كتبت مقالاً عن البطالة قبل تسع سنوات تقريباً ،عنوان المقال كان جزءاً من تصريح للدكتور غازي القصيبي-يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته- في جريدة الرياض في عددها 13093 وتاريخ 10 ربيع الأول 1425 هـ أطلق من خلاله تصريحاته النارية ولكنها جميلة جداً إذا طبقت ورأت النور لأنها مازالت في الظلام حتى يومنا هذا؟!ويقول» أرجو من الشركات ألا تستخدم معي سلاح الابتزاز لأنني أملك من أسلحة الابتزاز ما لا يملكون»،ويقول أيضاً « من يهدد بإغلاق استثماراته ونقلها للخارج بسبب السعودة فسوف أحتفل معه بهذا القرار»، ويردف قائلاً « 70 % من التأشيرات التي استقبلتها المملكة عام 1424هـ تمت المتاجرة بها «، ويقول» أنظر إلى القطاع الخاص كالدجاجة التي تبيض وظائف ولن أقتلها ولكن سوف أغذيها وأشجعها».تذكرت كلام معاليه-يرحمه الله-والمملكة تقوم الآن بتصحيح أوضاع العمالة الوافدة غير النظامية .الدول المتقدمة وجدت أنه من الناحية الإقتصادية من الأفضل لها أن تعطي العاطل مساعدة مالية حتى يجد عملاً بدلاً من ارتكاب الجرائم التي سوف يترتب عليها أعباء مالية كبيرة أكثر من قيمة تلك المساعدات المالية المصروفة للعاطل والمتمثلة بالبحث عنه عند إرتكابه الجريمة والقبض عليه، ومحاكمته، وإيداعه السجن، والصرف عليه ،وترك عائلته تنحرف وتتشرد وقد ترتكب الجرائم، إضافة إلى زعزعة الأمن وإرهاب المجتمع إلى غيرها من السلبيات التي تكلف المجتمع مبالغ مالية كبيرة أكثر من تلك المساعدات التي تعينه على الحياة حتى يجد عملاً . بعبارة أخرى إن دور تلك المساعدات دور وقائي وعلاجي في الوقت نفسه.المشكلة التي نعاني منها أنه ليست هناك معلومات رقمية صحيحة ودقيقة عن الأعداد الحقيقية للمواطنين ليس فحسب من هم في سن العمل بل من هم فعلاً يبحثون عن العمل ، فهناك فرق بين من يبحث عن عمل ، وبين من هو في سن العمل ولا يرغب في العمل لإعتبارات عديدة من أهمها:أن ذلك الشخص إما أنه يريد أن يكمل تعليمه وبالتالي لا يريد عملاً في الوقت الحاضر،أو أنه ولد نعمة لا يريد العمل،أو أنه ولد نعمة ويعمل مع والده في القطاع الخاص،أو أنه لا يريد أن يعمل ويفضل أن يكون عالة على الآخرين، أو أنه من النوعية الذي يبحث عن أعمال مريحة ومجزية بأقل جهد يبذله فتجده من النوعية التي تتنطط من عمل إلى عمل آخر بحثاً عن الراحة والدعة والراتب المغري إلى غيرهم ممن لا يبحثون عن عمل. جميع تلك الأمور وغيرها يجب ان توضع في الحسبان عندما نستخرج نسب البطالة .الدول التي لديها معلومات صحيحة ودقيقة،أي أن جميع أعمالها مبرمجة بحيث عندما يدخل شخص ما سوق العمل يسجل بالجهاز الآلي أنه حصل على عمل في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية وبالتالي يسقطه الجهاز من نسبة البطالة.والأسئلة التي تطرح نفسها:لماذا يوجد في تلك الدول المتقدمة ذلك الضبط وتلك الدقة الإحصائية المتناهية ولا توجد تلك الدقة في المجتمعات النامية ؟ لأن تلك الدول التي سبقتنا في تلك الدقة الإحصائية المتناهية يتحتم عليها أن يكون لديها نظام دقيق لأن العاطلين عن العمل تصرف لهم مساعدات مالية حتى يجد عملاً وعندما يجد عملاً تسقط عنه تلك المساعدات المالية.والسؤال الآخرلماذا في الدول المتقدمة يعطون مساعدات مالية للعاطلين عن العمل؟لأن البطالة لها علاقة وثيقة في الجريمة،فالعاطل عن العمل مثله مثل بقية البشر يريد أن يأكل ويشرب ويتزوج ويسكن ويتنقل ويستمتع في الدنيا وبالتالي عندما يكون عاطلاً عن العمل فمن أين له الدخل المادي الذي يصرف منه على تلك المتطلبات؟الأمر الآخر وهو على جانب كبير من الأهمية ألا وهو عدم وجود معلومات رقمية صحيحة ودقيقة عن سوق العمل توضح لنا أعداد ومختلف التخصصات الموجودة في سوق العمل سواء في الوقت الحاضر أو المستقبل وعلى ضوئه نوظف في الحاضر ونبني خططنا في إعداد القوى العاملة الوطنية للأعمال التي يتطلبها المجتمع مستقبلاً .بيت القصيد هنا كيف سوف نحصل على معلومات صحيحة ودقيقة من هذه القطاعات المتعددة التي وضعت في الأساس لخدمة القوى العاملة الوطنية والتي على ضوئها سوف نبني عليها تحليلنا الإحصائي؟ لكي نقول إن النسبة الصحيحة والدقيقة للبطالة لدينا هي كذا. الأمر الآخر أيضا هو يجب أن نستخرج نسبتين بدلا من نسبة واحدة ،ونقصد بذلك نسبة البطالة للعدد الفعلي للراغبين في العمل من هم في سن العمل ( النساء والرجال )،ونسبة البطالة بالنسبة للعدد الفعلي للسكان بشكل عام. sultama@hotmail.com twitter : @alangari_sultan للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain