×
محافظة المنطقة الشرقية

هل تُغني مواقع التواصل الاجتماعي عن الصحف؟

صورة الخبر

تمكنت برامج الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً من إحداث تغيير كبير في حياة وسلوك العديد من أبناء القرى والهجر، خاصة القاطنين منهم في مناطق نائية في "المملكة"، وذلك بعد أن كانت الحياة بالنسبة لهم عبارة عن روتين يومي يتسم بالبساطة بعيداً عن مواكبة المجتمع وضجيجه وكل ما يحدث فيه من أحداث، خاصة تلك الأحداث والأخبار المتجددة على مدار الساعة لحظة بلحظة، كما هو الحال في الوقت الراهن. واعتمد أولئك الأفراد قبل نهضة وانتشار الإعلام الجديد اعتماداً كلياً على الراديو والتلفاز فقط كمصادر للأخبار ومتابعة الأحداث على الساحتين المحلية والدولية، وذلك إلى أن بدأت ثورة "الإنترنت" ونشأت المنتديات والصحف الإلكترونية محدثةً بذلك تغييراً جذرياً لا يقارن بما كان عليه الحال في السابق، الأمر الذي مكنهم من التواصل والمشاركة في المحتوى والتعليق على الأحداث، بل إضافة وإبداء الرأي وصناعة الحدث عبر ما تحت أيديهم من برامج للتواصل الاجتماعي مكنتهم من التواصل مع الغير. نقلة نوعية وقال المواطن "مقعد بن مناجى المغيري" :"أصبحنا في القرى مواكبين لما يحدث في المدن الكبرى وفي مختلف مناطق المملكة من أخبار على صعيد الشأن المحلي، كما أننا بتنا نتفاعل معها بشكل أسرع وأسهل عن ذي قبل، وذلك عبر برامج التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيس بوك"، مضيفاً أن ذلك أدى إلى تحسين أساليب وطرق الكتابة إملائياً ونحوياً لدى العديد من أهالي القرى والهجر في "المملكة"، مشيراً إلى أن المواطن أصبح يقرأ "التغريدات" بصورة مستمرة ويتفاعل معها ويشارك برأيه وتعليقاته حول ما يطرح عبرها. وأضاف أن ذلك أحدث لدى المواطن في العديد من القرى والهجر نقلة نوعية على صعيد تحسين جودة الحوار وإبداء الرأي والتفاعل مع الأحداث المحلية بشكل عام، لافتاً إلى أن برامج التواصل الاجتماعي فتحت باباً للتعارف وتكوين العلاقات الاجتماعية على الصعيد الشخصي، إلى جانب المشاركة في خدمة ودعم العديد من قضايا المجتمع والنهوض بها، وكذلك المساهمة في إيجاد الحلول التي تخدم الصالح العام. لقاءات دورية وأشار المواطن "شويمي بن شامان العصيمي" إلى أن الأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في خدمة أهالي القرى والهجر في مختلف مناطق "المملكة"، موضحاً أن ذلك بدأ يظهر بشكل جلي عبر الإفادة من برامج الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي في زيادة التواصل بين أفراد العائلة أو القبيلة الواحدة، مؤكداً على أن ذلك أدى إلى لم شمل العديد من الأفراد، إلى جانب التذكير بمواعيد بعض المناسبات واللقاءات الدورية. وأوضح أن ذلك أدى أيضاً إلى الإفادة من تلك البرامج والمواقع في التنبيه ببعض المستجدات التي تحدث على الصعيد العائلي، ومن ذلك نشر أخبار الوفيات أو المناسبات السعيدة، الأمر الذي جعل الرسالة تصل إلى أكبر قدر ممكن من المستخدمين، مبيناً أن برامج التواصل الاجتماعي، مثل "توتير" و"فيس بوك"، أصبحت الوسيلة المفضلة لدى العديد من أبناء القرى والهجر في هذا الشأن؛ وذلك لسهولة استخدامها، إلى جانب إمكانية الإفادة منها في عرض مقتنيات الأسر المنتجة، وكذلك عروض بيع الإبل وغيرها من المواشي دون الحاجة للبحث عنها على أرض الواقع، إذ أن ذلك ربما امتد لفترات طويلة، إضافة إلى أنها تعد بديلاً جيداً عن التواصل عبر إجراء المكالمات الهاتفية. سلاح ذو حدين ولفت "د.سعود بن صالح كاتب" -مدير عام الإعلام الخارجي بمنطقة مكة المكرمة، وأستاذ تكنولوجيا الإعلام، وباحث في الإعلام الجديد- إلى أن الانفتاح على المدن والانفتاح العالمي يعد سلاحاً ذا حدين، خاصة في القرى والهجر، موضحاً أن ذلك معروف لدى الجميع، بيد أن المهم والمطلوب وما يتمناه هنا هو بيان كيفية التركيز على الاستخدام الايجابي عبر تطوير مهارات الاتصال والقدرة على التفكير، إلى جانب توضيح مساوئ الاستخدام السلبي للتكنولوجيا بصورة عامة ومدى خطورتها على المجتمع، خاصة لدى المراهقين والمراهقات عبر الاطلاع على معلومات قد تنتهك خصوصياتهم، أو غير ذلك من الاستخدامات السلبية الأخرى. وبين أن برامج الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في خدمة أهالي القرى والهجر بعد أن اكتملت التغطية الجغرافية لشبكة الإنترنت، مشيراً إلى أنها عززت فيهم مع استمرار ممارستهم لها جوانب المشاركة والتعبير عن الرأي ولغة وآداب الحوار بشكل تفاعلي، إلى جانب تنمية ثقافة التسامح وقبول الرأي الآخر، وكذلك كسر حاجز الرهبة لدى البعض، مؤكداً على أن الإعلام الجديد ممثلاً ببرامج التواصل الاجتماعي يتطور تطوراً مذهلاً وسريعاً بمزاياه المتعددة وجاذبيته. اتجاهات مستقبلية وأضاف "د.كاتب" أن الإعلام الجديد أصبح جزءاً من حياتنا جميعاً، كما أننا بدأنا نشهد الاتجاهات المستقبلية له المتميزة بسهولة الاستخدام بشكل أكبر مما سبقها، ومن ذلك حالياً نظارة "قوقل" والساعات، إلى جانب ما هو متوقع منها أن يظهر في المستقبل، ومن ذلك الملابس الذكية، لافتاً إلى أن كل هذه التقنيات -بلا شك- سيكون لها الأثر الكبير على الإعلام التقليدي وتراجعه بصورة أكبر مع استمرار التقدم والتطور اللا محدود للإعلام الجديد. ثورة اتصالية رابعة وأشار "د.عاطف بن عبدالله نصيف" -وكيل كلية الاتصال والإعلام للتطوير بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة- إلى أنه لم يكن يخطر على بال القائمين على الإعلام الجديد وبرامجه، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، من الفنيين أو الممارسين أو حتى الأكاديميين أن تتغير معايير ونظريات ومفاهيم الاتصال الجماهيري بالسرعة والطريقة والآثار التي نشهدها اليوم عبر ما يسمى بالثورة الاتصالية الرابعة، وذلك بعد ثورة المطبعة ثم الإذاعة فالتلفزيون وأخيرا ثورة تطبيقات الحاسب المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها. وأكد على أن هناك شرائح من أبناء المجتمع المحلي من الجنسين في المدن والقرى وجدت في تلك الوسائل استخدامات خاصة بها؛ لأن تلك الوسائل حققت لتلك الفئات إشباعاً خاصاً بكل فرد من أفراد المجتمع عجزت الوسائل الحكومية والتقليدية عن تحقيقها في الفترة الماضية، مضيفاً أن تلك الوسائل، خاصة "تويتر"، أتاحت للبعض قناة للتعبير الحر عن الرأي دون المرور على الرقيب الذي كانت مهمته فلتره المواد الإعلامية وعرضها بطريقة لا تشبع مطالب واحتياجات الجماهير المحلية. تسوق الكتروني وأضاف "د.نصيف" أن البعض الآخر استخدم تلك الوسائل للتواصل المستمر مع الأصدقاء والأقارب والزملاء على مدار اليوم بتكلفة لا تكاد تذكر، إلى جانب أن العديد منهم أفادوا من تلك الوسائل للإعلان والتسويق والترويج عن بعض المنتجات والمقتنيات إلى شرائح متنوعة من كافة أفراد المجتمع عبر تلك الوسائل، مشيراً إلى أن برامج التواصل الاجتماعي أتاحت لفئة كبيرة من أهالي القرى والهجر في "المملكة" التواصل مع شرائح المجتمع المختلفة، إلى جانب إمكانية الاستمتاع بالتسوق الالكتروني وعقد الصفقات والبيع والشراء على المستوى المحلي والدولي، وكذلك التعرف على شركات وأفراد مستثمرين عبر تلك الوسائل.