×
محافظة المنطقة الشرقية

محمد جلفار: حريصون على الارتقاء بكرة اليد

صورة الخبر

هزت جريمة التوأم أركان المجتمع السعودي بعد أن قتلا والدتهما طعناً، وأعتديا على والدهما وشقيقهما سليمان، إذ يرقدان في العناية المركزة بأحد مستشفيات العاصمة.. هذا العمل الإرهابي الذي لا يقره دين ولا عقل، جاء نتيجة اعتناقهما الفكر التكفيري الضال بحسب بيان وزارة الداخلية، ومهما كُتب عنهما من عبارات لا يمكن أن يصف فداحة. الخياط: لابد من إجراءات قوية لحجب المواقع الإرهابية وأثبت المجرمان بأن الدين الإسلامي بريء من امثالهما، فالوالدان مكانتهما عظيمة كونهما سبب وجود الإنسان، وفي مواضع عدة في القرآن الكريم والسنة النبوية ورد فضلهما ووجوب برهما والتحذير من عقوقهما، فكيف هو حال من يقتل اي منهما؟.  د. فؤاد بدر: جريمة بشعة لا يقبلها عقل.. والأفكار المتطرفة دخيلة على مجتمعنا   قال الله تعالى في سورة العنكبوت: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً)، وفي سورة لقمان قال تعالى: (ووَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، وفي سورة الاسراء: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ).    هذا ما امرنا به الله عز وجل في كتابه تجاه الوالدين، فبأي حق يكافأ الوالدان بالقتل؟، ماحدث في حي الحمراء بالرياض جريمة يحتاج الذهن إلى وقت طويل حتى يستوعبها، لكنها في ذات الوقت تكشف للجميع مدى الضلال الذي يعيشه كل من ينتمي إلى هذا الفكر الضال.  د. اللهيبي: رقابة أولياء الأمور مطلوبة الرياض تواصل اللقاء مع المختصين   قال الخبير في التحليل الاجتماعي والصحي والسياسي جمعة الخياط: حوادث القتل الاخيرة للمنتمين للفكر الضال الداعشي نعتبرها بسبب ضعف الوازع الديني لديهم، وتعاطي المخدرات.. وقال: رغم شناعتها واستنكارنا الشديد لها إلا انها ليست شائعة - ولله الحمد.. ويقول الخياط: قد نرى أن هناك أسبابا عديدة خلف ذلك، أولها التهاء الوالدين عن ابنائهم فيجد الابن فراغاً لديه يتعرف على أصدقاء السوء، أو قد يكون احد الاسباب الحالات المرضية النفسية، أو مشاهدة قنوات الفئة الضالة ووسائل تواصلهم الاجتماعية، وخاصة على اليوتيوب.. وأضاف السبب هو الجهل الذي يصيب هؤلاء الفتية اليانعين والقابلين للتشكل عقلياً حسب من يؤثر في عقليتهم فينسيهم انسانيتهم فيصبحون بلا احاسيس ولا مشاعر انسانية.. وقال: ننصح الوالدين بالانتباه لابنائهم ومتابعة تحركات ابنائهم وافكارهم من الوقوع في الفكر الضال الذي يستهدف مستقبل صغارنا أيضا نسألكم فما أنتم متفاعلون في كف اجنحة هؤلاء الضالين التي تصنع القتلة والسفاحين بحجب مواقعهم كافة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وباستطاعتهم فعل ذلك ولهم الحق القانوني والشرعي لدرء المفسدة عن الناس وعن المجتمع.    الافكار المتطرفة دخيلة على مجتمعنا وقال استاذ الإدارة والتسويق الرياضي المشارك بقسم التربية الرياضية بجامعة الطائف الدكتور فؤاد بدر: لم اطلع على تفاصيل الجريمة الا من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، وبالتحديد رسائل الواتس اب، لكن من المؤسف ان نتفاجأ بحدوث مثل هذه الجريمة البشعة التي لا يتقبلها عقل الصغير قبل الكبير، خاصة ونحن في شهر الرحمة والمغفرة والتسامح، هذه الافكار المتطرفة دخيلة على مجتمعنا المحافظ والمتماسك، وتتنافى مع ديننا الذي هو دين التيسير والبساطة، وديننا سهل ليس للتشدد والفكر المتطرف مكان فيه.  الفكر الضال أصبح خطره أكبر من المخدرات  وقال عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله اللهيبي: اي شخص يقوم بهذا العمل بالتأكيد أنه ليس في كامل وعيه، هناك قوة خارجية مسيطرة عليه، لا نقبل بشخص يقتل آخر فما بالك بأمه وابيه وشقيقه، هذا بلا شك مسيطر عليه إما بالمخدرات أو غيرها، هذا الفكر الضال أصبح خطره أكبر من المخدرات، فالمدمن قد يخاف في لحظة لكن معتنق الفكر التكفيري لا يخاف ابداً، للأسف اصبح عقله ليس معه، ويدار من الخارج، يتلقى الأوامر وينفذها دون ان يفكر في العواقب او في صحتها، مثل الريموت يحركه ضغطة زر، هذه القضية تطرق الكثير لها، وسأتناولها من زاوية اخرى، التعامل الأمثل مع مثل هؤلاء الأبناء الذين ظهر عليهم الفكر التكفيري يكون بتنسيق بين البيت والمدرسة ولجنة معتبرة من هيئة كبار العلماء تضم مشايخ لهم قيمتهم، يكون دورها مثل لجان الإصلاح الموجودة في محاكمنا ولجنة اصلاح ذات البين كمثال، عندما يلاحظ البيت او المدرسة اي سلوك على الابن يتواصلون مع هذه اللجنة وتحول لهم الحالة، ويدرسونها في محاولة لتدارك الأمر قبل أن يتفاقم، برأيي أن هذه اللجنة لو فُعلت سيكون مردودها قويا جداً، ليس في تخفيف هذا الفكر الضال وتقليله بل إزالته تماماً.   وأضاف في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي والتي اعتبرها وسائل التفرقة، من السهل الوصول إلى فكر الأطفال لاسيما وأن الرقابة محدودة جداً من أولياء الأمور، لا نريد أن يقع الحدث ثم نحاول اللحاق به، نريد أن نقضي عليه، ولي الأمر هو المراقب الأول لابنه، عليه أن يلاحظ وجوده في المسجد، ويعرف من هم زملاؤه، لا يترك ابنه يغيب عن نظره، يعزم زملاءه في المنزل لديه، يجلس معهم ولو لدقائق حتى يعرف تفكيرهم وتوجههم، يعطي ابنه الثقة لكن بحدود ودون غياب للرقابة.   واستطرد المراهقون لدينا بين المطرقة والسندان، اما مخدرات او فكر تكفيري، للأسف اينما يذهبون للتنزه والترفيه يتفاجأون بأنه للعائلات فقط، لابد أن نوجد لهم متنفسا أكبر، بإيجاد اماكن ترفيهية تحتويهم بالإضافة إلى الأندية الرياضية. جمعة خياط الدكتور عبدالله اللهيبي