنظافة وحماية وصحة البيئة، هو بالضرورة سلوك مدني حضاري ينبغي ألا يتوقف الجهد فيه على الجهات المسؤولة وإنما يعمل فيه كل أفراد المجتمع بصورة تلقائية احتراما للمكان الذي يعيشون فيه، ولو أن كل أحد نظّف أمام بيته لأصبح العالم كله نظيفا، وهي نظافة مستحقة يفترض أنها ضمن السلوكيات الروتينية للفرد في منزله والحي الذي يعيش فيه امتدادا الى المدينة، لأنه حين يصبح سلوكا جماعيا فإن المؤكد هو إصحاح بيئي شامل. لا تحتاج البيئة الى ذلك الوعي العميق، وإنما القليل من إدراك أهمية النظافة والحرص عليها والاستنفار الشبابي التطوعي لمعالجة أي مظاهر أو ظواهر سلبية فيما يتعلق بها في الأحياء التي يعيشون فيها كفيل بأن يجعل كل حي نظيفا، فيما تبقى جهود الجهات المعنية في الأمانات والبلديات لوجستية تتكامل مع المجتمع من أجل بيئة سليمة ونظيفة وصحية، ولكن يبدو أن الراجح أن هناك اتكالية في إسناد كل أعمال النظافة للآخرين، ذلك يسقط قيمة مهمة في سلوكياتنا الذاتية وهي غياب النظافة، فلا أحد يحرص على نظافة واجهة المنازل أو الحي وربما يتعامل مع النفايات بإهمال برميها الى جانب الحاويات وليس داخلها اعتقادا بأن هناك من يأتي لأخذها. من المهم أن نتعامل مع البيئة باحترام لأننا في مرحلة من مراحل التجاهل المزمن للنظافة لا بد أن ندفع الثمن في حزمة ملوثات بيئية تضر بالصحة وخاصة الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، كما أن ذلك يقدم عنا صورة بائسة في عدم عنايتنا بالنظافة وإن وجدت الآليات والعمال الذين يعملون من أجلها، لأن الدور المجتمعي غائب وذلك يمكن ملاحظته لمجتمعات أخرى تمارس دورا سلوكيا مباشرا في نظافة بيئتها، وعلى سبيل المثال، معاناة أهالي جدة من ازدياد التلوث والإشارات الى أنها احتلت مرتبة متقدمة كإحدى المدن الأكثر تلوثا بالصرف الصحي، ورغم أن ذلك يتجه مباشرة بالمسؤولية الى الأمانات والبلديات إلا أن شباب وشابات جدة معنيون بالنهوض بأعمالهم التطوعية من أجل المحافظة على نظافة بيئة مدينتهم التي يطلق عليها عروس البحر الأحمر، وعدم السماح بأن تنهار بيئتها الى هذا المستوى المتردّي بيئيا باعتبارها مدينة سياحية وتجارية ويزورها كثير من العالمين، ما تسوء معه الصورة النهائية لمدينتهم الجميلة، وحين يباشرون في أدوار تطوعية لنظافة البيئة فلا بد أن يتعاملوا مع أي قصور أو تقصير للجهات المسؤولة ويجعلها تواكب طموحات الأهالي والمجتمع المحلي في المدينة من أجل تصحيح الصورة المقلوبة للعروس الملوثة بيئيا.