--> عندما مرت دورية الشرطة بجانبي أنا وابنتي الصغيرة التفتت إلي وسألتني: بابا! الشرطي يحلق شعره؟! لم يكن في مظهر رجل الأمن ما يلفت بالنسبة لي، ولكن هي هيبة رجل الأمن في نفوس الصغار، والتي جعلت ابنتي تتساءل عن رجل الأمن: هل هو كالناس العاديين يذهب إلى الحلاق ويأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟! فهيبة رجل الأمن في نفوس الصغار كبيرة، خصوصاً إذا كان باللباس العسكري، وهذه نعمة تستحق الشكر وتحتاج من رجل الأمن أن يحافظ على صورته المميزة الأنيقة في عيون الصغار والكبار، وذلك بأن يكون على قدر المسؤولية والثقة التي أولاه إياها المجتمع! عندما ترى مقاطع فيديو تخرج لرجال الأمن لا يحترمون الزي العسكري الذي يرتدونه، فاعلم أن هناك خللاً في نظرة رجل الأمن نفسه! وعندما ترى رجل الأمن وهو بلباسه العسكري ماسكاً سيجارته أمام الغادي والرائح، فاعلم أنه يسبب خللاً تربوياً للأطفال، ويجرئهم على شخصه وعلى الخطأ، فشرطي يدخن! عند الصغار ليست بعيدة عن شيخ يدخن! وإذا بليتم فاستتروا! وعندما ترى رجل أمن يتساهل بقطع الإشارة، حتى تصبح هي الأصل ولو كان بمهمة رسمية تجبره على قطعها، فاعلم أنه يقدم رسالة سلبية خطيرة لنفسه ولمن يشاهده! وعندما يتلاعب رجل الأمن بسيارة الدورية ويعبر بها الأرصفة، فماذا سيقول الآخرون؟! نحن بأشد الحاجة أن لا تتبع هيبة رجل الأمن هيبة المعلم، فيتجرأ من هم أخطر من الطلاب على المجتمع بأكمله، وهذا يحتاج أن يبدأ رجل الأمن بنفسه، فيعلم أنه قدوة وأن عليه أن ينهى نفسه عن غيها، كما يحتاج منه إلى وعي وسعة صدر ورقي في التعامل، لأن مواقع التواصل اليوم تنقل بالصوت والصورة كل صغيرة وكبيرة! وهذا يستدعي منا أن ندعم رجل الأمن، ونحترم اللباس الذي يرتديه، كما يستدعي من الجهات الأمنية العناية برجالها وترسيخ مكانتهم في المجتمع، من خلال التدريب والتطوير والجهود التوعوية المتعددة والمتنوعة التي تنمي ثقتهم الإيجابية بأنفسهم، وترقى بهم إلى الدور الرسالي الذي يؤمل منهم! هذه الجهود موجودة ولكنها تستدعي مزيدا من الدعم والتنظيم والعناية باختيار القائمين عليها! وحتى ذلك الحين -ليسمح لي رجال الأمن- سأقول لابنتي: إن الشرطي لا يدخن! ولا يسيء التعامل! تويتر : @shlash2020 مقالات سابقة: شلاش الضبعان القراءات: 1