قال لـ "الاقتصادية" الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، إن على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو هيئة التحقيق والادعاء العام، رفع دعاوى ضد كل من يستهزئ بتعاليم الدين الإسلامي أو سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم في المحاكم، التي عليها أن تتحقق من صحة هذه الدعاوى. وأكد الشيخ المنيع أن الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بسنّته يعتبر نوعاً من الكفر بالله، فالله سبحانه وتعالى ذكر حينما تكلم المنافقون في بعض أصحاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؛ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين". جانب من تغريدات سعاد الشمري. يأتي ذلك وسط تفاعل عدد من المغردين في "تويتر" بما يطرح في الموقع الاجتماعي، ومطالبات بمحاسبة المشككين والمستهزئين بتعاليم الدين الإسلامي. ولعل ما كتبته الناشطة سعاد الشمري في تغريدة لها على حسابها في موقع "تويتر" أثار الرأي العام حينما قالت: "من أغبى الأقوال إن تربية اللحى مخالفة للمشركين، مشركو الماضي والحاضر، اليهود والكهنوت، الشيوعيون والماركسيون بلحى، أبو جهل لحيته أطول من لحية الرسول"، مطالبين بمحاسبتها. وحول هذا الموضوع قال عضو هيئة كبار العلماء: "إن الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم خبث وكفر وشر مما قاله المنافقون في عهد رسول الله، وينبغي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو هيئة التحقيق والادعاء العام أن يقيموا دعوى عليها ويصدر عليها من الحكم ما تستحقه، حيث تقام الدعوى والقاضي ينظر للدعوى ويتحقق مما نسب إليها، وإذا تبين له ذلك حكم بما يراه مناسبا". وأوضح الشيخ المنيع أن مثل هذه القضايا لا بد من وجود مدعٍ ومدعى عليه، حيث يأتي الادعاء العام ويقيم الدعوة عليها وهي تدافع عن نفسها، فإن دافعت عن نفسها بما يبطل الدعوى فلا شيء عليها، وإن ثبت عليها ما ثبت فعلى القاضي أن يحكم بما يراه رادعاً وزاجراً. ودعا الكتاب وأصحاب الفكر والمغردون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقوى الله والإيمان بالله، وعدم التدخل فيما لا يعنيهم وبما لا يعرفونه. وكان عدد من المشايخ والمغردين في "تويتر" شنوا حملة ضد ما ذكرت الناشطة سعاد الشمري، حيث قال الشيخ سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الاستهزاء بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم كفر بواح، مشيراً إلى إن كان المستهزئ جاهلاً نبيّن له ليتوب، فإن أبى فقد قال الله تعالى: "وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً". وأوضح الشيخ محمد النجيمي أستاذ المعهد العالي للقضاء والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة، أن ما نسب إلى سعاد الشمري من قولها "من أغبى الأقوال إن تربية اللحية مخالفة للمشرك" إن كان قولها عن علمٍ فهو "ردة" يجب استتابتها من الجهات المختصة، فإن تابت في المدة المحددة شرعاً وإلا أقيم عليها حد الردة، وإن كانت جاهلة فتعلم، فإن أعلنت رجوعها عما قالت وإلا فتتأكد ردتها.