مع بدء العد التنازلي لقدوم شهر رمضان الكريم، بدأت الخيام الرمضانية، والتي يقدم من خلالها وجبات الإفطار للصائمين، تضع أوتادها في عدد من الأحياء السكنية بمدينة العين، حيث تحول ذلك إلى ظاهرة مألوفة اعتادها الأهالي، لتتهافت عليها أصحاب الأيادي البيضاء لتقديم ما تجود به نفوسهم لعباد الرحمن من الصائمين، ففي هذا الإطار بدأ مكتب هيئة الهلال الأحمر بمدينة العين، تحديد مواقع إنشاء الخيام وتقدير استيعاب كل خيمة بحسب الإقبال المتوقع في كل منطقة، حيث تصل الخيام الرمضانية التابعة للهلال الأحمر بالعين لنحو 30 خيمة. ويكثف الهلال الأحمر بمدينة العين جهوده قبيل موسم شهر رمضان المبارك لتفعيل المبادرات والمشاريع الخيرية والتي من أبرزها مشروع إفطار صائم الذي يتم تنفيذه سنوياً خلال الشهر الفضيل من خلال نشر موائد الرحمن في عدد كبير من المناطق التي يتم تحديدها، بعد دراسة للموقع من حيث عدد الساكنين في المنطقة من عمال أو عزاب أو غير ذلك من الفئات التي تندرج ضمن قائمة ذوي الدخل المحدود. ومن الأمور التي تبرز معها سماحة الدين الإسلامي وحرص أبناء المجتمع على التقيد بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة المعتدلة والاقتداء بسنّة النبي محمد ، عليه الصلاة والسلام، أن موائد الرحمن تشرّع أبوابها لجميع فئات المجتمع من مسلمين وغيرهم وهو ما يمكن ملاحظته عند زيارة تلك المواقع ، حيث تبرز الصورة الحضارية للمجتمع المحلي الذي يحتضن جميع تلك الفئات على أرضه، ويجد من تلك الممارسات فرصة للتعريف بسماحة الدين الإسلامي. ولم يعد تجهيز موائد الرحمن مقتصراً على الجهات الخيرية بل امتدت تلك الظاهرة الإنسانية والتي سنّها في الدولة زايد الخير، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي امتدت موائده داخل الدولة وخارجها، وتواصلت وتناقلتها الأجيال حتى باتت ظاهرة مألوفة ومصاحبة للشهر الفضيل، كما شهدت تلك الخيام خلال السنوات الماضية إقبالاً كبيراً ليس فقط من قبل ذوي الدخل المحدود والفقراء والمساكين، بل اجتذبت أيضاً العزاب وأصحاب بعض المهن ممن تقتضي ظروف عملهم التواجد خارج مساكنهم أوقات أذان المغرب ليتسنى لهم العودة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار إلى مقار عملهم. وبات من النادر أن تخلو منطقة في مدينة العين وضواحيها من وجود مائدة رحمن وهو ما يعكس طبيعة المجتمع المحلي وحرصه على التسابق في ميدان الخير ومد يد العون للآخرين ومساعدة المحتاجين حيث يقتنص الخيرين من أبناء الإمارات شهر رمضان الكريم لاقتناص الأجر من خلال استقبال الصائمين، ومن الأمور التي تجدر الإشارة لها، وقوف بعض المواطنين في الخيام للعمل على تقديم الأطعمة بمختلف أنواعها للصائمين بأنفسهم. ومن الأمور التي ساهمت في ارتفاع معدلات الإقبال على موائد الرحمن خاصة التابعة منها لهيئة الهلال الأحمر، المساحات الكبيرة التي توفرها داخل الخيام وما يصاحبه من إمكانية زيادة أعداد الصائمين، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات جودة المواد الغذائية واحتوائها على جميع العناصر الغذائية اللازمة للصائم ، حيث تضمن الوجبات المعدّة للصائمين خلال الأعوام الماضية وجبة مشبعة من الأرز واللحوم البيضاء أو الحمراء و السلطة واللبن والتمر والماء والعصير إلى جانب تقديم نوع من أنواع الفواكه.