حالة فنية خاصة حققتها الفنانة المصرية ميّ القاضي خلال الأشهر الأخيرة، فبعد النجاح الذي حققه مسلسلها أريد رجلًا رفقة الفنانين إياد نصار، وظافر العابدين، وحازم سمير ومريم حسن والراحلة ميرنا المهندس، بدأ أخيرًا عرض أولى تجاربها مع الدراما العربية الطويلة مسلسل سمرا رفقة الفنانين نادين نجيم وأحمد فهمي، وإلى جانب ذلك تشارك في بطولة مسلسل شقة فيصل المقرر عرضه خلال رمضان. حول هذه الأعمال كان لـالبيان حديثاً مع الفنانة المصرية، استهلته بمناقشة مسلسلها أريد رجلًا المستمدة أحداثه من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة نور عبدالمجيد.. وقالت: في البداية كنت معجبة للغاية بالمسلسل ككل وليس بدوري فقط، لأن العمل يناقش ويسلط تركيزه على المشاكل وهموم المرأة العربية وليست المصرية فقط، لا سيما المشكلة التي كنتُ أعاني منها طوال أحداث العمل.. فبالفعل أغلبية النساء في المجتمعات العربية تعيش وتشعر بأنها مضطهدة وليست إلا عضوًا غير ذي أهمية داخل مجتمع ذكوري ينصف الرجل في كل شيء ويذبح المرأة إذا ارتكبت أي خطأ، في حين أن حجم الخطأ نفسه إذا ارتكبه الرجل يمر الأمر بسلام وكأن شيئًا لم يكن، فأبسط الغلطات للمرأة تتضخم وتتحول إلى كوارث. وتوضح ميّ: المسلسل ليس كما يتهمه البعض بأنه محاب للمرأة ويظهرها دائمًا في شكل ضحية أخطاء الرجل، فالعمل قدم النماذج المختلفة للرجل والمرأة المتواجدين في المجتمعات العربية حاليًا، ونجده أنصف المرأة في بعض القصص التي تناولها، لكن على الجانب الآخر أنصف الرجل في أخرى، وأظهر أن المرأة هي من تسببت في فشل العلاقة بينهما وعدم سريانها في مجراها الطبيعي السليم.. وهذا ما شاهدناه في القصة التي جسدها ظافر العابدين وسهر الصايغ، وحتى قصة إياد نصار ومريم حسن، فالاثنان- وفقًا للحدث- أنهيا علاقتهما بهذا الشكل، فقط القصة، التي جسدتُها مع حازم سمير هي التي أظهرت أن الرجل هو الذي أفشل هذه العلاقة، وهذا ما أردنا أن نظهره؛ فليس الرجل وحده الممتلئ بالعيوب، بل المرأة أيضًا. سمرا على جانب آخر، جسدت ميّ في مسلسل سمرا شخصية امرأة تحب زوجها للغاية، لكن الأمور تتحول إلى الأسوأ بعد وقوع زوجها في حب امرأة أخرى، وما إن كانت ستتقبل وضع الزوجة، التي تقاسمها امرأة أخرى في زوجها، وأن تتقبل وضع الزوجة الثانية، تقول: مستحيل بالطبع أن أضع نفسي في هذا الموقف، فأنا أرفض أن يشاركني أي أحد في شيء أمتلكه؛ فما بالك إذا كان زوجي! وكذلك أرفض الارتباط برجل متزوج من البداية، فالأمر بالنسبة إليّ مثل رجل يعجب بسيدة متزوجة. الدراما العربية وحول تجربتها الأولى بالدراما العربية والتجارب التي انتشرت في الفترة الأخيرة تجمع بين ممثلين من جنسيات عربية مختلفة، تشير ميّ إلى أن المشاركة في الدراما العربية والتبادل الذي أصبح يحدث في أكثر من تجربة خلال الفترة الأخيرة من خلال الاستعانة بممثلين مصريين، للمشاركة في بطولة أعمال درامية عربية، كما يحدث في مصر، ويتم الاستعانة بممثلين من جميع الدول العربية، شيء جيد للغاية، ويحسب لصُنّاعه هذا الأمر؛ لأنه يساعد في توحيد سوق الدراما العربية وتوسعته، فبدلًا من استهداف الجمهور المصري مثلًا بعمل ما، تجد أن تواجد فنانين من جنسيات مختلفة عربية يجعل أغلبية الشعوب العربية تحرص على مشاهدة هذه الأعمال. وتتابع ميّ: أظن أن الأمر أيضًا في صالح الدراما المصرية بشكل أكبر، لأنني بمشاركتي في هذا العمل اكتشفت أن الجمهور العربي أصبح غير شغوف بالأعمال الفنية المصرية مثل السابق، فقديمًا كان يحرص على مشاهدة إنتاجات السينما والدراما في مصر ويعرفون جميع الممثلين وصناع تلك الأعمال، أما الآن فالموقف اختلف للغاية، لهذا تواجد ومشاركة الممثلين المصريين في أعمال درامية عربية قد يساعد في إعادة هذا الشغف مجددًا، ويحقق الريادة السابقة. عمل واحد الفنانة المصرية تقدم عملًا وحيدًا في الدراما الرمضانية المقبلة، بخلاف الكثير من الفنانات في مثل سنها اللاتي يحرصن على المشاركة في أكثر من عمل درامي، بالأخص خلال هذا الموسم، وتبرر هذا ميّ بقولها: من البداية كنت أنتوي عدم تقديم أية أعمال للموسم الرمضاني المقبل، بسبب المجهود، الذي بذلته في تصوير أريد رجلًا، ومن بعده سمرا، الذي لم أنتهِ من تصويره سوى خلال فبراير الماضي، والاثنان من نوعية الدراما الطويلة 60 حلقة وتقريبًا استنفذت تمامًا في تصوير العملين. شقة فيصل تقول ميّ القاضي، إن معظم ما عرض عليّ لرمضان المقبل لم يكن بالمستوى الذي أبحث عنه، حتى عرض علي مسلسل شقة فيصل وأعجبني للغاية اختلاف الدور، الذي عرض عليّ، وهو ما حمسني للموافقة عليه، حيث أجسد للمرة الأولى تقريبًا شخصية فتاة، تعمل في مهنة الصحافة نشأت في حارة شعبية مصرية بسيطة، وهو ما أكسب شخصيتها الجدعنة والطيبة المعروفة عن فتيات هذه المناطق، وهي شخصية كنتُ أتمنى تقديمها في أقرب فرصة، وحقق لي شقة فيصل ذلك.