< دافع الرئيس المصري عن قراره توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، والذي انتقلت بموجبه تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى المملكة، مؤكداً أن حكومته «لا يمكن أن تفرط في ذرة من تراب الوطن»، تعليقاً على حكم القضاء الإداري ببطلان الاتفاق الموقع في نيسان (أبريل) الماضي. وقال السيسي في كلمة ألقاها أمس عبر التلفزيون الرسمي لمناسبة الذكرى الثالثة للتظاهرات التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي، إن «ثورة 30 يونيو استعاد بها الشعب المصري هويته وصوّب بها مساره ليثبت للعالم أجمع أن إرادته لا يمكن كسرها أو كبحها، وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة في حياة أفضل ومستقبل مُشرق لأبنائه». وأضاف أن «ثورة 30 يونيو جسدت معاني وقيماً عدة أهمها إصرار الشعب المصري على تحقيق أهدافه ورسوخ عزيمته على صون عزته وكرامته وقدرته على تجاوز ما يتعرض له من تحديات وصعوبات لم يكن من الممكن التغلب عليها إلا بوحدة الشعب واصطفافه الوطني، وأكدت عدم إمكان فرض الأمر الواقع على الشعب، وأن من يتخيل نجاحه في تحقيق ذلك يكون واهماً، فإرادة الشعب المصري أصبحت هي القوة المحركة التي تحدد مصير الوطن». وأكد أن حكومته «تسابق الزمن من أجل تحقيق الإنجازات التي طال انتظارها»، لافتاً إلى «تدشين مشاريع قومية في مختلف المجالات والقطاعات خلال العامين الماضيين، إضافة إلى تعبئة جهود الدولة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين». وأوضح أنه حرص «منذ تولي المسؤولية على الإطلاع شخصياً على التحديات والصعوبات التي تواجه تطوير وتحديث كل قطاع من قطاعات الدولة بهدف الارتقاء بما يتم تقديمه للمواطنين من خدمات»، مشيراً إلى أن «حجم التحدي كبير، وعلينا بذل جهود مضاعفة من أجل تعويض ما ضاع من وقت خلال السنوات الماضية، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن». وحيا «الشعب المصري وقواته المسلحة والشرطة الذين يجابهون سوياً الإرهاب الأسود الذي يحاول الوقوف أمام إرادة المصريين وآمالهم وتطلعاتهم»، لافتاً إلى أن «خطر الإرهاب بات يهدد جميع الدول والشعوب وأضحى لا يعرف حدوداً ولا أدياناً، ما يتطلب تضافر الجهود الدولية لمواجهته القضاء عليه». وشهدت شوارع القاهرة هدوءاً ميدانياً أمس ولم تُرصد تظاهرات لأنصار جماعة «الإخوان المسلمين» ومرسي في الذكرى الثالثة لعزله. واستنفرت قوات الأمن في الميادين الكبرى، فتراصت الآليات الأمنية فيها، خشية حدوث أي تجمعات مفاجأة، خصوصاً ميدان التحرير في قلب القاهرة. وأغلقت السلطات محطة مترو السادات في التحرير «بناء على طلب من الجهات الأمنية». وكان السيسي شهد مساء أول من أمس «إفطار الأسرة المصرية» في حضور رئيس الوزراء شريف اسماعيل وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب. وألقى كلمة تناول فيها الحكم بإبطال اتفاق ترسيم الحدود بين مصر والسعودية الذي استأنفته الحكومة أمام المحكمة الإدارية العليا. وقال إنه «حريص على ترسيخ دولة المؤسسات، وأحكام القضاء ملزمة للسلطة التنفيذية»، لكنه طلب من الحكومة «مزيداً من الإيضاح للناس في ما يخص هذه الاتفاقية، وعلى الإعلام عرض كل الوثائق والأسانيد عن الجزيرتين». واعتبر أنه «لا يليق بأحد أن يفكر بأننا يمكن أن نفرط في ذرة من تراب الوطن. يجب أن نعرض الأسانيد التي تثبت كلامنا لأن الموضوع حساس، وكل التقدير للشعب المصري وحرصه على أرضه». وأكد أن «الحكومة لا تملك شيئاً لتخفيه في هذا الأمر، وكل ما في حوزتها ستقدمه». وتطرق السيسي في كلمته إلى أزمة تسريب اختبارات الثانوية العامة. وقال إن «الواقع الذي حدث مؤلم»، وتعهد عدم تكرار الأمر. وتظاهر خلال الأيام الماضية طلاب الثانوية العامة في وسط القاهرة احتجاجاً على قرار الوزارة إلغاء امتحانات وإعادتها في وقت لاحق وإرجاء امتحانات بسبب ظاهرة التسريب التي سيطرت على الامتحانات هذا العام، والتي تحقق فيها نيابة أمن الدولة العليا. وأقر السيسي بأن «موضوع التسريبات كان محل غضب لكثير من الأسر المصرية»، لافتاً إلى أن «تسريب الامتحانات تم في السابق في شكل أو آخر». وأوضح أن «الحكومة كانت حريصة على ألا يتم هذا الأمر، وتمت مناقشته في مجلس الدفاع الوطني بوضوح للتأكد من منع التسريب، لكن الواقع الذي حدث مؤلم». وتعهد عدم تكرار الأمر العام المقبل. وأشار إلى أن «إرجاء الامتحانات هدفه تكافؤ الفرص والعدالة».